IMLebanon

حتى تقرع “داعش” باب ديمبسي!

ألقى الجنرال مارتن ديمبسي مياهاً باردة على الحمى الأميركية التي اثارتها عملية قطع رأس جيمس فولي، في وقت تتحدث الإدارة الاميركية بطريقة مواربة عن انها لا تملك ما يكفي من المعلومات للبدء بشن غارات جوية على “داعش” في سوريا، بما قد يبرر التعاون مع النظام السوري على رغم الحرص على نفي ذلك، وهو ما يضع المنطقة امام خيارين هما الديكتاتورية او الإرهاب على ما كتب لوران فابيوس في “الفيغارو”!

بعد اقل من ٢٤ ساعة على اعلان واشنطن ان عملية اعدام فولي تشكل اعتداءً ارهابياً عليها، لم يتردد ديمبسي الذي عارض دائماً التدخل في سوريا حتى بعد جريمة الكيميائي، في القول انه يعتقد أن “داعش” تشكّل تهديداً اقليمياً ولا تخطط لهجمات ضد الولايات المتحدة او ضد اوروبا.

وقارن بين تنظيم “القاعدة” في اليمن الذي شن هجمات ضد اميركا والغرب “وهو ما دفعنا الى شن غارات عليه”، وبين “داعش”، التي تغرق سوريا والعراق معتبراً انها لا تشكّل تهديداً يستهدف اميركا والغرب، وبهذا نسي أو يتناسى مجموعة من الوقائع ومنها:

١ – انه كان يقف الى جانب تشاك هيغل قبل يومين عندما اعلنت واشنطن انها تعتبر قطع عنق جيمس فولي هجوماً ارهابياً عليها.

٢ – ان “داعش” التي قتلت فولي تحتجز غيره من الأميركيين، وان جون كيري اعلن ان واشنطن اجرت اتصالات مع ٢٠ دولة للإفراج عن بيتر ثيو كورتيس وان هناك اميركيين غيره في الاحتجاز.

٣ – ان اوباما اعلن عن عملية فاشلة سبق للقوات الاميركية أن نفذتها لإنقاذ الرهائن الاميركيين في سوريا، وان عملية قصف وإنزال تمت لكن الرهائن لم تكن في المكان المحدد.

٤ – ان “داعش” بثّت مجموعة من الأشرطة التي تحمل تهديداً صريحاً لأميركا والغرب، ابرزها ذلك الذي تناقلته وسائل الاتصال عشية القصف لدعم البشمركة في استعادة سد الموصل، وجاء فيه “سنغرقكم في الدماء”!

٥ – ان واشنطن وعددا من العواصم الغربية وبالتحديد لندن، سبق لها ان اعربت عن مخاوف عميقة جداً من ان عودة رعاياها الذين التحقوا وقاتلوا مع “داعش”، ستمثّل تهديداً خطيراً، وخصوصاً ان هناك المئات من هؤلاء بينهم مثلاً اكثر من مئة اميركي!

٦ – ان مايكل هايدن المدير السابق لـ”السي آي اي” اعلن “ان هجوم داعش علينا مسألة وقت”.

على رغم هذا يرى ديمبسي انه لا يوجد حتى الآن دليل على ان “المتشددين في داعش” (ولكأن فيها معتدلين ومتسامحين!) منخرطون في التآمر والتخطيط لشن هجمات ضد الولايات المتحدة!

ربما سيكتشف انهم يشكّلون تهديداً عندما يقرعون بابه!