نودّ فقط أن نضع هذا السؤال في وجه «السخفاء» الذين «يستخفّون» بعقول اللبنانيّين والذين «يتشدّقون» اليوم بالحديث عن العدالة، هل دماء رشيد كرامي «دماء»، ودماء رفيق الحريري «ماء»؟! أليس يمكن لورثة الرئيس الشهيد رشيد كرامي، عمر أفندي وأولاده، أدوات حركّها نظام بشار الأسد ومخابرات رستم غزالة وحزب الله ومن لفّ لفّهم لتعطيل مجرد حتى المطالبة بتحقيق دولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد؟! ألم يتاجروا في شباط العام 2005 بدماء الرئيس الشهيد رشيد كرامي ووضعوها في وجه دماء شهداء 14 آذار، كما وضعوها خلال الأيام الماضية في وجه «ترشيح» سمير جعجع للرئاسة؟!!
«يا أخي» في لبنان «قتل بسمنة وقتل بزيت»، و»قاتل برتبة قديس» وآخر «قاتل بالإكراه» على رغم أنف التاريخ وتزويره وتحوّل ورثة الضحيّة إلى ألعوبة بيد القتلة الحقيقيين!! فبالإمس طالعتنا إحدى الصحف «القميئة» والتي تدّعي أنها «إعلام ممانعة» بعنوانٍ «إرهابي» هو أشبه ما يكون بـ»هدر دم نوابٍ كثر» لمجرد ممارستهم دورهم الوطني، ولم تتردد في تسميتهم بـ»نوّاب العار»، مُلقية على اللبنانيين كلاماً كبيراً تُـحاضر فيه عمّا يُسمّى «القتل» و»القاتل» و»العفو»!!
نفس الصحيفة «القميئة» انخرطت ومنذ العام 2006 في دسّ الدّسائس على «التحقيق الدولي» في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز وخيرة شباب لبنان، وأمعنت في محاولات التسلّل إلى بُنية «المحكمة الدوليّة» مروّجة عنها وبقيادة «المايسترو» و»كبير المقدّسين» أمين عام حزب الله وعبر مؤتمرات صحافيّة عدّة كلّ أنواع الكذب والتدجيل والتضليل، مع أنّ اللبنانيين ومنذ اللحظة الأولى لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وضعوا ألف علامة استفهام عن دور حزب الله في هذه المؤامرة الكبرى على لبنان ومستقبله!!
مع هذا؛ وبوقاحة شديدة؛ نفس الصحيفة «القميئة» تريد أن تحاضر فينا بالحديث عن القتل والقاتل والتاريخ و»العدالة»، وصحيح جداً ما يقوله المثل الشعبي: «لو الجمل شاف حردّبتو.. وقع وفكّ رقبتو»، لكن المشكلة مع هؤلاء أنهم «قتلة محترفون» منذ العام 1983 ومع هذا كانوا يرفعون التبريكات لنائب مهديهم «الخميني» بقتل الجنود، وكانوا «يعلّقون مفتاح الجنّة» ويمنحون «جوازات» سفر إلى الجنّة ممهورة بتوقيع الخميني «نائب المهدي»، ويفجّرون السفارات ويقتلون الأبرياء، ومع هذا؛ وبكلّ وقاحة فجّر هؤلاء إرهابهم في الكويت، فكان «قديساهما» مصطفى بدر الدين ـ أحد المتهمين من الحلقة الأولى بتخطيط وتنفيذ قتل الرئيس الحريري ـ محكوماً بالإعدام مع نسيبه «الإرهابي الآخر» بطل خطف الطائرات للإفراج عن زميله الإرهابي الأول بدر الدين، وبعد هذا يحاضرون في «القتل» و»القاتل» والعدالة»!!
حتى في القانون هناك ما يصطلح على تسميته بسقوط التهمة بمرور الزّمن، وقد مرّ على اتهام الدكتور سمير جعجع باغتيال الرئيس رشيد كرامي ـ الذي اغتاله النظام السوري في 1 حزيران العام 1987 ـ فقد مرّ 27 عاماً على اغتيال رشيد كرامي ـ مع تأكيدنا على أن النظام السوري متورط حتى النخاع في اغتيال رشيد كرامي..
«مهزلة» المتاجرة بدماء رشيد كرامي آن لها أن تنتهي، سئم اللبنانيون استثمار النظام السوري وحزب الله ومن معهم بالراحل، بالأمس القريب جددت المحكمة الدولية تسطير مذكرات توقيف بحقّ القيادي مصطفى بدر الدّين ورفاقه المتورّطين في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان على صحف فريق 14 آذار أن تتصدّر صفحاتها اليوم صور القتلة وأمينهم العام ـ حامي حمى قدّيسي القتل المقدّس ـ لينعشوا ذاكرة اللبنانيين بوجوه القتلة الحقيقيين، وعلينا أن نقول لصحف 14 آذار حان الوقت أن تحاربي هؤلاء كما يحاربون لبنان وشعبه، كفى تخاذلاً وقيّمين «نائمون على حرير مناصب لم يحلموا بها يوماً» حملتهم إليها أيضاً دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري!!
ولحزب الله و»إعلامه القميء والرخيص» نقول وبالنيابة عن كلّ دماء شهداء لبنان وأولهم الرئيس الشهيد الكبير رفيق الحريري وآخرهم الوزير محمّد شطح، من فمكم «ندينكم» وبما «خطتّه أقلامكم» السوداء نردّ عليكم: «هي ليست مسألة ديموقراطية. فلا ديموقراطية مع العدالة. ليست مسألة سياسية. فلا سلطة تعيش مع قاتل. وما بناه قتلة كان سراباً، ها نحن نلحق به كل يوم!هي ليست مسألة الحق في الاختيار. ليس من حق يسمح باختيار الموت أو صانعه. هي مسألة الإنسان وحقه المقدس في الحياة، وحقه في رفض القتل وفي رفض القاتل. هي مسألة حق المقتول في التوقف عن قتله كل صباح! والعفو، أي عفو، لا يلغي الفعل القبيح. الفعل القميء. الفعل الأسود. ولا اعتذار عن القتل، وليس من فعل ندامة يمكن القبول به، إن لم يقترن بمحاسبة الذات»، ومن دوننا ومن دون كذبكم ووقاحتكم وقتلكم وإرهابكم «المحكمة الدولية» وزمن العدالة الذي بدأ… وهي آتية حتماً وغداً لناظره قريب.