IMLebanon

حين يكشف دبلوماسي أوروبي بعض أوراقِهِ الخطيرة..

لا يلتقي لبنانيان إلا ويكون هاجس الأمن ثالثهما، والمقصود بالأمن هنا هو هذا الهاجس الجديد الذي يمتدُّ على طول الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، وتحديداً من عرسال وصولاً إلى جبل الشيخ.

الداعي إلى هذا الهاجس لا يأتي من فراغ بل من معطيات ميدانية وسوابق حديثة جداً:

في ما يتعلَّق بالسوابق، فإنَّ أحداث عرسال الأخيرة وما خلَّفته من شهداء الجيش ومخطوفين منه ومن قوى الأمن الداخلي، خير برهان على أنَّ المنطقة الحدودية في وضعٍ هش، خصوصاً أنَّ تلك الأحداث توقفت بشكلٍ ملتبس.

أما المعطيات الميدانية فتتعدَّى عرسال إلى ما هو أبعد، أي إلى البلدات التي تحاذي الحدود اللبنانية – السورية، ولا سيّما منها القاع ورأس بعلبك، والهاجس في هذه البلدات أنَّ معظم أبنائها من طائفة معيَّنة، هالهم ما حصل في عرسال ويخشون أن تتكرَّر الأحداث عندهم.

وما ينطبق على تلك البلدات الواقعة في شمال شرق الحدود، ينطبق أيضاً على القرى والبلدات في سفح جبل الشيخ لجهة لبنان، وفي المعلومات أيضاً أنَّ بعض أبناء القرى، بدأوا عمليةَ مراقبةٍ لقراهم ولحدودها المتاخمة للحدود مع سوريا.

ماذا تعني هذه المعطيات؟

مؤسِّس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميِّل كان له قولٌ شهير أصبح مضرب مثل، وهو:

لا تَقُل للإنسان ألا يخاف، المهم هو ألا يخاف أو يشعر بالخوف.

هذا القول ينطبق أكثر ما ينطبق اليوم، فليس من السهل القول للبنانيين في القاع أو في رأس بعلبك أو في قرى وبلدات حاصبيا ألا يخافوا، المهم هو أن لا يشعروا بالخوف.

السؤال هنا:

هل هذا الخوف في محلِّه؟

تتقاطع معطيات ومعلومات من مصادر مقربة من دبلوماسي أوروبي عن تأكيد هذه المخاوف، فتقول إنَّ شهر أيلول الحالي يُخشى أن يكون من أخطر شهور السنة، حيث أنَّ التصعيد فيه سيكون بوتيرةٍ تصاعدية، بمعنى أنَّ جبهة النصرة وتنظيم داعش، يقومان بأعمالٍ عسكرية تحضيرية من الجانب السوري من الحدود، وتحديداً في الجهات المقابِلة للبقاعين الشمالي والأوسط، وإنَّ استقدام المسلَّحين من التنظيمين قائمٌ على قدمٍ وساق. وتفيد المعلومات أنَّ أعداد المسلَّحين تجاوز العشرة آلاف، وأنَّ التخطيط قائمٌ لتكون الساعة الصفر قبل حلول فصل الشتاء.

المصدر نفسه الذي كشف عن هذه المعلومات لحلقةٍ ضيّقة جداً، تمنَّى أن يتمَّ التعاطي معها بجدية، محذِّراً من أيِّ خفّةٍ في مقاربتها. المصدر ذاته يملك خارطةً مستحدثة لتلك المنطقة تُشير إلى شقِّ طرقاتٍ من الجهة السورية، وأنَّ جرافاتٍ تعمل ليل نهار لوصل هذه الطرقات ببعضها، وصولاً إلى محاذاة الحدود مع لبنان.

ماذا تعني كلُّ هذه المعطيات؟

إن منطقة البقاع ولا سيَّما الشمالي والأوسط، في حال غليان.

إنَّ جبهة النصرة وتنظيم داعش سيحاولان إستهداف تلك المنطقة، ربما لمحاولة إعلان ضمِّها إلى مناطق سيطرتهم.

هذه المخاوف في محلِّها، ولهذا فإنَّ أهالي تلك المنطقة يُجرون التنسيق مع الجيش وقوى الأمن الداخلي، من أجل أن يُبعِدوا عن بلداتهم وعائلاتهم الكأس المرّة لأي مخاطرٍ ولأيِّ عملياتٍ قد يتعرَّضون لها.

تلك هي الصورة للأسف، ومن المكابرة عدم التعاطي معها بأقصى الجدية وبأقصى الحذر.