IMLebanon

خلاف وزاري حول انضمام لبنان الى الجبهة الدولية لمحاربة «داعش»

خلاف وزاري حول انضمام لبنان الى الجبهة الدولية لمحاربة «داعش»

السبب : ابعاد سوريا وايران وروسيا عن الحلف انشأ الخلاف

لبنان تخطى الفتنة المذهبية والاوضاع عادت الى مجاريها في البقاع

يبدو ان لبنان امام خلاف وزاري في شأن اشتراكه في الجبهة الدولية التي ترأسها واشنطن لمحاربة «داعش»، بسبب استبعاد واشنطن لسوريا من الجبهة الدولية وكذلك ايران وروسيا، وبانتظار معرفة مضمون كلمة الرئيس الاميركي باراك أوباما صباح اليوم في ذكرى 11 ايلول عن احتمال قيام الطائرات الاميركية بضرب مواقع «داعش» في سوريا، فان وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف اعلن ان روسيا لن تقبل ان تقوم طائرات في الحلف الاطلسي او الجبهة الدولية بضرب مواقع في سوريا تحت حجة محاربة «داعش» ومعالجة ازمة العراق.

فريق 8 آذار، وبالتحديد «حزب الله» وحركة «امل» لن يقبلا الاشتراك بالجبهة الدولية بعدما تم استبعاد سوريا وايران، وهذا ما اعلنه وزير خارجية اميركا جون كيري. كما ان مصدراً اميركياً قال لمحطة C.N.N الاميركية ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ارسل الى الكونغرس رسالة يطلب فيها ميزانية مالية لتدريب ما سماه المعارضة السورية المعتدلة وتسليحها بالاسلحة الاميركية والغربية كي يترافق ذلك مع قصف الطائرات الاميركية لمراكز «داعش» في سوريا، واذا هزمت «داعش» في العراق، ستنسحب الى سوريا والى حدود القلمون والى الحدود اللبنانية – السورية وسيشكل ذلك خطراً على لبنان.

كما ان هنالك تهديدات من «داعش» في حال اشتراك لبنان بالجبهة الدولية فانها ستنفذ عمليات انتحارية وعسكرية على الساحة اللبنانية، وهذا الامر يجعل لبنان في عمق الازمة الكبرى، ولذلك ورغم اشتراك وزير خارجية لبنان جبران باسيل في اجتماع جدة اليوم، لكن لم يعرف بعد ما اذا كان لبنان سيشارك في اجتماع باريس في 15 ايلول الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من اجل تحديد الجبهة الدولية لمحاربة «داعش».

واشنطن وباريس ترغبان في ان ينضم لبنان الى الجبهة الدولية لمحاربة داعش، لكن على الارجح فان مجلس الوزراء سينقسم عند اتخاذ القرار بشأن الجبهة الدولية، وطالما ان اي قرار يجب اتخاذه بالاجماع فان لبنان لن يستطيع الاشتراك في الجبهة الدولية التي تترأسها واشنطن للحرب على «داعش» في العراق وسوريا ولبنان.

ثم انه اذا قررت الطائرات الاميركية قصف مراكز «داعش» في جرود القلمون وعرسال فانها ستستخدم الاجواء اللبنانية وهو ما ترفضه اطراف داخل الحكومة وسيؤدي الى انقسام وزاري داخل مجلس الوزراء وتهديد وحدته.

الاوضاع في البقاع

على صعيد اخر، تراجعت اجواء التوتر في «البقاع» وتراجعت حدة الاحتقان الطائفي والمذهبي بعد الافراج عن ايمن صوان وفتح الطرقات، والاجراءات الحازمة للجيش مما ادى الى تخطي لبنان الفتنة المذهبية وعادت الاوضاع الى طبيعتها في ظل فتح الطرقات وازالة التشنجات.

اتصالات بين حزب الله – المستقبل

وكشفت مصادر سياسية عن وجود اتصالات بين قيادات في حزب الله وتيار المستقبل بشكل مباشر وبالواسطة عبر وزير الداخلية نهاد المشنوق، وان هذه الاتصالات ساهمت الى حد بعيد في تهدئة الاجواء في البقاع، ومنع الانزلاق الى الفتنة وتقديم كل الدعم للجيش وقوى الامن الداخلي للقيام بكل الخطوات في البقاع لضبط الامن، وان هذه الاتصالات ساهمت في عدم تأزيم الاوضاع وسحب المسلحين من الشوارع، وان حزب الله قام بتهدئة الشارع وقام باتصالات مع عشائر بعلبك واهالي المخطوفين العسكريين وادى ذلك الى ضبط الشارع البقاعي، رغم سعي جهات متضررة الى تعميم الفوضى وبث شائعات.

واكدت مصادر مقربة من حزب الله ان قيادة الحزب نظرت بايجابية الى البيان الاخير لكتلة المستقبل الذي ترأسه النائب سمير الجسر وما ورد فيه من دعوات للتهدئة وضرب الفتنة والاشادة بانجاز الجيش اللبناني بكشف الجهاز الاسرائيلي في عدلون

خلية الازمة كلفت الجيش باتخاذ كل الخطوات

وعلم ان اجتماع خلية الازمة اعطى الضوء الاخضر لقائد الجيش العماد جان قهوجي لاتخاذ الخطوات الذي يراها مناسبة لتثبيت الوضع الامني في البلاد وتحديداً في جرود عرسال حيث عزز الجيش مواقعه بالسلاح الثقيل. كما نشر نقاطا جديدة بين عرسال وجرودها واصبح متحكماً بكل مفاصل المعابر بين عرسال والجرود. كما دفع الجيش بتعزيزات الى عرسال من «نخبة» فرق الجيش اللبناني وتحديداً الى تلة الحصن.

تحركات اهالي المخطوفين العسكريين

اما على صعيد تحركات اهالي المخطوفين العسكريين «فان الاهالي واثناء اجتماعهم مع الرئيس تمام سلام وخلية الازمة في السراي الحكومي لم يلمسوا اي جديد في موضوع الافراج عن ابنائهم سوى تأكيد الرئيس سلام «ان هذا الملف هو شغله الشاغل» لكنه لم يبلغهم اي اجراء تنفيذي، ولذلك عمدوا أمس وتحديداً اهالي العسكريين في عكار والشمال على اعلان اعتصام مفتوح في ساحة رياض الصلح ونصبوا خيمة على ان ينضم اليهم اهالي بقية العسكريين اليوم، ولن يرفعوا اعتصامهم حتى الافراج عن اولادهم.

واكدت مصادر موثوقة لـ«الديار» ان الرئيس تمام سلام سيتوجه الى قطر نهار الاحد للقاء المسؤولين القطريين للبحث في هذا الملف، بعد ان بدأ مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم جهوده واتصالاته للافراج عن المخطوفين، وكان قد زار تركيا منذ اسبوعين واستكمل جهوده بزيارة قطر وهو يتابع مهامه بالتنسيق مع خلية الازمة، فيما يواصل الموفد القطري السوري الجنسية اتصالاته مع الارهابيين في جرود عرسال ويتولى نقل شروط هؤلاء الى الدولة التي تصر على التفاوض غير المباشر مع الارهابيين.

على صعيد آخر، رفع اهالي المخطوفين العسكريين في رياض الصلح يافطتين الاولى تضمنت «ماذا كان يفعل وليد جنبلاط لو كان تيمور اسيرا؟ وماذا كان يفعل العماد عون لو كان جبران باسيل اسيرا؟ وقد رد العماد عون على هذا الكلام بتغريدة عبر تويتر «انا اقول، اسألوني ماذا كنت فعلت لو انني في موقع المسؤولية، عندها ينتفي اي حاجة للسؤال الاول» اما الوزير نهاد المشنوق فشدد على ان قضية اهالي المخطوفين العسكريين يقوم بمتابعتها اللواء عباس ابراهيم مشيراً الى ان الوضع الامني تحت السيطرة وهناك قرار سياسي لدى جميع الاطراف بمنع الانزلاق الى الفتنة.

لقاء قريب بين بري والسنيورة

وعلم في السياق السياسي ان هناك توجها لحصول لقاء بين الرئيس بري ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة خلال وقت قريب بعد عودة الرجلين الى بيروت، بهدف التشاور في امكانية اعادة تفعيل عمل مجلس النواب، واستطراداً مسار الامور بما يتعلق بالتمديد لمجلس النواب وكذلك التشاور في بعض المسائل المعيشية والمالية خاصة سلسلة الرتب وقضية اليوروبوند. وقالت ان الجميع بات محشوراً مع انتهاء مهلة الترشح للانتخابات النيابية في 16 الحالي، وبالتالي فلا بد من تلاقي الكتل النيابية على مخارج تحول دون تمدد الفراغ الى مجلس النواب.

اسلحة اميركية للجيش

على صعيد آخر، في حضور عدد من ضباط الجيش ومن مكتب التعاون الدفاعي الاميركي في لبنان، تسلم اللواء اللوجستي عبر مطار رفيق الحريري الدولي كمية من الاسلحة والذخائر المختلفة. وتأتي هذه الدفعة الجديدة ضمن اطار برنامج المساعدات الاميركية المقررة للجيش اللبناني، والالتزامات والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

وقالت مصادر امنية لبنانية ان الاسلحة التي تسلمها الجيش من الاميركيين التي هي كناية عن اسلحة متوسطة وخفيفة ومعدات لوجستية اخرى، بعد ان كانت الدفعة السابقة تضمنت اسلحة ثقيلة. واشارت الى ان هناك دفعات اخرى ستصل الى الجيش في الاسابيع القليلة المقبلة.

واوضحت المصادر حول مصير المنحتين السعوديتين لتسليح الجيش ان منحه المليار دولار كان جرى البحث بها مع القيادة التي رفعت لائحة بمتطلبات الجيش، لكن حتى الآن لم تبلغ بأي شيء عن ذلك. واضافت: اما بخصوص منحة الثلاث مليارات فالامور غير واضحة.

لكن مصادر في 14 اذار اشارت الى ان موضوع منحة المليار دولار تسير في الاطار التنفيذي لكن هناك اموراً تقنية وادارية تحتاج لبعض الوقت كما ان الاسلحة المطلوبة هي اسلحة حديثة والعناصر العسكري التي تستخدمها تحتاج الى تدريب. لكنها قالت ان بت الامور الادارية والتقنية لها علاقة بالحكومة والسلطة السياسية.