حصلت الجلسة اليتيمة ودخلت البلاد الفراغ الرئاسي
بيضاء : 52 ــ جعجع : 48 ــ حلو : 16 ــ الجميل : 1 ــ ملغاة : 7
حصلت الجلسة اليتيمة امس ولن تحصل جلسة أخرى يكتمل فيها نصاب الثلثين لانتخاب رئيس للجمهورية، وستبقى كل الجلسات حتى 25 أيار بدون نصاب الثلثين، وبالتالي لن يتأمن انعقاد اي جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية وتدخل البلاد الفراغ الرئاسي وما لم يحصل توافق على العماد ميشال عون كمرشح تسوية، فان النصاب سيبقى مفقوداً وبالتالي لن يتم انتخاب رئيس جمهورية لفترة طويلة. وفي حال تدخلت دول اقليمية ودولية وحاولت الوصول الى مرشح تسوية خارج اطار العماد ميشال عون فإنه قد يصل على الارجح واحد من 3 : الوزير السابق جان عبيد او حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة او قائد الجيش العماد جان قهوجي.
كيف كانت وقائع الجلسة أمس؟
هل تكون جلسة امس هي جلسة «النصاب الاخير» لانتخاب الرئيس بانتظار التوافق المحلي والاقليمي والدولي على اسم المرشح الجديد بعد ان كرست جلسة امس معادلة استحالة اي فريق المجيء لوحده برئيس للبلاد ولا بد من التوافق على اسم الرئيس الجديد، كما ان جنبلاط ابلغ الجميع انه لا يريد تغليب فريق على آخر ولعبة الغالب والمغلوب، من خلال وسطيته. هذا بالاضافة الى ان كل المناخ الذي سجل على المستوى المحلي لم تظهر أي مواكبة له على المستوى الدولي والاقليمي غير المنخرط حتى الآن في ملف الاستحقاق الرئاسي، مما يعزز الاعتقاد بأن هناك حاجة لمزيد من الوقت والجهد لكي تختمر طبخة الرئاسة. وعليه فإنه من المستبعد ان يتم الانتخاب الاربعاء المقبل وبالتالي فان النصاب لن يكتمل وسيدعو الرئيس بري الى اكثر من جلسة.
واللافت ان جلسة الامس حاول فيها كل فريق كسب اوراق لصالحه وتشتيت الفريق الخصم، كما كشفت عن التزام القوى السياسية بخياراتها ومواقفها مع بعض النتوءات فقط. وكانت الاختراقات طفيفة وداخل الصف الواحد، وليس انقلابا لنائب من موقع الى موقع.
كما شهدت الجلسة حضور جميع الاقطاب باستثناء الرئيس سعد الحريري وحصلت خلوات ونقاشات وسط حركة لافتة للسفير الفرنسي.
الجلسة انعقدت في دورتها الاولى كما كان متوقعاً، وسارت اللعبة الديموقراطية بشكل يرضي الجميع وقد وضع الرئيس بري بعد هذه الجلسة الاستحقاق على سكة الانتخاب الذي يفترض بذل جهود محلية اضافية وقوة دفع خارجية للوصول الى جلسة ناجحة.
وتمهيداً لجلسة الاربعاء المقبلة باشر الرئيس بري امس اتصالات ولقاءات ستكشف في الايام القليلة المقبلة، عله ينجح بالتعاون مع باقي الاطراف في انتخاب الرئيس الجديد خلال الجلسة المقبلة تحت عنوان «لبننة الاستحقاق».
ويقول بري انه مصمم على الدعوات المتكررة لأجل انتخاب رئيس للجمهورية وانه يسعى الى حسم هذا الموضوع قبل نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان.
وقد عقد خلوة قبل جلسة الامس مع العماد عون ولقاء قصيراً بعد الجلسة مع النائب وليد جنبلاط كما سجل لقاء جمع بري ورعد وعون وفرنجية وارسلان ولقاء آخر بين بري وعون انضم اليه جنبلاط لبعض الوقت.
جلسة الامس اكدت ان ورقة ترشح العماد عون قائمة باعتباره لم ينخرط في معركة الدورة الاولى مباشرة وفضل الانتظار للدورة الثانية والمعطيات التي ستتوافر.
وقد عقدت الجلسة بحضور 124 نائباً وسجل غياب النواب سعد الحريري وعقاب صقر وايلي عون وخالد الضاهر. وحاز رئىس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على 48 صوتاً والنائب هنري حلو على 16 صوتاً واقترع 52 صوتا بالورقة البيضاء ونال الرئيس امين الجميل صوتاً واحداً، ووجد مغلف فارغ، بالاضافة الى 6 مغلفات باسماء رشيد كرامي، داني شمعون، الياس الزايك، جيهان طوني فرنجية، وصوتين لطارق داني شمعون.
وفي ضوء نيل الدكتور جعجع 48 صوتا فان 6 اصوات من قوى 14 آذار لم تصوت لجعجع لان نواب 14 آذار هم 54 صوتا، علماً ان الرئيس سعد الحريري وعقاب صقر خارج البلاد، وفؤاد السعد ومروان حمادة صوتا لهنري حلو، ومحمد كبارة وضع ورقة فارغة ولم يعرف اسم النائب السادس، علما أن النائب انطوان سعد اعطى صوته لسمير جعجع، وكذلك النائب نايلة تويني صوتت لجعجع. اما النائب هنري حلو فنال 16 صوتاً موزعة كالآتي: 9 اصوات من اللقاء الديموقراطي بالاضافة الى الرئىس تمام سلام، الرئىس نجيب ميقاتي، احمد كرامي، محمد الصفدي، نقولا فتوس، ميشال المر وفريد الخازن الذي استأذن العماد ميشال عون للتصويت لصديقه هنري حلو.
اما 8 اذار فانها صبت اصواتها بشكل موحد عبر 52 ورقة بيضاء فيما صوّت زياد اسود لجيهان طوني فرنجية، والنائبان عباس هاشم ونبيل نقولا لطارق داني شمعون، وفادي الاعور للرئيس رشيد كرامي، وحكمت ديب لداني شمعون اما اسم الياس الزايك فقيل انه لنائب من البعث او القومي.
اما المغلف الفارغ فذكر انه للنائب محمد كباره فيما صوت الرئىس امين الجميل جاء من قبل حد نواب حزب الكتائب لكن النائب نديم الجميل اعتبر الامر محاولة من احد نواب 8 آذار للنيل من مقام الرئيس الجميل بتصويره انه لم ينل سوى هذا الصوت.
وفور انتهاء الجلسة كان اول الخارجين من الجلسة النواب: قاسم هاشم، اسعد حردان واميل رحمة وبعدها توالى على الخروج كل من نواب تكتل التغيير والاصلاح والوفاء للمقاومة، المردة، البعث، القومي وطلال ارسلان، مما ادى الى تتطيير الجلسة وفقدان النصاب بعد ان وصل عدد النواب الى 78 نائباً وعندها رفع بري الجلسة واعلن 30 نيسان موعداً لجلسة جديدة ومؤكداً ان النصاب لعقد الجلسة هو 86 نائبا على ان ينال الرئيس المنتخب نصف عدد نواب المجلس النيابي اي 65 نائباً.
واكد النائب وليد جنبلاط بعد الجلسة «انه ليس لدينا مرشح آخر وسيبقى مرشحنا هنري حلو».
اما النائب ميشال عون فقال «انسحبنا من القاعة بعد انتهاء الدورة الاولى لانتخاب رئيس الجمهورية في انتظارالاجماع والتوافق حول المرشح الرئاسي». واعتبر ان للناس ذاكرة وتأثرت بترشح جعجع.
اما الدكتور سمير جعجع فاكد الاستمرار في ترشحه مؤكداً «اننا لن نكرر تجربة تسوية الدوحة ولن نذهب الى اي تسوية من هذا القبيل هذه المرة»، واشار الى ان البعض حاول تشويه الاستحقاق من خلال تصرفات غير مسؤولة عبر وضع أسماء للشهداء. كما انتقد الدكتور فارس سعيد نكء الجراح وفتح ملفات الحرب الاهلية عبر وضع بعض الاسماء واستذكار الماضي.
اما الرئيس امين الجميل فاعتبر ان نواب الكتائب اعطوا سمير جعجع ولا اعرف من وضع اسمي، وهذا العمل مدسوس ولا يليق بالوضع الديموقراطي البرلماني واشار الى اجتماع قريب لقوى 14 آذار.