IMLebanon

حراك ماروني مكوكي يسابق «الشغور»

«تصور مشترك» بين الجميل وفرنجية.. وجنبلاط في بكفيا وجعجع في بكركي
حراك ماروني مكوكي يسابق «الشغور»

 

رغم غزارة الأمطار وسيولها وانهياراتها الطينية، وجسامة الأخطار الناجمة عن الأوبئة الطبية في ضوء إعلان وزارة الصحة رسمياً عن رصد أول إصابة بفيروس «كورونا» في لبنان، إلا أنّ الإستحقاق الرئاسي لا يزال يحتل صدارة الأولويات والهموم على بُعد أسبوعين من انقضاء المهلة الدستورية خشية أن ينجرف نحو بحور «الشغور» فتغرق سدة الرئاسة الأولى في غياهب «الفراغ» المهدّد لرمزيتها وصلاحياتها. وفي سياق المحاولات الحثيثة الجارية «لعدم تحميل المسيحيين مسؤولية تعطيل إنجاز الإستحقاق في موعده» وفق تعبير مصادر قيادية «كتائبية» لـ«المستقبل»، برز حراك ماروني مكوكي أمس على خط قصر بعبدا الذي زاره البطريرك بشارة بطرس الراعي، وبكركي التي زارها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مبدياً إستعداده لسحب ترشيحه «لصالح مرشح آخر من قوى الرابع عشر من آذار» باعتباره ليس «من جماعة أنا أو لا أحد»، إلى بنشعي حيث أكد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل إثر لقائه النائب سليمان فرنجية التوصل معه إلى «تصور مشترك» حيال الإستحقاق الرئاسي، وصولاً إلى بكفيا حيث أولم الجميل لرئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط إلى مائدة العشاء، على وقع تفضيل مصادر «الجبهة» لـ«المستقبل» التريث وعدم تحميل «عشاء بكفيا» أية أبعاد أو حلول رئاسية «لم تنضج بعد».

الجميل ـ فرنجية

في تفاصيل المواقف المرافقة لهذا الحراك الماروني، إستكمل الرئيس الجميل جولاته على القيادات المسيحية فزار بنشعي أمس محذراً إثر لقائه النائب فرنجية من «خطر عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 أيار على مستقبل البلد»، مشدداً في المقابل على وجوب «أن يشعر جميع القادة الموارنة بالمسؤولية ويمنعون الفراغ». وفي معرض تأكيده «ضرورة إنتخاب رئيس يجسد الشراكة الحقيقية» أضاف الجميل: «لدي تصوّر مشترك مع الوزير فرنجية كي لا نقع بالفراغ وتداولنا في سبل إنقاذ البلد»، معرباً عن «التصميم على بذل الجهود لإنقاذ الجمهورية وموقع الرئاسة الأولى».

أما فرنجية فلفت إلى أنه «أقل تفاؤلاً» من الجميل في موضوع الإستحقاق الرئاسي، وقال: «أنا ضد الفراغ لكنني لا أخشاه» جازماً بأنّ «قوى 8 آذار لن تنتخب مرشحاً من قوى 14 آذار والعكس صحيح». ورداً على سؤال، أجاب فرنجية: «حتى لو انتهت المهلة الدستورية فلن نرضى برئيس ليس قويًا»، مشدداً على وجوب أن يحظى «الرئيس العتيد «بغطاء ماروني وغطاء شعبي»، وأردف: «الرئيس المفروض على طائفته لا أعتبره مارونياً».

ووضعت مصادر قيادية «كتائبية» لـ«المستقبل» لقاءات ومشاورات الرئيس الجميل في إطار السعي إلى إيجاد «موقف موحد» لدى الأقطاب الموارنة تحت عنوان «عدم تحميل المسيحيين مسؤولية تعطيل إنجاز الإستحقاق الرئاسي». وفي هذا السياق أوضحت المصادر أنّ جملة من التوافقات ينبغي أن تتفرع من هذا العنوان «أولها أن يلتزم القادة الموارنة الأربعة عدم تقديم ترشيحات غير قابلة للصرف في صندوق الإقتراع باعتبارها تؤدي حكماً إلى عدم تأمين النصاب لإتمام عملية الإنتخاب، وثانياً أن يقبلوا فكرة تبادل الإنسحاب في ما بينهم حتى يتمكنوا من التوصل إلى مرشح قادر على الوصول إلى قصر بعبدا سواءً كان مرشحاً من صفوفهم أو من خارج صفوفهم يتوافقون عليه». من هذا المنطلق لفتت المصادر إلى أنّ «حراك الرئيس الجميل يأتي على قاعدة إقناع الأقطاب الموارنة بضرورة الإمساك بزمام الإستحقاق الرئاسي عبر التوافق بين بعضهم للحؤول دون بلوغ مرحلة قد يصار فيها إلى وصول رئيس جديد مفروض عليهم»، مشيرةً رداً على سؤال إلى أنّ «المرحلة الجديدة» التي تحدث عنها رئيس تكتل «التغيير الإصلاح» النائب ميشال عون مع الرئيس الجميل إنما «قصد بها عودة العلاقة إلى مرحلة التواصل المباشر بين الجانبين». وإذ لفتت إلى أنّ الجميل بصدد إستكمال جولة مشاوراته التي ستشمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الراعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي بالإضافة إلى لقاء مرتقب سيجمعه إلى موفد من «حزب الله»، ختمت المصادر القيادية «الكتائبية» بإبداء تثمينها للموقف الذي أعلنه جعجع أمس من بكركي لناحية إبداء إستعداده لسحب ترشحه لصالح مرشح آخر من قوى 14 آذار، واصفةً هذا الموقف بأنه يشكل «تطوراً مهماً» في مقاربة الإستحقاق الرئاسي.

جعجع

وكان جعجع قد إلتقى البطريرك الراعي في بكركي أمس وأعلن رداً على أسئلة الصحافيين أنه مستعد لسحب ترشحه للرئاسة «إذا تم التوافق على إسم شخصية أخرى من قوى 14 آذار»، مشدداً على كونه ليس «مرشحاً تصادمياً» وقال: «من غير المقبول أن يتعدى فريق 8 آذار على الجميع وأن يروا ترشيحي ترشيح تحد. ما يحصل هو تعطيل والبطريرك متألم لخرق البعض ما اتفقنا عليه في بكركي ومقاطعتهم الجلسات»، مضيفاً: «لست من جماعة أنا أو لا أحد، وأي طرح جدي يحمل حداً مقبولاً من القناعات الموجودة في برنامجي (الرئاسي) مستعد لبحثه».

توقيفات

أمنياً، لوحظ أمس إنهيار دراماتيكي على مستوى المطلوبين بموجب مذكرات توقيف في الشمال حيث تداعى عدد من قادة المحاور في طرابلس إلى تسليم أنفسهم لمخابرات الجيش، أبرزهم زياد علوكي وسعد المصري وخالد قواص وعمر محيش، وقد بوشر التحقيق معهم بإشراف القضاء المختص. وأوضحت مصادر أمنية لـ«المستقبل» أنّ المطلوبين الذين أقدموا على تسليم أنفسهم إنما إتخذوا قرارهم هذا «في ظل عدة معطيات وعوامل أهمها نجاح الخطة الأمنية بالإضافة إلى عامل إقدام بعض المطلوبين على تسليم أنفسهم وإخلاء سبيلهم في وقت لاحق بعد إستكمال التحقيق معهم، الأمر الذي شجع آخرين مطلوبين على الإقدام على الخطوة نفسها بعد تضييق الخناق الأمني عليهم»، كاشفةً في معرض تأكيدها إستمرار الملاحقات الأمنية بحثاً عن المطلوبين المتوارين أنه جرى أمس توقيف أحدهم في منطقة «جبل محسن» على خلفية ضلوعه في إشتباكات طرابلس. في حين إدعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمس على عشرة أشخاص من «باب التبانة» بينهم خمسة موقوفون شاركوا في هذه الإشتباكات، وأحالهم الى قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا.

وفي البقاع، أعلنت قوى الأمن الداخلي أنه «في سياق الخطة الأمنية الجارية، تمكن مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية في وحدة الشرطة القضائية، من معرفة مكان وجود أحد المطلوبين في بلدة بريتال، وتوقيفه بعد دهم منزله فجر أمس ويدعى « د. م.» (لبناني من مواليد عام 1983) وقد تبيّن أنه مطلوب للقضاء بموجب 9 مذكرات توقيف وبلاغات بحث وتحر ووثائق اتصال بجرائم تأليف عصابة خطف وسرقة سيارات، وسرقة وسلب وشجار.

أما في بيروت، فقد تمكنت قوة من الجيش في إطار ملاحقة المطلوبين للعدالة من توقيف حسن علي سويدان وخالد طلال خليل فجر أمس في محلة «الجناح»، لارتكابهما في أوقات سابقة جرائم سلب وسرقة وحيازة أسلحة وذخائر. كما تم توقيف المدعو بلال محمود عيسى في محلة طريق الجديدة «لإقدامه في أوقات سابقة على ارتكاب جرم إطلاق نار لعدة مرات وترؤسه مجموعة من الأشخاص إستقلت دراجات نارية وقامت بالتهجم على أحد المراكز الحزبية في محلة قصقص. وعن هذا الموضوع أوضحت مصادر أمنية لـ«المستقبل» أنّ عيسى كان قد شنّ في وقت سابق إعتداءً على مكتب منسقية تيار «المستقبل» في طريق الجديدة بمعاونة مجموعة من العناصر المسلحة.