IMLebanon

حملة مزدوجة تستهدف الجيش وعرسال

«المستقبل» يدين تسلّل مسلّحين إلى البلدة و«حزب الله» يلوّح بـ «ملء الفراغ حين تغيب الدولة»

حملة مزدوجة تستهدف الجيش وعرسال

 

على وقع الحملات التي استهدفت الجيش وقيادته في الأيام الماضية، عادت عرسال لتتصدّر المشهد الأمني مجدداً، ولتواجه حملة أخرى من المخاوف، أبرزها عودة المسلّحين إليها، إثر تسلل بعضهم منتصف ليل أول من أمس إلى البلدة، الأمر الذي استنكره تيار «المستقبل» عبر منسقيته في عرسال، وحمل مسؤوليته للمجموعات المسلحة ولـ«حزب الله»، داعياً إلى انسحاب جميع المسلحين «فوراً» من لبنان، وإلى انسحاب «حزب الله» من سوريا.

في المقابل لوّح «حزب الله» بـ»ملء الفراغ» مكان القوى الأمنية، في تفسير واضح لمعنى الحملة التي تستهدف الجيش وتشكّك بقدراته منذ أيام، حيث كشف عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله المستور من هذه الحملة عندما قال أمس إن مسؤولية الدفاع عن لبنان «سواء على الحدود الجنوبية أو الشمالية هي من مسؤولية الدولة وقواها الأمنية، ولكن حين تغيب الدولة هناك من سيملأ الفراغ. والمقاومة عندما تتحمّل مسؤولياتها في هذا المجال تدافع عن الدولة والوطن والمجتمع المتنوّع».

«المستقبل»

ودانت منسقية عرسال الهرمل في تيار «المستقبل» أمس «دخول أي مجموعة مسلّحة غير لبنانية إلى لبنان عموماً وإلى عرسال خصوصاً تحت أي عنوان أو حجّة»، وطالبت بانسحاب هذه المجموعات «فوراً من لبنان إلى ما وراء الحدود». وأملت في بيان أصدرته أمس في «إطلاق سراح كل المخطوفين وبالأخص العسكريين والأمنيين المحتجزين عند المجموعات المسلّحة، واثقين من أن أهل منطقتنا عموماً وأهل عرسال خصوصاً لن يدّخروا جهداً للوصول إلى حرية هؤلاء العسكريين».

جاء ذلك بعد تسلّل مجموعة من المسلحين السوريين إلى عرسال قرابة الساعة الثانية من بعد منتصف ليل أول من أمس، بحسب مواطنين من البلدة، على خلفية «الثأر» لشاب سوري قتل إثر عملية اغتصاب استهدفت فتاة، ممّا أثار أجواء من الذعر والبلبلة في البلدة.

أضافت المصادر أن عملية التسلّل هذه تعتبر الثالثة من نوعها خلال الأسبوعين الماضيين وأنها تسبّبت بنزوح عدد من الأهالي والإقامة في أماكن أخرى.

وتابعت أن هواجس تنتاب أهالي عرسال منذ أيام من إمكانية أن تشهد البلدة جولة اشتباكات جديدة، متزامنة مع حشود لتنظيم «داعش» ومجموعات أخرى من المسلحين في منطقة شرق حمص، وتهديدات من هذه المجموعات بمحاولة التسلّل إلى قرى بقاعية متعدّدة.

استنكار

هذه الحملة المزدوجة التي استهدفت الجيش من جهة، وعرسال من جهة ثانية، استنكرتها مصادر وزارية واستهجنت الشكوك التي تثار حول الجيش والتي تأتي ضمن سياق الحملة التي تشنّ منذ أيام ضده وضدّ قيادته من جانب بعض مواقع 8 آذار، متسائلة عن أسباب هذه الحملة وتوقيتها «المشبوه» بالتزامن مع التهديدات المتجدّدة ضد المناطق البقاعية. وأعربت لـ«المستقبل» عن قلقها إزاء الوضع في عرسال، مبدية خشيتها من خطرين: الأول إتّجاه النظام السوري، وبعض حلفائه في لبنان إلى إعادة التوتّر إلى منطقة البقاع، والثاني عودة المسلحين التكفيريين إلى الخط رغم ما يمكن أن تسبّبه هذه العودة من مخاطر على وجود النازحين السوريين في كل لبنان.

وفي الإطار نفسه قال عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح إن في عرسال رأينا «استهدافاً للجيش ولقائد الجيش تحديداً، إلا أن الأخير تصرّف بمسؤولية وحكمة كقائد عسكري وسياسي من الطراز الأول، وكان همّه الأول انسحاب المسلحين من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي السورية، والثاني إنقاذ المدنيين». ودعا إلى «محاكمة كل شخص لم يقف مع الجيش في معركته»، مؤكداً أن الجيش «أنقذ 50 ألف مدني في عرسال ولكن بعض الجهات كانت تريد من الجيش أن يقتل مدنيين وضحايا سوريين، وأن هناك من يريد توريط قائد الجيش بدم أهل عرسال لإعلانه مجرماً».

الراعي

في غضون ذلك بقي هاجس الشغور في موقع الرئاسة الأولى مخيّماً على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي دعا أمس الكتل السياسية والنيابية إلى «مبادرات شجاعة قبل جلسة الثاني من أيلول المقبل، تبدأ بالتخلّي عمّا يعيق اكتمال النصاب وانتخاب الرئيس»، معتبراً أن «الكتل أدرى بهذه العوائق الشخصية والفئوية».