IMLebanon

جنبلاط يعمل لقيام «جبهة وسطيّة» الى جانب سليمان تنتج تحالفاً انتخابيّـاً ليُنازل عون على الرقعة المسيحيّة

يسعى الى أمرين في باريس: معرفة صورة «الشرق الأوسط الجديد» والعلاقة بين الحريري وعون

جنبلاط يعمل لقيام «جبهة وسطيّة» الى جانب سليمان تنتج تحالفاً انتخابيّـاً ليُنازل عون على الرقعة المسيحيّة

اللقاء المرتقب الذي سيجمع الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط في دارة الرئيس سعد الحريري الباريسية لم يأت من فراغ وفق اوساط مواكبة لتحرك جنبلاط حيث سيحاول جنبلاط اصابة اكثر من عصفور بحجر واحد، واذا كان سليمان قد التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لشكره على دعم الادارة الفرنسية له وسعيها الى التجديد لولايته، فان لقاء الحريري هو القاسم المشترك بينه وبين ابو تيمور للبحث في امكانية قيام جبهة سياسية بينهم تنحو الى الوسطية، في وقت يسعى من خلال رحلته الباريسية الى لقاء اصدقاء له في مراكز القرار الفرنسي آملاً باستشراف آفاق المجريات في المنطقة اثر الزلزال العراقي لا سيما وانه قلق من قيام شرق اوسط جديد بدأت تضاريسه تبرز على الارض العراقية اثر اجتياح «داعش» للمحافظات السنية بمعظمها والذي تبين ان التنظيم التكفيري المذكور ليس سوى واجهة لانتفاضة سنية قادتها العشائر العراقية بالتكافل والتضامن مع بقايا البعث العراقي، وما يعمّق الهواجس الجنبلاطية ان اقليم كردستان العراقي قد اكتمل ككيان على ارض الواقع بعدما بسطت قوات «البشمركة» الكردية سيطرتها على مدينة كركوك حلمها التاريخي.

وتضيف الاوساط ان جنبلاط سيجهد مع بعض القريبين من الخارجية الفرنسية لمعرفة ما يطبخ للاقليات في المنطقة لا سيما وان الفرنسيين هم العراب الاساسي لاتفاق «سايكس – بيكو»، ليبنى على الشيء مقتضاه درزيا، من خلال الابتعاد بهم قدر المستطاع عن لعبة الامم في ظل احتمال قيام فتنة سنية – شيعية في العراق، وما الكلام الذي طرحه رئيس اقليم كردستان عن حق اهل السنة بدولة الا دليل على ذلك، وان لعبة الامم المتحدة الى «تقسيم المقسم» وفق توصيف الرئيس نبيه بري الذي ترحم على اتفاق « سايكس – بيكو» مقارنة بالمجريات في المنطقة.

وتشير الاوساط الى ان جنبلاط اضافة الى ذلك يسعى من خلال اللقاء مع سليمان والحريري التأسيس لجبهة وسطية، واذا كان الحريري فريقا، فان الوسطية تجمعه بسليمان وسيذكر من يعنيهم الامر ان رئيس الجمهورية المنتهية ولايته لن يذهب الى منزله وانه باق في صلب المعادلة السياسية من خلال 3 وزراء محسوبين عليه وان التحالف مع سليمان سيزيد من وزن الوسطيين داخل حكومة الرئيس تمام سلام ولا تستبعد الاوساط ان جنبلاط قد يتحالف مع سليمان في الانتخابات النيابية المقبلة لان للاخير حيثية شعبية برزت في نهاية عهده، وانه بذلك قد ينازل العماد ميشال عون على الرقعة المسيحية، وعلى خلفية ايصال كتلة نيابية يكون عرابها سليمان من خلال التحالف مع سيد المختارة.

وتقول الاوساط، اما بالنسبة للقاء مع الحريري فسيحاول مع سليمان معرفة ماهية العلاقة بين الحريري والجنرال عون وهل من قطبة مخفية قد تشكل مفاجأة في توقيت ما، توصل عون الى الكرسي الاولى، لا سيما وان الجنرال واكب الزيارة منذ بدايتها بسلسلة مواقف وفي طليعتها رسالة الى الحريري يؤكد فيها ان رئاسته للجمهورية تضمن امن الحريري، ما دفع ببعض 14 آذار الى استغلال الموقف للتسويق لمقولة ان حلفاء عون هم الخطر الذي يحدّق برئيس الوزراء السابق، وان عون يحاول مقايضة الرئاسة بالامن، علماً ان الجنرال لا يقصد ذلك، بل اراد وفق الاوساط البرتقالية ان يقول ان الجنرال كرئيس للجمهورية يمثل مظلة حامية للجميع، وهذا لامر لا يتوفر لعون كرئيس لتكتل نيابي وتيار شعبي.

وترى الاوساط نفسها ان قنوات الاتصال بين الحريري وعون لا تزال على مستوى مقبول من حيث العلاقات وتبادل المشورة، وما كشفه عن عرض مستشار الحريري نادر الحريري التمديد لسليمان ورفضه لذلك، الا دليل على مستوى التقارب بين الفريقين.