IMLebanon

حرب غزة اضافة مقلقة للساحة اللبنانية الهشة

تُثقل الأحداث والحروب والتطورات الممتدة من غزة الى العراق وسوريا، الداخل اللبناني الذي يئنّ تحت تأثير هذه الأوضاع الخطيرة وحيث ارتداداتها بحسب مصادر سياسية متابعة للاوضاع تصبّ بوضوح على امتداد ساحته المحلية وقد بدأت التأثيرات تظهر جلية على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والكف الأول الذي تلقّاه البلد تمحور حول ضرب موسم السياحة والاصطياف على الرغم من بعض المهرجانات المحدودة، وعلى الرغم من مكابرة البعض حول موسم سياحي واعد، فإن الأرقام تتكلم بعيدا عن الاستعراضات السياسية والسياحية.

وتؤكد المصادر ان المعطى الأمني اساسي في «تهشيل» السواح وحتى المغتربين اللبنانيين، الى ما يُحكى يومياً عن مخططات تستهدف شخصيات سياسية وحزبية ونواب ووزراء، الى تأثير احداث المنطقة على لبنان وفلتان الحدود السائبة بامتياز ومن ثم الانقسام الداخلي بين الأفرقاء اللبنانيين بشكل لم يسبق له مثيل، وعليه تلك عوامل اساسية وموضوعية، ولكن هنالك امورا اخرى لا تليق بالبلد لناحية قدوم السواح والمصطافين وحتى أبنائه المغتربين، ما يتبدّى بالأوضاع الاقتصادية الصعبة وغياب الخدمات من مياه وكهرباء وطرقات حدّث ولا حرج، وحيث تقنين التيار الكهربائي دخل رقماً قياسياً، الى شح المياه والغلاء، ما يستدعي تغيير وجهة القاصدين لبنان الى دول وأماكن تتوفر فيها كل مقومات السياحة.

من هنا، تقول المصادر اخذت ارتدادات احداث فلسطين والعراق وسوريا تُرخي بظلالها السلبية على الداخل اللبناني، ما يضاف الى ذلك الصخب القائم حاليا حول القضايا المطلبية من سلسلة الرتب والرواتب الى المياومين وأمور كثيرة تؤسّس لانفجار اجتماعي قادم الى البلد وقد يكون خريف الجوع المقبل وفقا للمطّلعين منطلَقاً اساسيا نحو تطورات اقتصادية واجتماعية في ظل المعاناة التي يجتازها البلد والامور سائرة باتجاه «الهلاك» على غير مستوى وصعيد، ناهيك الى مسألة النازحين السوريين التي تبقى كرة ثلج تتدحرج على رؤوس الجميع، وهذا الملف تضيف المصادر قنبلة موقوتة سرعان ما ستنفجر في وقت قريب والجميع سيدفع الثمن من خلال المتابعين لهذه الأزمة المستفحلة والتي تفوق قدرة البلد واللبنانيين على استيعابها.

لذا، يبقى ما يجري في غزة حالياً برأي المصادر قد أضاف مصيبة جديدة على الداخل اللبناني الذي يتفاعل مع أي أزمة اقليمية، ولا سيما العامل الفلسطيني حيث للبلد خصوصية واضحة وتاريخية في هذا الاطار، بمعنى وجود المخيمات الفلسطينية ودورها السياسي والأمني، اذ الأوضاع في هكذا اجواء وظروف تُبقي عامل التفجير وارداً في أي لحظة وتحديداً في هذه المرحلة الصعبة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة.