IMLebanon

خطوات تصعيديّة للبطريرك الماروني

خطوات تصعيديّة للبطريرك الماروني

. وحرب رهانات من بيروت الى الرياض معالم خلط أوراق وحسابات جديدة

. وخوف مسيحي في «قطبة» مخفيّة

لم يكد النواب يغادرون ساحة النجمة حتى عادوا إليها مع الجلسة الرابعة لمجلس النواب، في جلستين لم تختلفا الا في النصاب ، مع تطيير الاولى لاستحقاق السلسلة والثانية للاستحقاق الرئاسي المتارجح على حبال التفاؤل العوني المفرط ،في مقابل جزم آذاري بان لا تسوية ولا مساومة مع الجنرال ،حسمه كلام ابراهيم امين السيد باسم حزب الله من على منبر بكركي بان لا نصاب الاسبوع المقبل ما لم يتم التوافق والاتفاق.

فمجمل التحركات الكثيفة التي تشهدها الساحة الانتخابية والمرشحة للتصاعد في الايام المقبلة لم تفض اطلاقاً الى بلورة اي تطور جديد من شأنه ان يسمح بتوقع خرق في اللحظة الاخيرة الحاسمة من المهلة الدستورية،رغم ان حركة المرشحين اللافتة في الساعات الاخيرة عكست محاولات متقدمة لإحياء الدفع نحو التوصل الى تفاهمات سياسية في ربع الساعة الاخير من المهلة الدستورية وهي تحركات لا تقتصر على مرشح معيّن بل ينخرط فيها مرشحون عديدون.

من هنا تبدو الوقائع السياسية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي الى مزيد من التعقيد،في ظل حرب الرهانات الجديدة القائمة بين الاطراف اللبنانية على خلفية الدعوة السعودية للحوار مع ايران، حيث دعا ديبلوماسيّ خليجي انه من الخطأ تحميل المبادرة السعودية تجاه ايران أكثر ممّا تحتمل، مشيرا إلى أن الحراك لا يعني حصول أيّ اختراق، حيث كلّ طرف ما زال على موقفه من كلّ القضايا الخلافية. تبعا لذلك تضيف المصادر ان الخشية من بلوغ الفراغ تعاظمت الى حدودها القصوى في الساعات الاخيرة ،ساهم في ترسيخها جملة معطيات إضافية لم تظهر مباشرة على سطح المشهد السياسي الانتخابي بل من خلال حركة الكواليس الديبلوماسية والسياسية المواكبة للأزمة في ظل المعطيات التالية:

– تصاعد وتيرة الضغط المحلي والدولي في ضوء تداخل اكثر من عامل حث لانجاز الاستحقاق بدءا من الرسائل الغربية للمسؤولين اللبنانيين المتضمنة دعوات لانجاز الاستحقاق سريعا وتسلم آخرها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من نظيره الاميركي جون كيري الى دق بكركي جرس الانذار والدخول مباشرة على خط البحث عن حلول منعا للفراغ

– سلسلة خطوات يعتزم عدد من النواب المسيحيين القيام بها وقد ابلغوا رئيس مجلس النواب بها منها،مقاطعة النواب المسيحيين جلسات التشريع بعد 25 ايار اذا لم ينتخب رئيس، علما ان نواب «التغيير والاصلاح» لم يقطعوا الطريق نهائيا على الحضور بخلاف زملائهم في قوى 14 اذار الذين اعربوا صراحة عن رفض التعاطي مع الشغور الرئاسي على انه مسألة طبيعية.

-رفع السقف الى هذا الحد من جانب البطريرك الراعي، في الموضوع الرئاسي، يعكس نوعا من التحول الدولي والإقليمي نحو مراعاة الاستقرار الدستوري،وسط الحديث عن خطوات تصعيدية سيتخذها البطريرك الراعي.

– كشف مصادر «التيار الوطني الحر» انه سيؤمن نصاب أي جلسة مقبلة لانتخاب الرئيس، لافتة الى أن التيار وحلفاءه سيتخذون بالوقت عينه كل الاجراءات اللازمة لجهة عدم تأمين الاصوات اللازمة لانتخاب أي رئيس من «14 آذار، في ملامح سيناريو انتخابي، خلاصته أنه سيكون هناك انتخاب للرئيس العتيد الخميس المقبل، دون تحديد هوية الرئيس العتيد، الذي سيأتي اسمه من الخارج.

– خوف «مسيحي»من قطبة مخفية افضت الى تحديد الرئيس بري الخميس 22 ايار موعدا للجلسة اللاحقة، رغم الوعد الذي كان قطعه لمرجعية كبيرة بتكثيف الجلسات خلال مهلة العشرة الايام الاخيرة، دون ان يفلح التبرير الذي قدمه والمتصل بسفر رئيس الحكومة في ردع النواب عن اعتبار موعد الدعوة غير منطقي

– تاكيد مصادر مطلعة إلى أنّ المفاوضات بشأن الاستحقاق الرئاسي «شبه متوقفة» بعد قرار غير معلن اتخذته كل الكتل النيابية بالتمسك بمواقفها حتى 25 أيار المقبل. وقالت المصادر: «بعد الدخول رسميا في الفراغ سيكون هناك مواقف جديدة أكثر جدية».

– تاكيد مصادر في قوى «8 آذار» أنّ رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون لا يزال مرتاحًا تمامًا للمعطيات الحالية والتي اذا استمرت على ما هي عليه ستكون كفيلة بتأمين انتخابه رئيسا للجمهورية.

– نفي قيادي بارز في قوى 14 آذار ما تردد عن خلافات بين القوات اللبنانية وحزب الكتائب بشأن مستجدات الاستحقاق الرئاسي، معتبرا أن ثمة قناعة داخل 14 آذار أن عون ليس مرشحا توافقيا، وهو غير قابل للانتقال من ضفة إلى أخرى.

-اشارة نائب عوني الى ان الحوار بين عون والحريري يشمل كل الملفات والقضايا الوطنية وتلك الإقليمية التي تمس بمصالح لبنان ووجوده مباشرة، وان عون يتشاور مع حلفائه بشكل مباشر او غير مباشر وفي طليعتهم حزب الله بالنسبة الى العناوين المثارة، بخلاف وضع حلفاء الحريري، معتبرا ان حظوظ ولادة هذا التفاهم مع المستقبل لا تتعدى 20%، مشيرا الى ان عون ابلغ بعض النواب بأن التفاهم مع الحريري له اثمان خصوصا اذا وصلت الامور بينهما الى التحالف النيابي، حيث من المرجح ان تستبعد اسماء يمكن ان تعتبر استفزازية في ظل رفض العماد عون الحديث عن رئيس تسووي في هذه المرحلة.

– تبني «المستقبل» لترشيح العماد عون، وهو على مساره السياسي الراهن والمتماهي بشدة مع حزب الله، مجرد احلام ، وهذا أيضا ما عاد به وزير الخارجية جبران باسيل من باريس، علما أن هذا لا يمنع تفاهم الطرفين على الترضيات المقابلة.

-استبعاد اوساط «حزب الله» إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده بسبب عدم نضج الظروف الاقليمية لانتخاب رئيس جديد كما ان مرحلة الانخراط في مشاورات ومساع للتفاهم على مرشح توافقي فعلي لم يحن اوانها بعد ويستبعد تماماً ان يحين قبل نهاية المهلة الدستورية.

– الغذاء الذي جمع السفير الاميركي دافيد هيل ،بناء لطلبه في منزل النائب السايق فارس سعيد،بمشاركة النواب، ستريدا جعجع، دوري شمعون، مروان حمادة، أنطوان سعد، النائبين السابقين سمير فرنجية وغطاس خوري ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري، والمهندس ريمون معلوف، اضافة الى المطرانين بولس مطر وميشال عون،حيث كان كلام السفير الاميركي واضحا لجهة تاكيده: عدم تخلي واشنطن عن دعمها لقوى الرابع عشر من آذار،نفيه بشكل قاطع ان يكون العماد عون مرشح الاميركيين،تحديد الخارج لمواصفات الرئيس بشكل واضح.

– كشف مصادر مطلعة ان مشاورات بعيدة عن الأضواء تجري بين مختلف المراجع الرسمية والحكومية من اجل ترتيب الأسس التي ستُعتمد بعد انتقال صلاحيات رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعاً.

-الحركة الناشطة التي ستشهدها باريس التي سافر اليها رئيس حزب القوات اللبنانية للقاء الرئيس سعد الحريري،وسط الحديث عن لقاء لاقطاب 14 آذار ،بعد «الخلاف»الذي حصل بين الوزير بطرس حرب ومجموعة من الشخصيات خلال الاجتماع الاخير في بيت الوسط،علما ان معراب شهدت لقاء بين نادر الحريري والرئيس السنيورة و جعجع عشية سفر الاخير.

– الدلالة، الهامة للغاية، التي تكتسبها زيارة رئيس الحكومة تمام سلام الى السعودية، في توقيتها وظروفها الداخلية والاقليمية خصوصا عشية انتقال الصلاحيات الرئاسية المحتمل الى مجلس الوزراء فضلا عن الترتيبات الجارية بقوة لعودة الرعايا السعوديين والخليجيين الى لبنان بعد طول انقطاع بفعل الظروف الامنية في العاميْن الاخيرين.

– خشية الرئيس ميشال سليمان من فرضية انفراط عقد الحكومة امام اي منعطف خطير، في معرض تحذيره من مغبة انجاز الاستحقاق الرئاسي، ومواجهة البلاد تحديات لا يمكن للحكومة وحدها التصدي لها، لاسيما انها تضم ممثلين لقوى سياسية تختلف في نظرتها الى العديد من الملفات.

وسط هذه المعطيات، يتوقع ان تبدأ معالم خلط أوراق وحسابات جديدة في الأيام المقبلة،يبقى السؤال ، هل ستشكل الجلسة الخامسة للانتخاب مرحلة مفصلية؟ام انها ستكون جلسة في سياق الازمة المفتوحة التي تواكبها سلسلة من التحركات، والمواقف المحذرة من انعكاسات الفراغ الرئاسي، على نار الإنتظار، الكثير من الملفات العالقة في ظل المهل الداهمة.