IMLebanon

جنبلاط نصح بـ«ضرورة الحفاظ على دولة الجنرال غورو» لاستشرافه أن الآتي أعظم

جنبلاط نصح بـ«ضرورة الحفاظ على دولة الجنرال غورو» لاستشرافه أن الآتي أعظم وتقسيم المنطقة بدأ عملياً حلم إسرائىل بخلق دويلات مذهبيّة وإتنيّة يُبصر النور!!

في اللقاء اليتيم الذي جمع الرئيسين الاميركي بيل كلينتون والسوري حافظ الاسد في مطلع التسعينات من القرن الماضي على هامش مؤتمر جنيف، واثناء مصافحة كلينتون للاسد سأله غامزاً من حكمه بالقول: «كيف حال الديموقراطية في سوريا؟» فردّ الاسد: «انها بالف خير فالديموقراطية كالاسبيرين والاسبيرين لا يترك اطلاقاً في ايدي الاطفال».

بهذا الجواب اختصر الاسد الاب واقع الشعوب في المنطقة وربما استشرف آفاق ما يحصل الآن قبل ربع عقد من الزمن، حيث انطلقت «الفوضى البناءة» برعاية اميركا فأحرقت اخضر المنطقة ويابسها تحت مسمى «الربيع العربي» الذي تؤكد المجريات انه «خريف العرب» من البحر الى النهر، وان الادارة الاميركية التي لوحت بـ«الديموقراطية» لشعوب المنطقة من ليبيا وصولاً الى العراق، لم يكن هذا الشعار سوى واجهة لتكريس يهودية الدولة الاسرائيلية من خلال «تقسيم المقسم» واستحضار مخطط هنري كيسينجر الذي ظن البعض انه فشل في تحقيقه، فاذا بالمنطقة تقف على عتبة التقسيم بعدما برزت تضاريس جديدة تؤدي الى تغيير جغرافية المنطقة بكاملها وفق الاوساط المواكبة للمجريات.

وتشير الاوساط الى ان زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى العراق تصب في خانة استطلاع الواقع الميداني الذي بات ناضجاً لتكريس جغرافية العراق الجديدة اعتماداً على المشروع الذي قدمه نائب الرئيس الاميركي جو بايدن عام 2007 للكونغرس الاميركي ابان الغزو الاميركي للعراق بضرورة تقسيمه الى 3 دول سنية وشيعية وكردية، وهذا الامر ترجم على ارض الواقع وما كلام رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني لكيري بأنه «حان وقت تقرير المصير للاكراد واعلان الاستقلال» الا تأكيد على ذلك بعدما ضمت قوات البيشمركة مدينة كركوك الى الاقليم محققة حلم الاكراد التاريخي.

وتقول الاوساط ان خرائط المنطقة بدأ ترسيمها في مطابخ الدول الكبرى وان ما يحصل في العراق ينسحب على الواقع الميداني في سوريا حيث باتت «الدولة الاسلامية في العراق والشام» بارزة الحدود بدءا من الرقة وصولاً الى الموصل، وسط مخاوف المراقبين من نجاح المخطط الاميركي – الصهيوني في تقسيم المنطقة الى دويلات مذهبية واتنية متناحرة ما يضمن امن اسرائيل حتى اشعار آخر، وان كلام «رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط اثر زيارته الباريسية عن «ضرورة الحفاظ على دولة الجنرال غورو قبل فوات الاوان»، يحمل الكثير من المدلولات لا سيما ان الزعيم الاشتراكي يعيش كابوس قيام دولة درزية وفق المخطط الصهيوني القديم الجديد، تمتد من جبل العرب الى جبل لبنان الدرزي، بعدما استفاق «الوحش التكفيري» وفق التوصيف الجنبلاطي للارهاب، ما يشير الى ان الاحداث الدموية في سورية والتي تلفح نيرانها لبنان مرشحة للتناسل حتى اشعار آخر الى حين «يغرق الجميع بدمائهم» وفق كلام كيسنجر في سبعينات القرن الماضي.

وتؤكد الاوساط ان جنبلاط اكثر السياسيين استشرافاً للافق الدولي بحكم شبكة علاقاته المتشعبة، وان ترحّمه على الانتداب الفرنسي يأتي على خلفية ان الاسوأ الآتي يبرر السيء الحالي، لا سيما ان عودة السيارات المفخخة لا تبشر بالخير وسط ارتفاع الشحن الطائفي ودعوة «كتائب عبدالله عزام» عبر الناطق باسمها الشيخ سراج الدين زريقات شباب اهل السنة لترك المؤسسات العسكرية اللبنانية الكافرة وفق زريقات، ان دلت على شيء فعلى ما يخطط للساحة المحلية الهشة الغنية ببؤر التكفير من سجن رومية وصولاً الى مخيم «عين الحلوة»، بعدما انتعشت اثر اجتياح «داعش» للمناطق السنية في العراق. وهذا الامر ليس غريباً انما الاغرب من ذلك ان الاقطاب في البلد مختلفون على جنس الملائكة الرئاسي وكأننا نعيش في قلب اوروبا.