في تقدير البعض أنّ الجانب الرئاسي طغى على جانب زيارة الأراضي المقدسة في لقاء بكركي أمس بين غبطة البطريرك الراعي ووفد حزب الله. ومع أنّ المعلومات التي صدرت عن الحزب، في تصريح مباشر من الصرح، ركزت على زيارة البطريرك المرتقبة الى الأراضي المقدسة في فلسطين المحتلّة، فإنّ المعلومات تشير الى أنّ البحث في الإستحقاق الرئاسي لم يكن عابراً، بل كان أساسياً وجوهرياً… وذهب بعضهم الى القول إنّ لغة الإيماء والإيحاء بلغت ذروتها من خلال تجنّب ذكر الأسماء إنما الإشارة إليها بما يحددها بوضوح.
حدث ذلك غداة توجه الدكتور سمير جعجع الى المملكة العربية السعودية وأوروبا في رحلة ذات معنى كبير في هذه المرحلة وقبيل جلسة يوم الخميس المقبل الإنتخابية. فالطائرة الخاصة التي أقلعت بجعجع عند الثانية من فجر أمس الى جدة، ستمضي به الى أوروبا غداً على الأرجح حيث يفترض ألاّ يتأخر في رحلته… فالوقت داهم ويمكن إحصاؤه بالساعات والدقائق.
ويرى مراقبون انه كان يفترض تحقيق هذه الزيارة لتوضيح الأمور الآتية التي يقوم حولها لغط كبير، والتي لا بدّ لجعجع من أن يحصل على أجوبة عليها من مسؤولين سعوديين ومن الرئيس سعد الحريري:
أولاً – أين وصل الحوار بين العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري؟ وهل إكتمل هذا الحوار أم لم يكتمل؟ ومتى يقدّر له أن يكتمل؟ وما هي قابلية أو عدم قابلية الحريري وتياره على القبول بالعماد ميشال عون مرشحاً توافقياً كما يطرح ذاته؟ وماذا يعني الجنرال عندما يؤكد على أنه لن يترشح إذا لم يحظ سلفاً بتأييد الحريري؟
يقوم لغط كبير حول هذه النقط المترابطة. وهناك تقديرات وأقاويل وتقوّلات وإجتهادات وتفسيرات الخ…. ولا شك في أن المرسلين والموفدين من وإلى جعجع نقلوا معلومات وأجوبة عديدة، إلاّ أن رئيس القوات بات في حاجة ملحّة لأن يسمع الجواب بأذنيه، ومباشرة، ومن صاحب العلاقة أي الشيخ سعد الحريري… وفي ضوء ما يسمعه يحدّد موقفه بشكل قاطع ونهائي وحاسم.
ثانياً: ولا بدّ لجعجع أن يطلع (ويسمع) من الجانب السعودي مباشرة ايضاً حول ما يدور في الأروقة الديبلوماسية عمّا يجري بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية: أين أصبح الحوار بين الجانبين؟ وهل هناك ما يجري بعيداً عن الأنظار أم لا؟ وما هو حجم الملف اللبناني في كل ما يدور أو لا يدور بين البلدين؟
وكان سبق لجعجع أن أعلن غير مرة ان في السعودية عيداً لأنه (أي جعجع) ترشّح للرئاسة… فهل لا يزال هذا العيد أم لا؟!
لا شك في أن هذه الجولة التي يقوم بها الدكتور سمير جعجع هي على قدر كبير من الأهمية، وسيترتب عليها أولاً بأوّل ما إذا كان رئيس القوات سيمضي في مشواره الرئاسي أم لا.