حلفاء عون: مبادرته رصاصة طائشة أصابت رصيده السياسي
ملف التفرُّغ يحسم الخميس المقبل .. وارتفاع منسوب التهديدات الأمنية
نجح التوافق في تجاوز مشكلة دستورية تتعلق بكيفية ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية الذي شغر منصبه، ووقّع الوزراء المشاركون في جلسة مجلس الوزراء 150 مرسوماً أصبحت جاهزة للنشر في الجريدة الرسمية.
وإذا كان ملف تفرّغ أكثر من 1100 أستاذ في الجامعة اللبنانية وتعيين عمداء الكليات لتشكيل مجلس الجامعة، مع شخصيات مشهود لها علمياً، فد تأجّل الى الخميس المقبل كضحية لهذا التوافق، على أن يبتّ في الجلسة المقبلة، فإن ملف النازحين السوريين، من زاوية إقامة مخيمات أم لا، ومن زاوية أمنية أيضاً كانت بنداً أساسياً على طاولة المناقشات، تأجّل أيضاً الى الأسبوع المقبل حيث ينتظر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس تعليمات محددة من مجلس الوزراء حول كيفية التعامل مع قضية المخيمات والمساعدات، في ضوء نقطتين مرتبطتين بهذا الملف:
1- تقرير المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الذي أكد أن لبنان يستضيف 38 بالمئة من اللاجئين السوريين في المنطقة بعدما تجاوز عددهم 1.1 مليون نازح سوري (سيصل العدد الى مليون ونصف في نهاية العام)، وأنه من الضروري تأمين 6.1 مليار دولار خلال هذا العام للتعامل مع هذا العبء، واتخاذ ما يلزم لتزويد 800 ألف لاجئ باللوازم الضرورية لمواجهة موسم الشتاء.
2- ما أعلنه وزير الداخلية نهاد المشنوق من أن دخول «داعش» الى لبنان لا يمكن أن يأتي إلا عن طريق النازحين إذا لم يحسن لبنان تدبير أموره معهم.
وعلمت «اللواء» أن أربعة وزراء تحدثوا في الجلسة في ملف النازحين هم: سجعان قزي وجبران باسيل ودرباس والمشنوق الذي أبلغ المجلس أن «داعش» لن تأتي الى لبنان لا بواسطة أهل بكفيا ولا بواسطة أهل الطريق الجديدة، لكنها يمكن أن تصل بواسطة النازحين السوريين.
وفي المعلومات أيضاً أن الوزير محمد فنيش سأل رئيس الحكومة تمام سلام عما إذا كان النقاش سيستمر في هذا الموضوع ليبقى في الجلسة، أو يغادرها، فأشار الرئيس سلام الى أن البحث سيتابع في الجلسة المقبلة، ويمكنه أن يغادر.
وكشف مصدر وزاري لـ «اللواء» أن لا تصادم ظهر في وجهات النظر بين الوزراء الذين ناقشوا الملف، وأن الحرص كان بادياً عند الجمع على عدم التفريط بالأجواء الوفاقية.
ورداً حول ما أثير عن استقبال وزير الخارجية جبران باسيل السفير السوري علي عبد الكريم علي، قال باسيل للوزراء: أنا بصفتي الرسمية أستقبل كل السفراء، ودعا الى تنفيذ القرار الذي اتخذه المجلس بشأن المخيمات لكن داخل سوريا.
جلسة الـ 5 ساعات
وفي سياق مجلس الوزراء الذي دامت جلسته خمس ساعات، كشفت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن ساعة ونصف من وقت الجلسة استغرقته توقيع 150 مرسوماً من قبل الوزراء الحاضرين (أرتور نظريان كان غائباً). وتوزع النقاش بين المواضيع السياسية وجدول الأعمال، حيث أقرّ تقريباً نصف البنود البالغ عددها 119، من دون أن يطرح موضوع مطمر الناعمة، من ضمن تقرير اللجنة الوزارية المكلفة بموضوع النفايات الصلبة.
أما بالنسبة لملف الجامعة، فإن سبب عدم إقراره وفقاً للمصادر طلب وزراء حزب الكتائب الإجابة على عدد من النقاط المتعلقة بملف التفرغ والعمداء، والاطلاع على الأسماء، فوعد وزير التربية الياس بوصعب بتقديم ما يلزم من تفاصيل ومعلومات لا سيما في ما يتعلق بالمعايير والكفاءة والحاجات والكلفة المالية في الجلسة المقبلة.
وأكد أحد الوزراء لـ «اللـــواء» أن هذا الملف سيحسم الخميس في حين أكد وزير العمل سجعان قزي أن حزب الكتائب مع تفريغ الأساتذة وتعيين مجلس الجامعة، لكنه يحتاج
وزراء الحزب إلى تقرير واف حول هذين الموضوعين.
مبادرة عون
ما قاله وزير الإعلام رمزي جريج وهو يذيع قرارات مجلس الوزراء التي تضمنت تضامناً مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي الحالي، واشارته إلى ان الهاجس الأساسي يبقى انتخاب رئيس الجمهورية، شكل هاجس الوزراء الذين وقعوا وكالة، الذي كان من المفترض ان يوقعه الرئيس لو كان منتخباً.
وفي هذا الإطار، تهيمن على الصالونات السياسية نقاشات تتناول مأزق انتخابات الرئاسة الأولى، في ضوء ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نفسه، والمبادرة التي أطلقها النائب ميشال عون لانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب.
وفي ما يلي تنشر «اللواء» بعضاً من هذه النقاشات التي هي أشبه إلى المآخذ والانتقادات التي يبديها حلفاء الجنرال عون في 8 اذار:
1 – قبل إعلان المبادرة، تقول هذه المحافل، اضاع النائب عون أشهراً طويلة في «استجداء» موافقة الرئيس سعد الحريري على توليه الرئاسة، مع أن حلفاءه في 8 آذار لفتوا انتباهه إلى ان الرئيس الحريري لن يقبل به رئيساً للجمهورية، في ضوء المسيرة الثقيلة من الخلافات والخصومة بين الطرفين.
2 – روّجت الأوساط العونية معلومات ان الولايات المتحدة وبعض الأوساط الأوروبية تدعم ترشيح المسيحي الأقوى في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، من دون ان تحصل اي ترجمة عملية على الأرض.
3 – أدّت التغيبات المستمرة لأعضاء التكتل العوني عن حضور جلسات انتخاب رئيس الجمهورية إلى اشتباك بين الرابية وبكركي لم تفلح بعد محاولات بعض المطارنة في رأب الصدع الذي نشأ عنه.
4 – سبق لعون أن اثار مع الرئيس نبيه برّي عندما استبقاه الأخير شيئاً من هذه المبادرة، من دون أن يسمع تعليقاً لا سلبياً ولا ايجابياً عليها.
تقول أوساط في «حزب الله» أن الجنرال شاور اصدقاءه وحلفاءه في طرحه الأخير، ولكن من باب المثل الشعبي القائل: «مجوزة وخالصة وجايي تشاورني بالعريس».
5 – تصف هذه الأوساط أن طروحات عون الدستورية هي بمثابة «قفزة في المجهول» وخطوة ناقصة في سجله السياسي، جاء مفعولها مثل رصاصة طائشة لم ترتد الا على من أطلقها.
وتساءل: كيف يمكن صرف هذه المبادرة في هذا التوقيت اللبناني والإقليمي والدولي المعروف؟
6 – اضافت المصادر: ألم يكن الاجدر للجنرال عون تجنيب البلاد «معمعة» جديدة وتقديم مبادرة تقضي بترشيح شخصية تكون مقبولة وطنياً تتمكن من الوصول إلى قصر بعبدا لإنهاء ملف الفراغ الرئاسي؟
7 – في المبدأ – تضيف قوى 8 آذار – من حق العماد عون تقديم أي اقتراح أو أي مبادرة، ولكن لا بدّ من تأمين الأرضية السياسية لقبولها سواء من الأصدقاء والحلفاء او الخصوم، لا احراج الحلفاء والأصدقاء، ورمي «كرة النار» عليهم.
8 – وتمضي قوى 8 آذار في سؤال للجنرال من موقع الفضول، ومن موقع الصداقة التي تربطها به: «على أي أساس قدمت طرحك الرئاسي الأخير.. في خطوة تتطلب شبه إجماع وطني غير متوفر في هذه المرحلة لا مسيحياً ولا وطنياً؟!».
منسوب التهديدات
في هذه الأوضاع، وفيما لغة الحديد والنار نرسم وقائع الأحداث في سوريا والعراق، قفزت فجأة إلى الواجهة التساؤلات والمتابعات حول ضخ مجموعة من البيانات و«التغريدات» والظهور الإعلامي «لفصائل جهادية» تتوعد لبنان، سواء عبر «لواء أحرار السنّة» في بعلبك الذين دعوا لتطهير المنطقة من الكتائب و«الصليبيين» أو عبر الظهور الصوتي للشيخ أبو مالك الشامي «امير جبهة النصرة في القلمون» الذي تحدث عن آلاف المجاهدين ينتظرون الإشارة لبدء المعركة داخل لبنان «وفي قرى الروافض حصراً»، في إشارة الى الشيعة، مطمئناً الأسرى في السجون اللبنانية، لا سيما سجن رومية «بتفريج كروباتهم» في غضون أيام.
تزامناً، نفذ عدد من الشبان والمشايخ في طرابلس اعتصاماً امام مسجد طينال، للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين الإسلاميين من أبناء التبانة الذين أوقفوا اثناء تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس، بعدما قاموا بمسيرة سيّارة في شوارع المدينة.
وأفيد عن إلقاء مجهول لقنبلة في طلعة المشروع بين أبي سمراء والقبة من دون وقوع اضرار.
وجاءت هذه الحوادث، فيما أبدى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار خشيته من أن تمتد يد الفتنة إلى طرابلس، لكنه أشار في المقابل إلى أن الجيش والقوى الأمنية في المدينة في جهوزية تامة، مؤكداً أن اهل طرابلس يرفضون الانجرار إلى الفتنة.
وكانت قوة من الجيش دهمت أمس ارضاً زراعية تسمى «العزر» تقع في اعالي بلدة فنيدق في عكار، سبق للموقوف محمود خالد أن اعترف بوجود كمية من المتفجرات هناك، استخدمها لتصنيع احزمة ناسفة وعبوات متفجرة، وعثرت القوة على المواد المذكورة وتم تسليمها إلى المراجع المختصة لإجراء اللازم.