IMLebanon

«حزب الأسد»..  

 

لم يتسنَّ للنازحين السوريين، الهاربين من بلادهم الى مصر ممارسة حقّهم في «الاقتراع» في «الانتخابات» الرئاسية السورية.. فمصر مشغولة بانتخاباتها ولا وقت لديها للهذر واللعب! لكن «نزول» هؤلاء بالشكل الذي تم في بيروت عوّض عن ذلك القصور الخطير! وقدّم للعالم صورة خلاّبة عن ديموقراطية براميل البارود وقذائف غاز الكلور بعد أن بلع (ذلك العالم) وهضم مجازر الكيماوي في الغوطة الدمشقية الحزينة وارتاح!

والواقع ان المشكلة الفعلية ليست في ما يُسمّى الانتخابات الاسدية. فهذه لن تقدّم أو تؤخّر، ولن تزيد أو تنقص، في حقيقة فقدان سلطة الأسد لأي شرعية، دستورية أو شعبية، محلية او دولية، إنما المشكلة مرّة أخرى، في الواقع اللبناني الذي يتراخى وينحدر ويتدحرج الى مهاوِ تبدو من دون قعر أو حدّ واضح ومعلوم.

والواضح، ان معاول «حزب الله» وملحقاته في 8 آذار لا تزال تحفر بهمّة مشهودة، وتمعن في الحفر! غير سائلة عن أي بُعد خارج حدود اللحظة الراهنة. وغير هيّابة أي نَقْرٍ تشويهي اضافي جديد في اللوحة الوطنية والأهلية اللبنانية.. بل هي في واقع الحال غير مهتمّة بأي شيء في هذه الدنيا، سوى بترسيخ صورة كونها قهّارة ولا تقهر وجبّارة ولا تُجبر، وصلاتُها المفتوحة بالسماء تعوّضها عن أي قطع على الأرض..

المشهد المخزي الذي شاهده اللبنانيون بالأمس لا علاقة لبشار الاسد به! بل هو من اخراج وإنتاج وتمويل وصناعة وبضاعة وتسويق «حزب الله» وآلته التنظيمية ولا أحد سواه. والمخزي أكثر من اللحاق بالهاربين السوريين وترهيبهم بألف طريقة وطريقة لجلبهم الى «التصويت»، هو الرسالة التي يريد حزب «المقاومة في القصير وريف دمشق» توجيهها الى الداخل اللبناني عموماً والى الرئيس الدائم العماد ميشال سليمان تحديداً وخصوصاً.

رسالة كيد مُصفّى: في الوقت الذي يخرج رئيس لبنان من القصر الجمهوري في بعبدا، يُحضِر «حزب الله» صورة بشار الاسد «المنتخب» الى محيط قصر بعبدا! وينظم عراضة مهينة بحقّ كل سوري منكوب بالقهر وكل لبناني منكوب بهذا الدأب الممانع على رشّ الملح على جروحه وتكسير ما تبقّى من روح الدولة ومعناها ومبناها، وروح الميثاق الوطني، وآخر معالم السيادة.. أو بالاحرى طيفها النفناف الذي يكاد أن لا يُرى ولا يُلمس!

في كل الحالات والاحتمالات والقراءات والنكايات: هنيئاً لـ«حزب الله» بتجديد البيعة للاسد! رئيساً ممانعاً الى الأبد! وهنيئاً لاسرائيل فوق ذلك كله بهكذا ممانعة.