IMLebanon

جندي لبناني ينضم لـ«القاعدة»…شكرا إيران

ما كنا نخشاه منذ زمن بعيد، وحذرنا منه مراراً وتكراراً، لجهة أنّ المشروع الايراني -مشروع ولاية الفقيه- سيأخذ المنطقة كلها الى الدمار، بدأ يتجسّد على أرض الواقع.. ومن يعتقد أنّ بلداً عربياً واحداً يمكن أن يبقى بعيداً عن الفتنة السنّية – الشيعية، يكون واهماً..

لو عدنا بالتاريخ الى العام 1978 وما قبله، نسأل من كان يسمع أو يتكلم عن هذا من أهل السنة أو الشيعة في لبنان، أو في أي بلد عربي؟.. لا أحد، ونجزم بأنّ لا أحد.

لقد جاء مشروع آية الله الخميني مشروع ولاية الفقيه… ولم يكن مجيئه وعودته الى إيران طبيعية… خصوصاً وأننا اليوم بتنا على قناعة بأنّ ما كان في موقع الظن والشك، بات اليوم ثابت ومؤكد… وما كان اتهاماً صار حقيقة.

من كان يظن، أو يتصوّر أنّه بعد العام 2000، والإنتصار الكبير الذي حققته المقاومة على العدو الإسرائيلي، وبعد العام 2006، أنّ السلاح المفترض أنّه موجّه حصراً ضد إسرائيل، انحرف عن مساره وصار في بيروت، في شوارعها وأحيائها وفعل ما فعله… ولم يتوقف عند بيروت، بل عبر الحدود الى «السيدة زينب» في سوريا، وما اكتفى بـ»السيدة زينب» بل راح الى حمص وحماة وحلب والنبك والقلمون… والله أعلم الى أين أيضاً، ما دام ينتظر الأوامر ليعبر الحدود أيضاً باتجاه العراق، طبعاً بانتظار قرار من رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني…

كل هذا، وغالبية الزعامات السياسية وغير السياسية في لبنان تطالب «حزب الله» بالإنسحاب من سوريا لدرء النتائج الكارثية على لبنان وقطع الطريق على أي تداعيات خطيرة… ويوماً بعد يوم، تكشف التطورات والوقائع كم أنّ هذه المطالبة محقّة وفي مكانها الصحيح، خدمة للبنان ولشعب لبنان.

وعندما يذهب «حزب الله» الى سوريا، على هذا النحو، خلافاً لمصلحة لبنان واللبنانيين، فهل من تفسير غير أنّه يشترك في معركة ذات طابع مذهبي سنّي – شيعي.. وهل يظن «حزب الله» أنّ هناك من يصدّق ادعاءات النظام السوري بأنّه يحارب الارهاب، وهناك أكثر من 200 ألف قتيل قضوا في هذه الحرب، التي دمرت أكثر من نصف سوريا وهجّرت حوالى 11 مليون سوري، إضافة الى وجود أكثر من 300 ألف مفقود… وولد «داعش» الذي يسيطر على مساحات شاسعة بين الرقة والحسكة والموصل العراقية… فهل هناك من يصدّق ادعاءات محاربة الارهاب هناك..

نعود الى موضوع الجندي اللبناني (عاطف سعد الدين) الذي التحق بـ»القاعدة» ونقول إنّ هذا الموضوع خطير، وخطير جداً، ويجب أن يكون دافعاً للزعامات السياسية من أجل أن يعيدوا حساباتهم وإلاّ نكون نتجه نحو مواقع، قد نكون قادرين الآن على ضبطها.. وأخشى ما نخشاه أن يأتي يوم نفتقد فيه القدرة على معالجة الأمور واتخاذ القرارات التي تنقذنا جميعاً وتوفر مخرجاً من أزماتنا وحلولاً لمشاكلنا؟!.