لا شك في أننا نعيش اليوم أياماً صعبة جداً خصوصاً بسبب الخلاف الكبير المزمن الناشب بين الزعماء المسيحيين.
إنطلاقاً من هذا أرى أنّ مهمّة صاحب الغبطة نيافة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أصبحت أكثر من ضرورة في هذا السياق خصوصاً أنّه الوحيد الذي يستطيع أن يجمع المسيحيين ويحذرهم جميعاً من خطورة الأزمة وتداعياتها على اللبنانيين عموماً وعلى المسيحيين بالذات.
صحيح أنّ الجنرال ميشال عون عنده طموح لأن يكون رئيساً للجمهورية، وهذا الطموح حق مشروع… ولكن إن لم يحصل ذلك، فهل هذه نهاية الدنيا؟!.
أظن أنّ اللحظة التاريخية تقتضي أن يغيّر الجنرال عون رأيه فيستطيع هنا أن يكون صانعاً للرؤساء، بدلاً من أن يكون رئيساً، وهو ما ليس متيسّراً.
أمّا الدكتور سمير جعجع فنستطيع أن نقول إنّه بدأ بخطوة إيجابية عندما قال لا مانع من مرشح يحقق المشروع الذي تقدّم به، فهو مستعد لأن يسحب ترشحه لمثل هذا المرشح.
وهناك مرشحون معتدلون عدة يمكن أن يحصل توافق حول كل منهم… طبعاً إذا توافر حسن النية.
من هنا، فالمرحلة المقبلة، حسب ما أرى، هي في المشكلة السورية وانعكاسها على لبنان مع بلوغ أعداد النازحين السوريين الى لبنان نحواً من 27 في المئة نسبة الى عديد اللبنانيين…
والنقطة الثانية ما يجري في العالم العربي وانعكاساته على لبنان… خصوصاً هذا اللاإستقرار الكبير من اليمن الى سوريا مروراً بالعراق، وبمصر أيضاً.
ويمكن هنا أن نتحدّث كما قال سياسي، وهو مسؤول بارز، عن ثلاثة مرشحين يصلحون للمرحلة، ولكن على قاعدة المهمة التي ستكون مطلوبة من الرئيس ومنوطة به.
فإذا كان الدور المطلوب لرئيس يدير الأزمة ويراعي فيها حدود التطوّرات العربية إنطلاقاً من المساعي الإقليمية والدولية حول منطقتنا، فهناك مرشح معروف بقدرته في هذا السياق وإن كان يشكو من ثغرة في الشعبية المسيحية، ولكن يمكنه أن يكون مقبولاً خصوصاً إذا حصل على تغطية من زعامة مسيحية كبرى.
أمّا إذا كان الدور المطلوب لرئيس يواجه التحدّيات الاقتصادية ويحافظ على العملة الوطنية… فالشخص موجود أيضاً… ومعروف.
وأمّا إذا كان الدور المطلوب هو أمنياً محضاً، بمعنى أنّ الأفضلية فيه للأمن… فالمرشح هو أيضاً حاضر.