IMLebanon

حكيم البرلمان وداللوز          

الجيش يعطي من دون حساب.

يشرب كأس الشهادة… ولا يرتوي.

والمفارقة انه اذا ما طلبوا له مكافأة تحصل مفاوضة.

لأنهم يريدون مساواته بمن يقترف الأخطاء.

إذاك، لا حاجة للمكافأة.

ولا أحد طلب المفاوضة.

أضحوكة العصر، ان كثيرين الآن، يكرّرون معارضتهم للتمديد مجدداً للمجلس النيابي.

وينتصب رئيس البرلمان، بقامته المديدة، معارضاً التمديد الجديد للمجلس.

من حقّه المعارضة.

وربما من واجبه المساءلة.

ولا أحد يعترض على المحاسبة.

ولو كان المحاسب الرئيس بري نفسه.

… وان يتساءل: ما الفائدة من التمديد لمجلس معطّل، لا يشرّع، ولا يلعب دوره كاملاً، لا على صعيد التشريع، ولا في مجال الرقابة على أعمال الحكومة.

والسؤال الأساسي: لماذا يغيب دور السادة النواب على الصعيد الاشتراعي، وفي الميدان الرقابي أيضاً.

في العام ١٩٩٣، توجه الرئيس بري الى أوستراليا، على رأس وفد نيابي.

وخلال حفل تكريمي على شرفه، طلب أحد الوجوه الاغترابية، كلمة باسم أحد أعضاء الوفد المرافق لرئيس المجلس.

فوراً، لبّى رئيس البرلمان اللبناني، وأعطى الدور الخطابي، لعضو الوفد المرافق له، من غير السادة النواب.

ووقف الخطيب وارتجل خطاباً، انتقد فيه رئيس البرلمان اللبناني، وامتدح الرئيس العماد ميشال عون، وكان موجوداً في مرسيليا.

وقبل نقله الى لا هوت ميزون.

بعد ثلاثة أيام، تعب الرئيس بري من البحث عن الخطيب المعارض لنهجه السياسي أمام الاستراليين نواباً وشيوخاً ومغتربين.

واستعان الأستاذ بمن تجب الاستعانة بهم، للعثور على الخطيب المعارض له.

وعندما شاهده، هنّأه على خطابه، ولم يعاتبه، لأنه أكد للمسؤولين في أوستراليا، انه برلماني متحضّر.

وقد ضمّ الى الوفد المرافق نواباً يؤيّدونه ووجوهاً تعارضه.

***

هل يمارس الأستاذ الدور نفسه، في موضوع التمديد الجديد للمجلس؟

السياسيون يعرفون ان التمديد المقترح الآن، ما كان ليبصر النور، لو لم يكن داللوز المجلس ما كان ليضع مشروع قانونه، لو لم يكن يدرك ان الأستاذ وداللوز ليسا بعيدين عن الموضوع.

ومن محرابه في عين التينة خرج وزير الداخلية نهاد المشنوق، ليقول انه أعدّ ترتيبات الانتخابات، لكن التمديد للمجلس الحالي لا بد منه، نظراً لحراجة الوضع السياسي في البلاد.

وهكذا، يلتقي حكيم البرلمان، وداللوز، على نقطة لا يؤمن بها العلم، ولا يوافق عليها المنطق السياسي.

والأستاذ يدرك أسباب علّة البرلمان.

ولا يغيب عنه، وجود نواب يعارضون التمديد، ويطلبونه في القلوب والصدور.

سمع أحد رؤساء الكتل النيابية، نائباً، يعطي مواعيد متضاربة، في آن واحد، لخمسة أشخاص.

وعندما عاتبه على أفعاله المنافية للحشمة السياسية، ردّ النائب أمام الجميع، بأن التمديد آتٍ، والخطأ الأبيض في السياسة، مثل الصدق الأسود وكلاهما من قلب واحد!!