حرب الصواريخ تمتد من غزة إلى جنوب لبنان
أكثر من مائة قتيل.. و700 جريح خلال أربعة أيام * {القسام} تستهدف مطار بن غوريون
رام الله: كفاح زبون
قال رئيس الأركان الإسرائيلي، بيني غانتس، إن الحرب البرية على غزة مرتبطة بقرار المستوى السياسي في إسرائيل، وإن المرحة الجوية لم تستنفد بعد، مضيفا وهو يتفقد لواء المظلين في محيط غزة أمس: «سلاح الجو دمر حتى الآن آلاف القذائف الصاروخية، وأحبط محاولات لإطلاق المئات منها.. حماس أخطأت كثيرا خلال الأيام الماضية في استخدامها القوة ضد إسرائيل، ويجب أن تندم على ذلك». وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع أن الـ36 ساعة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لطريقة مواصلة العملية العسكرية في قطاع غزة.
وأضاف معبرا عن توجه الجيش: «القرارات بهذا الشأن قد تتخذ خلال هذه الفترة، نحن جاهزون، والجيش تدرب على دخول قطاع غزة، وهو على استعداد لأداء هذه المهمة التي قد تكون لها فوائد من الناحية العسكرية لا تحققها الضربات الجوية».
وكانت إسرائيل استدعت 40 ألفا من جنود الاحتياط، استعدادا لاحتمال دخول قطاع غزة بريا، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة الجيش، يفضلون الانتظار حتى الآن، لما يتوقع أن تشهده العملية البرية من صعوبات ومخاطر كبيرة.
وإذا ما شنت إسرائيل غزوا بريا للقطاع، فسيكون هو الأول منذ حرب 2009، وقُتل فيها 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا. وتوعدت حماس إسرائيل بالموت الزؤام إذا دخلت برا إلى القطاع.
وقال أبو عبيدة الناطق باسم القسام في تصريح تلفزيوني: «وعدنا (وزير الجيش الإسرائيلي موشيه) يعلون بالحرب البرية، وله نقول: أتتوعدنا بما ننتظر يا ابن اليهودية؟ أما والذي رفع السماء بلا عمد فإن نواضح غزة تنتظركم تحمل الموت الزؤام، وسيرى العالم جماجم جنودكم يدوسها أطفال غزة بأقدامهم الحافية، وسنجعل منها فرصة الأمل المنشود لأسرانا وفجر الحرية القريب».
وفي هذه الأثناء، أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن واشنطن مستعدة لأن تلعب دور الوساطة بين إسرائيل وحماس، من أجل وقف إطلاق النار.
ووفقا لموقع «واللا» الإسرائيلي، فهذه أول مرة يعرض فيها أوباما شخصيا التوسط بين إسرائيل وحماس.
وقال السفير الأميركي في إسرائيل دان شبيرو، أمس (الجمعة)، إن الحكومة الأميركية والرئيس أوباما لا يعارضون عملية عسكرية إسرائيلية برية في قطاع غزة، وذلك في معرض توضيحه لموقع صحيفة «معاريف» لما دار في المحادثة الهاتفية بين أوباما ونتنياهو.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية كبيرة إن نتنياهو لم يقرر بعد خطوته التالية، لكنه سيعمل كل ما هو ضروري من أجل إعادة استتباب الهدوء لفترة طويلة، إما بالطريقة العملياتية أو بالطريقة السياسية. وأضافت المصادر أن جميع الخيارات لا تزال مطروحة حتى هذه اللحظة.
وواصلت إسرائيل هجومها العنيف على قطاع غزة لليوم الرابع، أمس، وقتلت أكثر من 15 فلسطينيا بينهم ثلاثة أطفال، حتى وقت العصر، ليرتفع عدد الضحايا منذ بدأت هجوما الجوي على غزة إلى 105، وأكثر من 700 جريح. وقصفت الطائرات الإسرائيلية منازل وسيارات وأراضي في غزة.
وردت حماس وفصائل فلسطينية بقصف عدة مدن إسرائيلية، وقالت الإذاعة العبرية أن مائة صاروخ على الأقل سقطت منذ صباح الجمعة وحتى بعد الظهر، على بلدات ومدن إسرائيلية في الوسط والجنوب. وأطلقت القسام على عملياتها اسم «العصف المأكول».
وأحدثت «القسام» مفاجأة، أمس، باستهدافها مطار بن غوريون الإسرائيلي، جنوب تل أبيب. وقال بيان لـ«القسام» تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، إنها «تمكنت لأول مرة من قصف مطار بن غوريون بصاروخ من طراز (M75). وهذه هي المرة الأولى بتاريخ الصراع».
وقالت الكتائب إنها تمكنت من قصف مطار بن غوريون في تمام الساعة 10:40 من صباح الجمعة، بأربعة صواريخ «M75»، كما قصفت أسدود بتسعة صواريخ، وعاودت قصف حيفا بصاروخ من طراز «R160».
ووجهت «القسام» رسالة إلى جميع شركات الطيران الأجنبية التي تسير رحلات إلى إسرائيل، تطالبهم فيها بوقف رحلاتهم بسبب المخاطر المحدقة بجميع المطارات، نتيجة للحرب الدائرة.
وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية سقوط صواريخ بجانب «بن غوريون»، وقالت إن السياح في إسرائيل يفرون عائدين إلى بلادهم خشية من تدهور أكبر للأوضاع.
وأكد متحدث باسم سلطة الطيران الإسرائيلية، أن مطار بن غوريون «يعمل كالمعتاد، بعد توقف لتسع دقائق» خلال انطلاق صفارات الإنذار.
وذكرت «يديعوت» أن طائرة لإحدى الشركات البولندية امتنعت عن الهبوط في مطار بن غوريون بسبب إطلاق الصواريخ لحظة وصولها لسماء المطار، واضطرت للعودة إلى قبرص، ومنها إلى بولندا.
وقتل إسرائيليان حتى الآن بسبب صواريخ غزة، وأصيب آخرون بجراح. ومن جهتها، أكدت القيادة الفلسطينية أمس أن الأولوية القصوى للعمل من أجل وقف العدوان، والسعي إلى وقف إطلاق نار متبادل ومتزامن وفوري حقنا للدماء، وصونا للمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
ووجهت القيادة دعوتها إلى جميع الفلسطينيين «لرص الصفوف وتعزيز التلاحم في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم»، وشددت على «نبذ محاولات إذكاء الخلافات، وزرع بذور الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، في الوقت الذي نحن فيه بأشد الحاجة إلى الوقوف صفا واحدا بوجه حرب الإبادة الوحشية التي تشن ضد شعبنا».
وتوجهت القيادة بالنداء إلى جميع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة للضغط على حكومة نتنياهو، من أجل وقف العدوان. ودعت مجلس الأمن إلى التعجيل بإصدار قرار واضح يدين هذا العدوان ويفرض الالتزام بوقف فوري لإطلاق النار على أساس متبادل ومتزامن.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أكد أن المهم بالنسبة له هو وقف الدماء، وليس كسب المعركة، مضيفا: «نحن نلح على وقف إطلاق النار»، وحذر عباس من عملية برية «يمكن أن تبدأ خلال ساعات».