تشير وقائع الجولة الأخيرة من القتال أكثر من أي وقت مضى، إلى أنه من دون مقاربة حقيقية للسلام مع العالم العربي، فإن هذه الجولة لن تكون سوى استعادة لمعركة «دافيد وجالوت».
أنت محق تماماً في أن العالم العربي الذي صممه السير مارك سايكس والسيد فرنسوا جورج بيكو بدأ بالانهيار.
يمكننا أن نتذكر عاطفياً رواية جيرترود بيل وت. ي. لورانس، لكنها ليست سوى قصة من التاريخ أشعر شخصياً بالندم عليها. كانا نموذجاً جيداً من الجواسيس مقارنة مع مصاصي الدماء الفعليين.
لا أعتقد أنه إذا كان علينا اليوم أن نخرج فيلماً مشابهاً لـ «لورانس العرب» سنكون قادرين على إيجاد ممثلين شبيهين ببيتر أوتول أو عمر الشريف. تلك كانت أيام جميلة لن تعود أبداً.
كما أشك في أن بإمكان ستيفن سبيلبرغ أن يجد من يقبل بتجسيد شخصيات بشار الأسد أو نوري المالكي، من دون أن ننسى النجم الصاعد الخليفة الجديد للمسلمين أبو بكر البغدادي. مجموعة من الوحوش الكاسرة.
أما نتنياهو، «المبارك من الله»، ستكون إهانة بمجرد التفكير بمنحه أي دور في الفيلم، مع مظهره الكاذب الذي يجسد شخصية «الرجل الحديدي«. وحش آخر.
المنطقة كلها تتجه إلى الفوضى الشاملة، وسوف يفرض القادمون الجدد العزلة على إسرائيل بالكامل.
نعم أنت على حق في مسعاك الجدي نحو السلام، لكني أنصحك بأن تحصره مع الفلسطينيين لأن لا أحد قادر على توقع الشكل الذي سيكون عليه الشرق الأوسط الجديد. الوقت يمر بسرعة.
يجب الاسراع قبل أن يترسّخ لدى الإسرائيليين شعار منظّر الصهيونية الحديثة، بأنهم سيكونون في فلسطين رواداً في وجه ما وصفته بـ «البربرية الآسيوية«.
البربرية والكراهية تترسخان يوماً بعد يوم في الأذهان، وما حرق محمد أبو خضير إلا نموذج عن الكراهية المتزايدة، وقصف غزة، مثال رهيب عن البربرية القاتلة الحديثة.
أتساءل يا صديقي أوري عما إذا كتب علينا في هذه «الأرض المقدسة» المفترضة، وبرأيي هي «أراض غير مقدسة»، أن نشهد على المعركة الأبدية بين دافيد وجالوت في فلسطين، في سوريا، في بلاد ما بين النهرين وتقريباً في كل ما يفترض انها أرض الكتاب المقدس».
()رداً على مقال للكاتب الإسرائيلي وناشط السلام أوري أفنيري