IMLebanon

خادم الحرمين يعلن الحرب على الإرهاب انتصاراً للإسلام

إشادة لبنانية بموقفه التاريخي

خادم الحرمين يعلن الحرب على الإرهاب انتصاراً للإسلام

 

أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز موقفاً تاريخياً من خلال إعلانه الحرب بشكل مباشر على الإرهابيين «الذين يظنون بأنه اشتد عودهم وقويت شوكتهم ولكنهم واهمون»، وإدانته العدوان الإسرائيلي على غزة ودعوته إلى وقفه، لافتاً إلى «أن المجتمع الدولي الذي يلتزم الصمت غير مكترث لما يجري، وهو لا يدري أن هذا الصمت سيؤدي إلى إنشاء جيل جديد يشجع على العنف وعلى صراع الحضارات».

هذا الموقف التاريخي لخادم الحرمين الشريفين كانت له أصداء إيجابية ومؤيدة لدى العديد من الوزراء والنواب والمسؤولين اللبنانيين، الذين أثنوا على موقف «المملكة التي تدعم التعايش الإسلامي- المسيحي» على حد تعبير وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دوفريج، فيما لفت عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر الى أن «موقف خادم الحرمين الشريفين سيكون له صدى إيجابي على الساحتين العربية والدولية، نظراً الى المكانة التي تتمتع بها المملكة»، وشدد عضو كتلة «القوّات اللبنانية» النائب جورج عدوان على أن «موقف الملك عبد الله جاء ليؤكد أن الإسلام براء من كل التطرف ومن داعش»، وشدد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري على أن «موقف جلالة الملك عبد الله هو موقف واضح يعكس مدى المسؤولية العربية والإسلامية والدولية التي تتحملها المملكة»، واعتبر عضو جبهة «النضال الوطني» النائب نعمة طعمة أن «الموقف الذي عبّر عنه خادم الحرمين الشريفين يؤكد بما لا يقبل الجدل، أن المملكة من أكثر دول العالم التي تعرضت للإرهاب»، ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار أن «موقف خادم الحرمين الشريفين هو موقف مشهود في هذا الوقت بالذات الذي تشهد فيه المنطقة العربية تطورات خطيرة»، ولفت عضو الكتلة النائب جمال الجراح الى أنه «من الطبيعي أن تكون المملكة في ريادة مَن يتصدّى للإرهاب، لأنها في ريادة العالم الإسلامي وهي حريصة على الاعتدال والوسطية في الدين»، وشدد العلامة السيد هاني فحص على أنه «من المهم أن نسمع أصواتاً جادة تدعو الى معالجة ما حصل من كوارث والوقاية مما يأتي وهو كبير». وأكد عضو الأمانة العامة لـ14 آذار النائب السابق سمير فرنجية أن «أهمية موقف خادم الحرمين الشريفين تكمن في مستويات عدة أبرزها إعادة الاعتبار للدين وتحريره من هذا الاستخدام الرخيص في السياسة»، وأشار منسق الأمانة العامة النائب السابق فارس سعيد الى أن «خادم الحرمين الشريفين أخذ موقفاً واضحاً يؤكد أن الحركات العنفية الإسلامية لا تمت بصلة الى الإسلام وهو بريء منها»، واعتبر الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن «كلام الملك عبدالله هو تنبيه على أن ما يحصل في المنطقة هو نتيجة الداعشية الإيرانية، وسياستها التي بدأت بعدم احترامها لحدود الدول

الوطنية».

هذا الإجماع على أهمية كلام الملك عبد الله في ظل الأحداث التي تجري في العراق وسوريا وغزة، والذي وجّه بموقفه هذا أكثر من رسالة، الأولى إلى الإرهابيين والعالم أجمع بأن الإسلام براء من أفعالهم التي تحاول تشويه صورته، والثانية تجاه المجتمع الدولي الصامت أمام الجرائم التي تحصل في غزة ويندى لها جبين الإنسانية، والثالثة تنبيه الى من يزرع الإرهاب بأنه سيحصد عواصفه في الأجيال القادمة، والرابعة كانت أشبه بتذكير كافة الدول بأن المملكة كانت السبّاقة في دعوتها إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، لكن أحداً لم يستجب لدعوتها، إلا أن ذلك لم يمنع التنوع في مقاربة موقفه من زوايا سياسية متعددة، فبالنسبة الى الوزير دوفريج «كلام خادم الحرمين الشريفين هو تثبيت لسياسة المملكة التي تؤيد الاعتدال والتعايش الإسلامي المسيحي، وهي ترجمت هذه السياسة من خلال دعمها الدائم للبنان في كل المراحل، وعلى الرغم من الاتهامات التي طالتها من بعض اللبنانيين بأنها تدعم المتطرفين، والجميع يعلم أن السعودية تتخذ تدابير حازمة لمحاربة الإرهاب وقد تصل الى سحب الجنسية عن مواطنيها في حال ثبت تورطهم»، ويضيف «ما أراد جلالته قوله إن كل ما يجري في المنطقة لا صلة له بالدين، وبأن سكوت المجتمع الدولي عن كل ما يجري في المنطقة أمر لا يجدي لأن الإرهاب سيصلهم لا محالة إذا تضاعفت قوة التنظيمات الإرهابية، وبالتالي حان الوقت لتحمل الجميع مسؤولياتهم».

يوافق الجسر على أن «كلام الملك عبد الله ليس مستغرباً، خصوصاً أن المملكة كانت من ضحايا الإرهاب وهي تعالجه بحزم وعقل، وقد استجد موقفه لأن الإرهاب واقع خارج المملكة وتأثيره على امتداد المنطقة العربية»، ويضيف: «لا شك أن لهذا الموقف وقعاً إيجابياً فما يحصل في العراق له بعد جديد ويطاول كل الطوائف والمذاهب، وبالتالي سيكون له صدى إيجابي لدى كافة الدول العربية وسيعمم على سياستها تجاه الإرهاب، أما الموقف مما يحصل في غزة، فللمملكة دور في المجتمع الدولي والتضامن العربي حول دور المملكة سيكون له دور كبير في تغيير المعادلة الدولية تجاه ما يحصل في غزة، خصوصاً أنه يجري التعتيم على حجم الدمار والإجرام الإسرائيلي الذي يحصل في غزة».

أهمية الموقف السعودي بالنسبة الى عدوان «أنه يؤكد أن الإسلام براء من كل التطرف ومن داعش، وأن سياسة المملكة هي الاعتدال والقبول بالآخر، ويدحض محاولات البعض زج اسم المملكة في دعم داعش، وبالتالي سيكون لهذا الموقف تأثير على الساحتين الإسلامية والدولية وفي محاربة الإرهاب، لأن الجميع يعرف مكانة ودور المملكة دولياً، وهذا موقف يستحق أن يثمّن لأن اللبنانيين و14 آذار تحديداً قدموا نموذجاً للتعايش المسيحي- الإسلامي يجب أن يُحتذى في كل البلدان العربية».

واعتبر حوري أن «موقف جلالة الملك عبد الله هو موقف واضح، يعكس مدى المسؤولية العربية والإسلامية والدولية التي تتحملها المملكة، بل أكثر من ذلك إنه موقف يحمل المجتمع الدولي مسؤولية التراخي في السنوات الماضية، حيث ذكر بالدعوة التي كان أطلقها لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب من دون تجاوب حقيقي من المجتمع الدولي، ويأتي موقف الملك عبدالله الآن ليعيد التأكيد أن الإسلام الحقيقي براء من كل ما يجري».

وعبّر طعمة عن تقديره وامتنانه «للموقف الذي عبّر عنه خادم الحرمين الشريفين، والذي اتسم بكثير من الوضوح والحكمة، وكان صاحب الرأي السديد في ما تطرق إليه حول الإرهاب وما يحصل في غزة»، مشيراً إلى أن «هذه المواقف لجلالة الملك، تؤكد بما لا يقبل الجدل أن المملكة من أكثر دول العالم التي تعرضت للإرهاب، وهي كانت ولم تزل سباقة في نبذ ومحاربة كل أشكال العنف والإرهاب من خلال سياستها المعتدلة، وهذا النهج الذي تسير على خطاه المملكة، يريح شعوب المنطقة والمجتمع الدولي بشكل عام، باعتبار أن الدين الإسلامي الحنيف براء من هذه الأعمال التي تُرتكب باسم الدين، وقد كان الملك عبدالله واضحاً حيال هذا الأمر ناهيك عن الموقف السعودي التاريخي تجاه القضية المركزية أي قضية فلسطين حيث كانت دوماً داعمة لهذه القضية وللشعب الفلسطيني في المعاناة التي يتعرض لها، ولا سيما في كل مراحل الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية والغطرسة التي ينتهجها العدو تجاه أبناء فلسطين».

ولفت طعمة إلى «أهمية ما أشار إليه الملك عبد الله حول تقاعس المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية ومنظمة حقوق الإنسان في سياق ما يحصل في غزة، من قتل ممنهج ومجازر يومية من دون رقيب وحسيب وهذا الموقف يحرك الضمائر ويحض المجتمع الدولي على التحرك السريع لإنقاذ أهل غزة».

ويختم النائب طعمة مشيراً إلى «أهمية موقف الملك السعودي حول حوار الأديان والشعوب والطوائف والمذاهب، حيث سبق له أن دعا إلى هذا المؤتمر، كذلك الى مؤتمر مكافحة الإرهاب، بمعنى أنه كان سباقاً في نظرته الى مسار الأوضاع في المنطقة والعالم بشكل عام من دون إغفال زيارته التاريخية لحاضرة الفاتيكان وكل ذلك يعزز التواصل والتلاقي بين الأديان السماوية وهذا ما تهدف إليه المملكة عبر سياسة الاعتدال وإحقاق الحق بين شعوب المنطقة».

واعتبر الحجار «أن موقف خادم الحرمين الشريفين هو موقف مشهود في هذا الوقت بالذات الذي تشهد فيه المنطقة العربية تطورات خطيرة، من خلال الإرهاب الذي يريدون إلصاقه بالدين الإسلامي، علماً أن من أوجد هذا الإرهاب هي الأنظمة الاستبدادية في المنطقة وعلى رأسها النظام السوري وحكومة المالكي، كما كان موقف جلالته مهم على مستوى العدوان الإسرائيلي الذي يحصل ضد غزة»، ويضيف: «هذه مواقف عودتنا عليها المملكة وخادم الحرمين في أن يكونا في موقع التصدي لكل ما يهدد الأمة العربية والإسلامية، وهذا أمر معروف في كل المحن التي تطال الأمة، ونتمنى أن ينسحب هذا الموقف على الدول العربية الأخرى في موقف تضامني مع المملكة سعياً الى مواجهة العدوان على غزة، والضغط عليه لإيقاف مجازره وجرائمه بحق الإنسانية والضغط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن في هذا الاتجاه».

وشدد الجراح على «أن المملكة هي من أكثر الدول التي عانت من الإرهاب نتيجة التطرف الذي ضرب المنطقة، وكلنا يذكر تفجيرات جدة والرياض التي استهدفت أمن المملكة، ومن الطبيعي أن تكون في ريادة من يتصدى للإرهاب لأنها في ريادة العالم الإسلامي، وهي حريصة على الاعتدال والوسطية في الدين، لأن الدين الإسلامي هو الاعتدال والتسامح والمحبة والسلام، الحركات المتطرفة الإرهابية غريبة عن روح وأخلاق الإسلام، وعن واقع مجتمعنا وإنسانيتنا وأخلاق العالم العربي والمسلمين، ومن الطبيعي أن يكون الملك عبد الله في طليعة المتصدين لهذا الفكر الإرهابي، الذي يسيء الى الإسلام والعالم العربي أشد إساءة ويعطي الانطباع للعالم أن العرب والمسلمين يحبذون الإرهاب وهذا أمر سيئ وغير صحيح ومدان من جميع العرب والمسلمين، ويجب أن تكون وقفة عامة وشاملة من كل الدول العربية والإسلامية في مواجهة الإرهاب والعمل على محاصرة تمويلهم وانتشارهم في العالم العربي».

ولفت العلامة السيد هاني فحص إلى «أننا ندرك خطر التطرف والإرهاب مبكراً، وقد حذرنا منه، ويهمنا أن نسمع أصواتاً جادة تدعو الى معالجة ما حصل من كوارث والوقاية مما يأتي وهو كبير».

ويضيف:« نحن أمام مفصل حضاري يعادل سلبياً إيجابيات فجر الدعوة، لولا أن عقيدتنا راسخة بأن الإسلام والقرآن في رعاية الله وكنفه وهو خير الحافظين، لكننا أيضاً مكلفون من الله بالسعي والعمل، ففي الدنيا هناك عزة وفي الآخرة هناك ثواب ولا بد من جهد منظم لحفظ الأعراض والناس، والدعوات الموسمية لم تعد تفيد ولا بد من ورشة إسلامية علمية وسياسية واجتماعية بالشراكة مع المسيحيين وأهل الرأي، لحفظ الدين والدنيا والمال والأعراض والعقول والأجيال والتراث الجميل الذي يخدم وكأنه خيم للرياح، وإلا سندفع ثمناً كبيراً ولا يمكن لدين أو مذهب وحده أن يؤمن استقرار وحماية أهله بعيداً عن الطرف الآخر، لذلك لا بد من همة عالية ويومية لتحويل الاعتدال الى مؤسسة قوية وفاعلة ومستقلة».

ويتابع: «هذا لا يعني أن الاعتدال موجه ضد السلطان، هناك مجال واسع لتنسيق الجهود والتكامل والعيش المشترك والحوار الفاعل، الذي يصنعه الناس والشعوب بناءً على أفكارهم وذاكرتهم ومصالحهم وأحلامهم وحبهم للحياة، والعلماء هم حراسهم الفكريون والحكام هم حراسهم الإداريون وهذه الثلاثية متلازمة، وإذا فككناها تجري الدماء الحرام وتهدم المساجد والصوامع ويتضرر الدين أولاً، لكن الدين يعوض خسائره ولكن بماذا نعوض خسائرنا إذا سُئلنا مرة أخرى «قفوهم إنهم مسؤولون»، أو «اتقوا فتنة لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة»، لذلك نسأل الله أن يهدينا الى صيانة ديننا ودنيانا».

ولفت فرنجية إلى أن «أهمية موقف خادم الحرمين الشريفين تكمن في مستويات عدة، أبرزها إعادة الاعتبار للدين وتحريره من هذا الاستخدام الرخيص في السياسة، والتأكيد أن الإسلام هو دين الانفتاح والاعتدال والتواصل وليس دين الإرهاب، كما أن هذا الموقف يدل على حقيقة أساسية هي أن المسلمين والمسيحيين متضامنون تجاه بعضهم البعض ولا خلاص لأي فريق من دون الآخر، بل الخلاص يجب أن يكون للجميع، بناء على ذلك المطلوب تجديد الرحلة التي بدأها الملك من خلال التواصل مع الفاتيكان، والاجتماع الروحي الذي اجتمع بإشراف الملك في الفاتيكان وجمع الأديان الثلاثة، وتجديد الحوار بين الأديان الذي بدأ في نيويورك في الأمم المتحدة وكان للملك دور في التئامه، وهذه طريقتنا لمواجهة التطرف والصورة البشعة التي يعطيها التطرف للغرب والعالم أجمع».

ويضيف: «أريد أن أذكر أن كلام الملك عبد الله له وقع أكيد عند المسيحيين، لأنه يتلاقى مع مقررات المجمع الماروني الذي صدر في العام 2006 والذي يؤكد مسؤولية المسلمين والمسيحيين تجاه بعضهم البعض».

ورأى سعيد «أن موقف الملك عبد الله ينطلق من موقعه الديني والسياسي قد أخذ موقفاً واضحاً يؤكد أن الحركات العنفية الإسلامية لا تمت بصلة الى الإسلام وهو بريء منها، وما قاله يعبر عن أرفع مرجعية إسلامية في العالم وتضع مسافة واضحة بين الإسلام وبين هذه الجماعات المنبوذة».

واعتبر بيضون ان «كلام الملك عبدالله هو بمثابة تنبيه على أن ما يحصل في المنطقة هو نتيجة الداعشية الإيرانية»، فالمشكلة الأساسية هي مشكلة السياسة الإيرانية في المنطقة، والتي بدأت بعدم احترامها لحدود الدول الوطنية وعدم احترام الحدود العراقية والسورية واللبنانية، ومد أذرع ميليشيوية لها في هذه الدول وفي غزة مما أسقط الحدود وأدخل المنطقة في صراع مذهبي وانتشار لداعش وللتطرف».

ويضيف: «الحل في احترام إيران للحدود الوطنية للدول، ففي لبنان مثلاً تجاوز حزب الله الحدود واتجه للمشاركة في القتال إلى جانب النظام السوري، فكانت ردود الفعل المزيد من الإرهاب والتطرف من داعش، لذلك نحن نطالب بأن تتوقف إيران عن تمويل الميليشيات في اليمن والبحرين والعراق وسوريا وفلسطين، ونحن نعيش مرحلة إسقاط الحدود بين الدول الذي بدأته إيران واستجلبت ردود فعل من المنظمات الإرهابية، لذلك لمحاصرة الإرهاب الداعشي علينا محاصرة الإرهاب الإيراني، وقد طالبنا بمؤتمر عربي يطرح مع إيران ملف احترام الحدود، وعلى الدول العربية أن تقف موقفاً موحداً وقوياً لإجبار إيران على احترام الحدود الوطنية، عندها تتلاشى قدرة الإرهاب، فالهيمنة الإيرانية على العراق هي التي أنتجت داعش، حين تسقط ديكتاتورية نوري المالكي وبشار الأسد يصبح القضاء على داعش أمراً سهلاً».