IMLebanon

جنبلاط مع خيارات 14 آذار الرئاسية؟

لقاء الرئيس سعد الحريري بالنائب وليد جنبلاط في باريس، اعاد تحريك ملف انتخاب رئيس للجمهورية، يتقاطع مع نشاط اضافي سوف يبذله البطريرك بشاره الراعي في هذا الاتجاه، خصوصا بعد لقائه بالعماد ميشال عون، وفشل التوصل معه الى حل تسووي، انطلاقا من المبادرة التي اعلنها الدكتور سمير جعجع، بالاضافة الى بدء حراك ديبلوماسي مكثف تقوده فرنسا بالتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية للضغط باتجاه التوافق على رئيس للجمهورية كاولوية اساسية، بعد الاحداث الدامية التي اشعلها تنظيم «داعش» في العراق، وتخوف الغرب من امتداد اخطارها الى دول المنطقة جميعها، بما فيها لبنان، ويأتي طلب المسـؤول الاممي جيفري فيلتمان من بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد عدم عرقلة انتخاب رئيس لجمهورية لبنان من قبل الرئيس السوري في سياق التحرك الغربي هذا، الذي سوف يشهد ايضا مشاورات ثنائية في باريس بين مسـؤولين فرنسيين واميركيين، ينضم اليها سفير فرنسا في لبنان، كما ان الحريري في التوجه عينه، سوف يلتقي وزيري خارجية الولايات المتحدة وفرنسا، جون كيري، ولوران فابيوس، كما ان هناك معلومات عن دعوة فرنسية للنائب جنبلاط لزيارة باريس والتقاء الرئيس الفرنسي هولند.

بعض المراقبين المطلعين، يعتقدون بان اجتماع الحريري – جنبلاط قد انتج بالفعل ايجابيات واجواء صريحة واضحة يمكن البناء عليها لرسم طريق التحرك والضغط لانتخاب رئيس للجمهورية في موعد معقول، وقبل حلول استحقاق الانتخابات النيابية، خصوصا بعدما صارح الحريري صديقه جنبلاط على ما نقل من معلومات،ان هناك اتفاقا بينه وبين الدكتور جعجع، يترك الحريري بموجبه لجعجع ادارة معركة رئاسة الجمهورية وتسمية المرشح المقبول من 41 آذار مقابل ان يترك جعجع للحريري، ادارة تسمية أي رئيس حكومة، ومن هنا يأتي تأكيد مصادر في 41 آذار بأن اي بحث في اسماء المرشحين الى رئاسة الجمهورية يفترض البحث فيه مع جعجع اما الجديد الهام الذي كلل لقاء الحريري – جنبلاط، هو ما خرج به الحريري من ان جنبلاط سيسير في نهاية الامر مع خيارات 41 آذار، في ما يتعلق بالمرشحين الى رئاسة الجمهورية، واذا كان جنبلاط ما زال مقتنعا بان طبخة الرئاسة الاولى لم تنضج بعد، الا انه لن يكون حجر عثرة امام مرشح تتبناه 41 آذار في الوقت المناسب.

***

في معلومات متطابقة من الطرفين، فان التواصل بين حزب القوات اللبنانية، والتيار العوني مستمر منذ فترة، على الرغم من صعوبة الوصول الى توافق على مرشح ثالث، غير العماد عون والدكتور جعجع لان عون يرفض البحث في مثل هكذا حل، ويصر على احقيته في هذا المنصب، وهذا الموقف سمعه جعجع من البطريرك الراعي امس اثناء زيارة مفاجئة لبكركي، ولكن اوساطا ديبلوماسية غربية تقوم بزيارات دورية لقيادات مسيحية وفي شكل خاص لعون وجعجع، تعتبر ان ما يحدث في العراق وسوريا وعلى حدود الاردن، وما يمكن ان يتهدد لبنان، لا يسمح بكثير من الترف السياسي الذي يطبع مرحلة الفراغ الرئاسي منذ مغادرة الرئيس العماد ميشال سليمان قصر بعبدا، ونقل عن هذه الاوساط اسفها لاستمرار الفراغ الذي تركه سليمان لحظة مغادرته قصر بعبدا.

قبل احداث العراق، وهذا المخاض الذي تشهده منطقة الشرق الاوسط، قارب عدم الاهتمام بالوضع اللبناني درجة الصفر، لكن الامور على ما تبدو الان، اصبحت مختلفة، ولم تعد القوى القادرة في العالم، تثق بان اللبنانيين قادرون لوحدهم على انتخاب رئيس صنع في لبنان فهل يكون الحراك الغربي المكثف بداية نهاية الازمة الرئاسية؟!