تناقلت وسائل الاعلام امس خبر اصابة 7 مواطنين بجروح في منطقة وادي الهوى في جرود عرسال من بينهم اربعة اشخاص من عائلة واحدة، وأكد الجيش اللبناني في بيان إصابة عدد من الاشخاص بجروح مختلفة عندما استهدف الطيران الحربي السوري منطقة جرود عرسال، ومع هذا لم يتحرك وزير الخارجية من اجل رفض الانتهاكات السورية وابلاغ الامم المتحدة ومجلس الامن عن هذه الخروق التي تستهدف سيادة لبنان وتعتدي على اراضيه ولم يعمد الى تحريك الديبلوماسية باستدعاء سفير سوريا في لبنان والاحتجاج على الغارات السورية التي تجاوزت الـ200 غارة حتى الآن على المناطق الحدودية وطلب اتخاذ اجراءات تحفظ كرامة لبنان وتحمي مواطنيه من ارهاب الدولة.
وعلى اي حال، فقد أشارت مصادر لـ«المستقبل» الى ما هو اخطر من ذلك، اذ تبين ان الصاروخين اللذين اطلقا لم يكونا من الطائرات السورية وانما من مواقع صواريخ «حزب الله» المتمركزة في جرود نحلة، والتي تبعتها لاحقاً غارات سورية للتمويه ربما على «حركشات» حزب الله واستفزازاته المتواصلة لاهالي عرسال والتي سبقها قبل يوم واحد فقط الاعتداء على مواطن عرسالي على طريق اللبوة كان يقود شاحنته مما ادى الى اصابته وقيل ان الاعتداء تم على خلفية «زعل» من حجم قتلاه الذين سقطوا في معارك القلمون، ومن هنا يبدو ان الخطر على عرسال قائم وهي الواقعة بين فكي كماشة «حزب الله» من جهة والنظام السوري وعصاباته الداعشية من جهة ثانية.
ويبدو ان الايام المقبلة لن تكون سهلة على الاطلاق، في ظل التطورات المتوقعة، حيث يصر «حزب الله» على تحقيق انتصارات «الهية» في سوريا وهو يدفع بمزيد من المقاتلين من صغار السن والذين لا يمتلكون تجارب قتالية تؤهلهم للصمود امام حرفية واصرار مقاتلي «النصرة» و«الجبهة الاسلامية» وثوار قارا والجيش الحر في تنظيم حرب عصابات ناجحة اثبتت جدواها والتعامل مع قوات «حزب الله» كقوات احتلال غازية مما يكبده خسائر جسيمة في الارواح ظهرت خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية بسقوط 17 قتيلاً واكثر من خمسين جريحاً للحزب في الكمين الذي نصبه مسلحو المعارضة في جرد «باعوط» عند أطراف بلدتي نحلة اللبنانية والمعرة السورية ولم يفلح الطيران السوري في انقاذ حليفه من افخاخ «الثوار» الذين يراقبون ويرصدون التحركات العسكرية لـ«حزب الله» بشكل مستمر وهم يعدون له المفاجآت غير السارة على الدوام فحرب القلمون بالطبع ليست مجرد نزهة على ما يبدو حتى الآن.
ويوضح منسق «تيار المستقبل» في عرسال بكر الحجيري ما حدث بالامس قائلاً: :أرسل قريبي ابو رائد حسن الحجيري ابنه وابنته من اجل قطف غلال بستان الكرز الذي يملكه في منطقة وادي الهوا واصطحبا معهما شابا سوريا صغير السن، فما كان من عناصر «حزب الله» الا ان استهدفوهم بصاروخ من جرد نحلة، فأصيبوا إصابات مباشرة، وبعد نحو ساعتين طلع الطيران السوري وبدأ بالقصف من اول ارض عرسال حتى منطقة الجرود، وقد علمت ان بيانا صدر يقول بأن الطيران السوري قصف وأوقع الجرحى، ولكن الحقيقة ليست كما قيل». ويضيف: «الطيران السوري لم يغب عن الاجواء، وقد قرأت في احدى الصحف نقلا عن مصادر في «حزب الله» انه تم التنسيق مع الطيران السوري حتى يهتم بوادي ميرا ووادي الخيل وخربة يونين والرهوة والجرد».
وعما ينتظر عرسال يقدّر الحجيري ان «العرسالي» اليوم يشعر بأن الاوضاع تسوء بشكل كبير، على الرغم من انتشار القوى الامنية على الارض وارتياحه الى هذه الخطوة ولكن هو في الوقت نفسه يخاف من القوى الاخرى التي تعيش حالة توتر بسبب الخسائر التي تقع في صفوفها وحربها المفتوحة في سوريا والتي لا دخل لعرسال بها ولا يعنيها امر تدخلها هناك، الا ان «فشة خلقها» تحصل في عرسال تحت حجة انها الحاضنة والتي تؤمن الدعم اللوجستي وما شابه للارهابيين، واذا لم تقم الدولة بمهامها على اكمل وجه قد يفتح الوضع على احتمالات صعبة، لان «حزب الله» يعبّئ عناصره ويشيع بأنه إذا دخل هؤلاء الإرهابيون الى القرى فسيبيدون الكبير والصغير وهذا تخويف للناس مما يسمى عناصر داعش» الذين يقتلون على الهوية وهذا يعني حرباً داخلية ربما، نحن ما زلنا ننتظر تنفيذ الوعود الرسمية بخطة أمنية تنفذ بنسبة تؤمّن لها النجاح».
ويشير الى وجود حرب أخرى غير معلنة وهي الحرب الاقتصادية أي «التجويع» فهناك أناس من دون عمل ولا دخل وبيوت مستورة صارت في حالة يرثى لها، الوضع الاقتصادي في عرسال والمنطقة بحالة مزرية».
ورداً على ما جاء في اعلام «حزب الله» بأن هناك 12 ألف ربطة خبز تنقل من عرسال الى سوريا قال الحجيري: «الحمدلله فهذه شهادة للتاريخ، شهادة لعرسال على انها ترسل الخبز الى أطفال سوريا الذين يُقصفون ببراميل الموت من قبل قوات النظام، وبالأمس شاركنا من عرسال في اعتصام تضامني مع أطفال غزة ونحن لم ولن نقصر في دعم القضايا الوطنية والقومية ولن نقصر، وما يحاولون أن يدينونا به هو شهادة حق لصالحنا». وعن حقيقة ما حصل في المعركة الأخيرة داخل سوريا يشير الى أن «حزب الله» دفع بمقاتليه من البقاع والجنوب باتجاه أرض نحلة في المنطقة التي يتواجد فيها معارضون سوريون وعندما وصلت قوة الحزب الى الحدود حصلت اشتباكات بين الطرفين وتدخل طيران النظام السوري وقصف المنطقة بكثافة ما أدى الى وقوع خسائر كبيرة في صفوف «حزب الله»، حيث لوحظ ذلك من خلال ردود فعله، اذ نشر مسلحيه في المنطقة وكلما حاول عرسالي التحرك في السحور أطلقوا النار عليه فجرحوا شخصا وأصابوا سيارة «فان» «وبيك آب». واتضح ان خسائر المعارضة 17 اصابة، 3 قتلى و14 جريحاً، أما خسائر الحزب فقد تردد أن هناك 17 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً، ويلفت الى ما نشر عن خطة «حزب الله» التي تشير الى إصراره على التورط في الوحول السورية من خلال اشارته الى قطع الطرق على المسلحين السوريين في جرد عرسال وقطع التواصل بينهم وبين عرسال والباقي سوف يتكفل به «جنرال الثلج» فهذه الرسالة هي رسالة موجهة لأهالي البلدات التي يتواجد فيها وهي ليست موجهة لعرسال، ومفادها أن القصة طويلة وعليهم أن «يطوّلوا بالَهم» وأن الخسائر جسيمة»، بعض الناس يشعرون بحال من القرف من هذا الكلام ومنهم من هو «منزعج» لأن الهدف الذي يقاتل من أجله أولادهم غير معروف، «فالدفاع عن مقام الست زينب ذهب وعن حماية المقاومة انتهى».
ويختم: «إلى أين نذهب، جاء تنظيم «داعش» وخلق حالة من الخوف، وهم مستمرون في تخويف الناس منه ويقومون باستعراضات عسكرية لعرض القوة بعد انعدام الثقة».