IMLebanon

حركة موفدين غربيين الى بيروت «لتسريع الانتخابات الرئاسيّة» في ظلّ خشية أمنيّة من «خلايا نائمة» قد تستغلّ الفراغ

تكشف أوساط سياسية مطّلعة عن حراك دولي باتجاه لبنان بعيدا عن الإعلام، في حين يُرتقب قيام موفدين غربيين بزيارة بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة. وتعود هذه التحركات إلى خشية دولية من انعكاس الأحداث في العراق على الساحة اللبنانية الداخلية، بحيث أن هنالك تقارير صبّت في هذا السياق بعد ورود معلومات عن توجّه مقاتلين لبنانيين إلى العراق، حتى أن هنالك من قُتل في المعارك الأخيرة في بعض المدن العراقية. وتلفت الأوساط نفسها إلى أن الدافع الآخر للإتصالات الجارية ما بين العواصم الكبرى وبيروت هو الوصول إلى صيغة حول الإستحقاق الرئاسي يقبل فيها فريقا 8 و 14 آذار، ولكن ليس حتى الساعة من أي معطيات تؤشّر إلى الإمساك بزمام الأمور أكان من قبل الدول الغربية المعنية بالملف اللبناني، والخائفة من تدهور الأوضاع، ربطاً بما يجري في سوريا والعراق، أو من قبل المسؤولين اللبنانيين، الذين تمكّنوا من ضبط الساحة الداخلية بعد خطة طرابلس، إضافة إلى ما يقوم به الجيش اللبناني على المعابر الحدودية مع سوريا، وكذلك بالنسبـة لما تردّد أمس عن كشف بعض الأنفـاق داخـل أحد المخـيمات.

وفي هذا الإطار، ثمة معلومات عن تدابير وخطوات سيجري تنفيذها بسرّية تامة عبر مداهمات ومتابعات لخلايا نائمة ولمجموعات أمنية تحت المراقبة اللصيقة، وهو ما تفاعل في الساعات الماضية بشكل لافت وكأن هنالك كلمة سر بين المجموعات الأمنية «النائمة» والتي بدأت تتحرّك من العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان. وتحدّثت المعلومات أن رئيس الحكومة تمام سلام يستعد لدعوة مجلس الوزراء إلى جلسة طارئة سيخصّص الجزء الأساسي منها لاتخاذ التدابير الآيلة لتحصين الساحة الداخلية سياسياً وأمنياً واقتصـاديـاً، وضبط المـعابر على الحدود كافة، وإطلاق يد القوى الأمنية في اتخاذ الخطوات اللازمة، في ظل غطاء سياسي تُجمع عليه كل القوى والتيارات السياسية. وبناء على هذا المناخ، فإن سلام سيكون حاسماً في حـال أصرّ البـعض على التمـسّك باجتهاداته حول صلاحيات الحكومة في ظل القرار الرئاسي، خصوصاً وأن رئيس الحكومة هو من أكـثر المطالبين بالإسراع في إجراء الإنتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن، وهو ليس مسروراً لتجرّع «الكأس المرّة» أمام هذا الشغور الرئاسي.

وفي هذا المجال، توقّعت مصادر في 14 آذار ان يكون الأسبوعان المقبلان في غاية الأهمية على الصعيد اللبناني، لناحية ما ستؤدي إليه الحرب في العراق ومدى تداعياتها على الداخل اللبناني، وذلك في ضوء ما يقال عن دخول أطراف لبنانية على خط المعارك الدائرة هناك على خلفية الدفاع عن الأماكن المقدّسة، لأنه في حال حصول ذلك سيؤدي هذا الأمر إلى دخول لبنان في معمعة داخلية وإقليمية لا مثيل لها، وسترتدّ على امتداد مساحته الجغرافية وعلى واقعه السياسي والأمني كما الإقتصادي، وذلك مع بدء موسم الإصطياف وتعويل المجتمع اللبناني على حركة منتجة تؤدي إلى التخفيف من الأزمة الإقتصادية.

وبالتالي، تابعت المصادر ذاتها، أن ثمة ترقّبا لما ستؤول إليه الإتصالات على خط الإستحقاق الرئاسي، في ظل حديث عن أن موفداً فرنسياً رفيع المستوى سيزور لبنان بهدف التعجيل في انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، والعمل على تزخير الجهود الفرنسية المدعومة أميركياً ودولياً لهذا الغرض. ومن شأن هذه المعطيات أن تبلور المشهد السياسي اللبناني في ضوء حرب العراق والصراع في سوريا وتداعياتهما على الساحة اللبنانية، وذلك في ضوء تجدّد المخاوف من إمكانية اهتزاز الأمن في بعض المناطق على اعتبار أن اللعبة المفتوحة على كافة الإحتمالات، بما في ذلك امتداد الصراعات العراقية والسورية إلى بعض المناطق المحاذية للحدود اللبنانية.