IMLebanon

حكومة سلام ستعبئ الفراغ ونعيم قاسم: الظروف ليست ظروف انتخاب رئيس

حكومة سلام ستعبئ الفراغ ونعيم قاسم: الظروف ليست ظروف انتخاب رئيس

8 و14 آذار ينتظران السفراء ومواصفات الرئيس التوافقي لم تنضج بعد

11 جريحاً للجيش في كمين لمسلحين في جرود عرسال والطيران السوري يتدخل

اضراب خجول لـ «العمالي» ولجنة السلسلة التزمت تخفيضات مشروع الحكومة السابقة

الفراغ يتقدم، وكل المؤشرات تؤكد وتجزم ان لا انتخابات رئاسية حتى 25 ايار الموعد الدستوري لانتهاء مهلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خصوصا ان الاجواء التي سادت اجتماعات المجلس النيابي على هامش الجلسة الاخيرة لم تكن مشجعة وأوحت ان التباعد ما زال كبيرا ويلزمه تدخلات دولية لتقريب المسافات، وبالتالي فان حكومة الرئيس تمام سلام ستتسلم مقاليد الحكم رغم ان اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري والبطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في فرنسا ركز على ضرورة القيام بكل الجهود لمنع الفراغ والتحذير منه وضرورة التوافق على انتخاب رئيس جديد في المهلة الدستورية، وشدد الحريري على ضرورة اجراء الاستحقاق في موعده الدستوري وتضافر الجهود بين كل اللبنانيين لهذا الامر واشار «اذا كان صحيحاً ما تؤكده كل القوى السياسية من رفضها للفراغ وحرصها على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري فهذا يعني ان ينجز الاستحقاق وبأنه بامكان لبنان واللبنانيين تفادي الوقوع في الفراغ». علما ان النائب مروان حماده كان واضحا لجهة القول ان معالم مواصفات الرئيس التوافقي لم تنضج بعد.

فالاتصالات ما زالت «مكانك راوح» والمعلومات التي عاد بها الوزيران جبران باسيل والياس ابي صعب بعد لقائهما الرئيس الحريري بينت ان الامور بقيت غير محسومة بين الطرفين وان كانا قد حرصا على ابقاء التواصل بينهما.

وتقول مصادر في 8 اذار «للديار» ان الوضع باستمرار ترشيح الدكتور سمير جعجع للرئاسة وتأكيد الحريري على تأييده، ايضا في الجلسة الثانية، يبقى باتجاه بقاء الازمة، ان لم نقل السير نحو الفراغ الرئاسي.

كما اشارت معلومات مؤكدة ان الوزير وائل ابو فاعور عاد من السعودية بدون اي نتيجة «وبخفي حنين»، اذ انه لم يحصل على اي موقف سعودي جديد في شأن الاستحقاق الرئاسي سوى تجنب اتخاذ اي موقف او الدخول في الاسماء حتى الان على الاقل.

فيما الرئيس بري استقبل النواب في المجلس النيابي ليجري مروحة مكثفة من المشاورات، شملت وليد جنبلاط بحضور ابو فاعور والاطلاع على الاجواء السعودية، وايضا فان الوزير الياس ابي صعب وضعه في اجواء الاجتماع المطول مع الحريري، عدا عن لقاءاته مع بطرس حرب وروبير غانم وانطوان زهرا وتوجّها بلقاء مع رئيس الحكومة تمام سلام انضم اليه فؤاد السنيورة.

ومن المنتظر ان يواصل بري تحركاته ومشاوراته في الفترة التي تفصل عن الجلسة القادمة يوم الاربعاء في 7 الجاري.

اما في شأن المعلومات السرية عن لقاء الحريري – باسيل – ابي صعب فقد حملت تناقضات، لكن الاكيد ان الطرفين توافقا على استمرار الحوار ولم يصلا بعد الى اي نتيجة ايجابية، وقد وضع سعد الحريري حلفاءه في اجواء اللقاء وتحديدا الرئيس امين الجميل وانه تمنى على العماد ميشال عون تحقيق المصالحة الداخلية المسيحية وبالتحديد مع مسيحيي 14 آذار والحصول على دعم هذه القوى وانه لا يمكن ان يسير بترشيح العماد عون اذ استمرت معارضة مسيحيي 14 اذار على هذا الترشيح. لكن مصادر التيار الوطني الحر أكدت ان ما تم تسريبه في بعض الصحف عن اجواء سلبية رافقت الاجتماع الباريسي، لم يكن دقيقا، وان الطرفين اتفقا على استمرار الحوار والجلسات المستمرة بينهما منذ اشهر.

اما النائب وليد جنبلاط فتشير المعلومات الى ان الرئيس بري وضعه في اجواء اللقاء الباريسي وما تم التوصل اليه. وكل التسريبات تؤكد على أن لا نصاب في جلسة 7 ايار علما ان تيار المستقبل وقوى 14 اذار استاؤوا من تحديد موعد الجلسة الرئاسية في 7 ايار لما يحمله هذا اليوم من احداث وقعت في الشارع اللبناني وادت بعدها الى تسوية الدوحة وانتخاب الرئيس ميشال سليمان في 25 ايار 2008.

وفي ظل التغيير الداخلي، فان الانظار تتجه الى الخارج و8 و14 اذار ينتظران حركة السفراء وتحديدا حركة العاصمة الفرنسية، حيث تعقد لقاءات بعيدة عن الاضواء واتصالات فرنسية مع السعودية وايران، فيما يتوقع ان يزور السفير الاميركي ديفيد هيل الرياض لبحث هذا الملف لكن لا شيء ملموساً حتى الان يوحي بحصول خرق جدي. وكان لافتا امس الاتصال الذي تلقاه وليد جنبلاط من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والتأكيد على اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده وحرص فرنسا على حصوله.

اما بالنسبة الى جلسة امس، فكما كان متوقعا لم يكتمل النصاب وقرع الجرس داخل مجلس النواب على 76 نائبا، ثم مدد الرئيس بري الوقت لنصف ساعة ولم يكتمل النصاب، عندها حدد جلسة ثالثة في 7 ايار. وقد تواجد داخل القاعة نواب 14 اذار، وجبهة النضال الوطني والتنمية والتحرير وبعض المستقلين فيما كان عدد من النواب يعتصمون تضامنا مع الاعلام في بهو المجلس ولم يدخلوا الى القاعة العامة. وقد تغيب عن الجلسة كل من ستريدا جعجع، فريد مكاري نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي بداعي السفير فيما حضر النائب خالد الضاهر، اما الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر فهما خارج البلاد. اما نواب تكتل التغيير والاصلاح وحزب الله والبعث والقومي وطلال ارسلان فلم يحضروا الجلسة، علما ان الدكتور سمير جعجع وصف ما حصل فيها من تأجيل بـ 7 ايار سياسي جديد، فيما فتح بعض النواب سجالا حول نصاب الجلسة اذا كان بالثلثين، اي 86 نائبا او بالنصف زائدا واحدا.

وكان لافتا امس تصريح وزير الاتصالات بطرس حرب باعلانه انه لن يتردد اطلاقا في العفو عمن حاول اغتياله، وبأنه يأخذ مني العفو والغفران، وبأنني لم اقم دعوى على احد في محاولة اغتيالي.

الشيخ قاسم:

الظروف ليست ظروف انتخاب رئيس

من جهته، رأى نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، خلال احتفال أقامته الهيئات النسائية في حزب الله، «ان إلتئام الجلسة الأولى للمجلس النيابي كان كافيًا لإعطاء صورة واضحة بعدم توفر المقومات الكافية لانتخاب رئيس للجمهورية، فقد كان واضحًا أن الجلسة الأولى مسرحية، بيَّنت أن الظروف ليست ظروف انتخاب رئيس، وهذا يعني أن لا فائدة من الجلسة الثانية أو الثالثة أو الرابعة إذا بقيت المعطيات على ما هي عليه، وسواء انعقدت الجلسة أو لم تنعقد فالنتيجة واضحة وهي عدم انتخاب رئيس للجمهورية، لذا نحن فضلنا الاّ تنعقد الجلسة بعدم إكتمال النصاب كي لا يُدبر أمرٌ معين في الخفاء، ونُفاجأ بأمور لا تنسجم مع كيفية العمل لإنتاج رئيس جمهورية للبلد».

ولفت قاسم الى ان «الجلسة الأولى كشفت أيضًا أن الترشيح للرئاسة لا يُنظِّف سجلا».

كمين للجيش اللبناني في جرود عرسال

على صعيد اخر اصيب 11 جندياً من الجيش اللبناني بجروح مختلفة، بعد تعرض دوريتهم في منطقة الرهوة في جرود عرسال لكمين مسلح نصبه مسلحون سوريون فارون من القلمون.

وقد دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والمسلحين في منطقة الرهوة شارك فيها الطيران الحربي اللبناني من نوع «غازيل» بالاضافة الى طائرات الاستطلاع وتمكن الجيش بعد 4 ساعات من الاشتباكات التي استخدمت فيها الاسلحة المختلفة من السيطرة على منطقة الرهوة، بعد ان كبّد المسلحين عشرات القتلى والجرحى. وافيد عن اعتقال مسلحين فيما سقط للجيش اللبناني 11 جريحا نقلوا الى مستشفيات بعلبك والهرمل وبعضهم غادر المستشفيات. فيما اشارت معلومات الى ان من بين جرحى الجيش ضابطاً برتبة ملازم اول.

وفي التفاصيل ان معلومات وصلت لمخابرات الجيش اللبناني عن قيام مسلحين في احدى المزارع في نطقة «الرهوة» في جرود عرسال بتفخيخ جيب من نوع «باثفيندر» فتوجهت دورية من اللواء السادس وبوصولها الى المنطقة وقعت في كمين للمسلحين السوريين، ودارت اشتباكات بين الطرفين حيث دفع الجيش اللبناني بتعزيزات الى المنطقة من اللواء المجوقل الذي نفذ عمليات نوعية ادت الى السيطرة على المنطقة وقتل اعداد كبيرة من المسلحين بالاضافة الى تدمير اسلحة رشاشة، وقد فر عدد من المسلحين الى عمق الجرود واشارت معلومات الى وجود اعداد كبيرة من المسلحين في هذه المنطقة واثناء الاشتباكات نفذ الطيران الحربي السوري سلسلة غارات على منطقة وادي طاهر في جرد عرسال التي تشهد انتشارا كثيفا للمسلحين السوريين.

واعلن لواء احرار السنة – بعلبك مسؤوليته عن الكمين، ووصفه بالناجح والمبارك في وجه الجيش الصليبي مشيراً الى ان العمليات ستستمر على الجيش طالما هو جيش تابع لايران وحزب الله، كما ورد في البيان.

واصدرت قيادة الجيش بيانا اوضحت فيه ان دورية لها تعرضت في منطقة الرهوة – عرسال إلى إطلاق نار من قبل مجموعة مسلحة كمنت لها في جرود المنطقة، ما أدى الى إصابة خمسة عسكريين بجروح مختلفة. وتابع بيان الجيش بأن «عناصر الدورية ردوا على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة، وان قوى الجيش اشتبكت مع المسلحين ولاحقتهم في الجرود المذكورة».

علما انه بتاريخ 4/3/2014 جرى تبادل لاطلاق النار بين الجيش اللبناني وعناصر من جبهة النصرة حاولوا تجاوز الساتر الترابي الذي اقامه الجيش في المنطقة فقتل مسلح وجرح آخران.

وكان جاجز للجيش اللبناني قد تعرض ايضاً بتاريخ 29-3-2014 لعملية انتحارية في منطقة عقبة الجرد في خراج بلدة عرسال ادت الى استشهاد 3 جنود وجرح 6 آخرين .

وبتاريخ 3- 2 – 2013 تعرضت دورية للجيش اللبناني اثناء قيامها في بلدة عرسال بملاحقة أحد المطلوبين للعدالة بتهمة القيام بعدة عمليات إرهابية لكمين مسلح ودارت اشتباكات بين عناصر الدورية والمسلحين أسفرت عن استشهاد ضابط برتبة نقيب ورقيب وجرح عدد من العسكريين وتعرّض بعض الآليات العسكرية لأضرار جسيمة بالإضافة إلى إصابة عدد من المسلحين.

وليلا سقطت عدة صواريخ على بلدة اللبوة البقاعية مصدرها الجانب السوري ودون وقوع اي اصابات.

اضراب «العمالي» وتقرير اللجنة النيابية

اما على صعيد التحركات العمالية فقد نفذ الاتحاد العمالي العام اعتصاما في ساحة رياض الصلح تزامنا مع انعقاد جلسة مجلس النواب الرئاسية تحت شعار حفاظا على لقمة العيش ومنعا لزيادة الضرائب ودعا رئيس الاتحاد غسان غصن لاقرار السلسلة والانتهاء من هذه المهزلة وحذر من تحميل الشعب اللبناني المزيد من الضرائب ولفت الى ان قانون الايجارات يجب ان يعود ادراجه. كما تحدث عدد من القيادات النقابية فرفضوا اي ضرائب على المواطنين.

علما ان قطاعات عديدة كالمدارس والمصارف وموظفي القطاع العام لم يلتزموا بقرار الاتحاد العمالي العام بالاضراب. فيما عدد غصن المؤسسات التي شاركت في تنفيذ الاضراب.

علما ان نواب تيار المستقبل انتقدوا تحرك الاتحاد العمالي ووصف النائب احمد فتفت تحرك «العمالي» بـ «7 ايار» اجتماعي يريد الفريق الاخر تنفيذه.

اما اللجنة النيابية المكلفة درس سلسة الرتب والرواتب فانها عقدت اجتماعها الاخير امس وستقدم تقريرها الى الرئيس نبيه بري. وفي حين تكتم نواب اللجنة عن تسريب اي شيء عن تقريرهم اشارت المعلومات الى ان الملفات الاساسية لجهة التقسيط والمفعول الرجعي وبدء العمل بالسلسلة، تركت لاجتماع الهيئة العامة، كما ان مشكلة تمويل السلسلة لم تجد حلا كافيا لتغطية كل تكاليف السلسلة رغم التخفيضات التي سترفضها هيئة التنسيق النقابية، علما ان «الحل» الوسطي يحافظ على حقوق العمال وفي نفس الوقت مراعاة الوضع الاقتصادي سيتم اقراره بموافقة الجميع.

وقال احد اعضاء اللجنة النيابية لـ«الديار» «لقد قمنا بدراسة شاملة ومعمقة وسننتهي من اعدادها في غضون 48 ساعة المقبلة مؤكدا ان ارقام السلسلة قد خفضت لكنها لم تخفض دون المشروع الاساسي الذي اعدته الحكومة السابقة، كذلك المح الى ان الضرائب والرسوم على فوائد الاموال لدى المصارف سيبقى العمل فيها وسيتم رفعها، ووصف ما توصلت اليه اللجنة بالجيد والعادل.