IMLebanon

خلايا الغرب النائم اخطر؟!

 

حسم اجتماع  خلية الازمة الاخير موضوع المخطوفين من عناصر وقوى الامن الداخلي الذين وصفهم بيان الاجتماع بــ المفقودين» مع علم الجميع اين هم ومن خطفهم ومن يحتجزهم وكيف ولماذا؟ وهذه الاسئلة مقرونة بعلامات الاستغراب لا تزال مجال الاخذ والرد لدى الجميع، باستثناء من قال عن المخطوفين انهم «مفقودون» ربما على امل ان تنفرج ويعثر عليهم من يهمه امر فقدهم قبل ان تتطور امور هؤلاء باتجاه الاسوأ، بما في ذلك «العثور عليهم بصحة مشكوك فيها»؟!

لذا، ليس المهم ان يبقى الجنود وعناصر قوى الامن الداخلي مفقودين، حيث لا امل واضحا بالنسبة الى استعادة هؤلاء وهم على قيد الحياة، جراء ما يعانون منه بين ايدي من يحتجزهم بقوة السلاح والغوغاء وسوى ذلك من خروج على القانون وتحت سمع وبصر الدولة التي لم تعرف ماذا تفعل لاستردادهم ومعرفة كيف خطف هؤلاء وما هي ظروف افتقادهم بين ليلة وضحاها ومن ذا الذي فرط بهم بذريعة تعقيدات تواجدهم في اماكن ليس من مجال للوصول اليها (…) بحسب ما ادعاه المسؤولون عنهم؟!

ان الخوض في مثل هذا الموضوع الحساس والحذر، لا شك يدعو الى الاستغراب، لا سيما ان حياة «هؤلاء المفقودين» مرهونة بمزاجية مسلحين لا يعرفون معنى لحياة الانسان كائنا من كان من ضمن خروجهم على الاصول والمعتقد والقانون، والا لا معنى لما يرتكبونه من مجازر بحق الذي يختلف عنهم في الدين حيث لهم دينهم الخاص وايمانهم الاكثر خصوصية، وحيث لا مجال للوقوف في وجه اندفاعتهم المذهبية التي لا سابقة لها؟!

من هنا بالذات يبقى تصرف الدولة مع هؤلاء على شيء من الاستخفاف، ليس لان هناك «مفقودين» بل لان هؤلاء الغوغاء لم يتورعوا عن ارتكاب ما يرونه من مصلحتهم بل من «حقهم الالهي» والادلة على ذلك اكثر من ان تحصى، قياسا على ما قاموا به في عدد من المدن والمناطق في كل من سوريا والعراق حيث ابادوا الالاف ممن صادف وجودهم في طريقهم لتحقيق دولتهم الموعودة؟!

القديم – الجديد في هذا المجال ما صدر عن الولايات المتحدة الاميركية ودول كبرى كشفت معلومات على جانب كبير من الاهمية عن مئات بل الاف من الخوارج غادروها الى كل من العراق وسوريا سعيا وراء انشاء دولتهم الموعودة من غير ان يصدر عن الدول المشار اليها ما يؤكد ماهية الاجراءات التي اتخذتها بحق من كانت تعرف انتماءاتهم خصوصا ان هناك اسماء وعناوين ومعلومات لا يرقى اليها الشك، ما يعزز الاعتقاد ان هؤلاء  كانت اهدافهم معروفة بمستوى ما هم عليه من استعداد للانتماء الى عصابات مسلحة، فيما هناك من يجزم بأن اختراع «داعش»  ليس بعيدا عن الاميركيين بحسب ما فعلته  واشنطن يوم اخترعت حركة «طالبان» لمحاربة الروس في افغانستان قبل ان تنقلب طالبان عليهم؟!

وما يقال عن «داعش» و «النصرة» لا بد وان يقال عن كل ما لف لفهم بعدما اثبتت التجارب ان هؤلاء لم يبصروا النور بين ليلة وضحاها ليتحولوا الى قوة ضاربة قادرة على ازهاق ارواح جيوش وقبائل وتنظيمات حزبية مثل ما هو قائم في كل من سوريا والعراق وليس من يستبعد ان تتطور داعش لتصل الى ابعد مما هي عليه الان مع «النصرة» ومع جحافل من الخوارج الاخرين الذين لا يقلون عن الاثنين من خروج على المألوف مع بعض الاوجه السلبية لدى بعض الانظمة والحكومات؟!

المؤكد ان لا مجال للتحامل على الاميركيين والاوروبيين  لمجرد انهم عددوا ما خرجوا من مجرمين وقتلة وارسلوهم الى العراق وسوريا والى جانب من لبنان مما نعانيه الامرين من بعض هؤلاء الخوارج (…) اما التحامل الواجب علينا اخذه على الاميركيين والاوربيين فهو سؤالهم عما يؤخرهم عن مساعدتنا في مكافحة هذا الوباء الذي يكاد يلغى الاف السنين من الحضارة والعلم والمعرفة التي لم نعرفها الا بعدما قاربت على الضياع!!

وفي هذا المجال ايضا لا بد من استعادة ذكريات بعض الحكام العرب الذين فتكوا بابناء دولهم وفي مقدم هؤلاء العقيد الليبي معمر القذافي والرئيس العراقي صدام حسين والرئيس اليمني على عبد الله صالح من غير ان ننسى ما حفلت به الثورة على نظام بشار الاسد من مذابح وابادات كرمى لعين النظام والرئاسة، اضافة الى ما حصل في دول اخرى تحت عنوان «الربيع العربي» وكلها مناطق ساعدت وتساعد على تحريك  الخلايا النائمة لتنظيم داعش وغيره، فيما المهم ان لا يبقى الشعب العربي نائما ليسمح للغوغاء بوضع اليد على حضارة وتراث وتاريخ من عمر التاريخ والحضارة والتراث؟!