رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط إستأنف اتصالاته مع القيادات المسيحية بعد إستراحة فرضتها عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان بزخم غير مسبوق واحتوائه الجو السياسي العام طيلة الأيام القليلة التي أمضاها في العاصمة بيروت قبل أن يعود الى جدة ليبقى أقرب الى الحدث الإقليمي والدولي، الذي تضطلع فيه المملكة العربية السعودية بدور أساسي هي وإيران والولايات المتحدة الأميركية إنطلاقاً من العراق الذي يشهد هذه المرحلة تطورات بحجم الأزمة التي طوّقته باجتياح داعش لمدينة الموصل وتوسعها شمالي العراق.
جنبلاط الذي أعرب أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة عن أمله في اتفاق كل القيادات السياسية في لبنان على ضرورة تسريع ملء الفراغ في رئاسة الجمهورية لوقف تدهور الأوضاع في البلاد على كل المستويات كما هو واقع الحال الذي يعيشه اللبنانيون كل صباح شمس يطل على هذا البلد زار أمس النائب ورئيس تيار المردة سليمان طوني فرنجية وأطلعه على اتصالاته التي شملت حتى الآن أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون والتي تمحورت حول المخاطر التي سوف تنجم عن بقاء البلاد بدون رئيس جمهورية في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية، من ليبيا واليمن والبحرين والعراق وتونس ومصر الى سوريا ولبنان والتي لها انعكاسات سلبية على الوضع اللبناني المضطرب أصلاً بسبب الفراغ الحاصل في رئاسة الجمهورية وعجز الحكومة القائمة عن تحمل تبعات هذا الفراغ. وكعادته شدد جنبلاط على وجوب الانتهاء من هذا الملف الهام حتى تعود عجلة الدولة الى الدوران في بيئة ملائمة.
النائب جنبلاط الذي سمع من النائب سليمان فرنجية وجهة نظر لا تختلف كثيراً عن تلك التي سمعها من أمين عام حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر في موضوع الاستحقاق الرئاسي والأسباب التي من أجلها قرر هذا التحالف مقاطعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، من دون أن يعني هذا أن التحالف المذكور يرفض التواصل مع الفريق الآخر بحثاً عن مخرج لهذه الأزمة التي تضر بسمعة لبنان ووجوده في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة.
النائب جنبلاط سيكمل جولته لتشمل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والرئيس الأسبق رئيس حزب الكتائب الشيخ أمين الجميّل، ليسمع منهم كلاماً مغايراً تماماً لما سمعه من القيادات الثلاثة لتحالف الثامن من آذار والتأكيد منهما على ضرورة عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يؤدي انتخابه الى تحصين لبنان ضد التحولات التي تشهدها المنطقة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخها.
وما يسمعه جنبلاط من جعجع والجميّل يكفي للتأكيد على أن الانقسام حول مصير الاستحقاق الرئاسي ما زال قائماً وأن الاتصالات المباشرة لن تقدِّم أو تؤخِّر شيئاً في مواقف الأطراف المعنية بهذا الاستحقاق وبذلك يصح أن يُطلق على حركة جنبلاط المثل اللبناني المعروف «حركة بلا بركة».