IMLebanon

“داعش” تحيي جنيف – ١؟

كل الطرق والافكار ومشاريع المبادرات لاجتراح حل ينهي الازمة السورية سياسيا تؤدي الى نتيجة واحدة: تنحية رئيس النظام السوري ومعه البطانة القريبة منه ومغادرتهم البلاد الى المنفى بالتزامن مع حلول فترة انتقالية تتجمع فيها الصلاحيات التنفيذية في اطار حكومة انتقالية تتشكل من ثلاثة اطراف متساوين، المعارضة الممثلة للمعتدلين واللجان الشعبية المنتشرة في المناطق، ومن أركان في النظام السابق من غير الذين تورطوا مباشرة في أعمال القتل والتعذيب، أما الطرف الثالث فالمستقلون الذين آثروا البقاء على الحياد بعدما كانوا من اركان النظام سابقا وخرجوا عنه من دون ان ينخرطوا في المعارضة من الناحية العملية. وبناء على ما تقدم يتم تداول عدد من الاسماء في الداخل والخارج كمرشحين لتولي الامور خلال المرحلة الانتقالية. وهذا معناه ان ورقة “جنيف -١” التي نقضها الايرانيون والروس على أرض الواقع لا تزال الأساس الصالح لتقصير أمد الحرب في سوريا بإنهاء الازمة سياسياً.

لماذا هذا الحديث الآن؟ لأن ظاهرة “الدولة الاسلامية في العراق والشام” قلبت المعادلات في المنطقة، وجعلت المستحيل ممكنا من خلال قيام “تحالف” دولي – اقليمي يضم الخصوم وان يكن لكل طرف اهدافه الخاصة.

ليس هنا مجال رسم صورة “تحالف الاضداد”، ولكن يكفي النظر الى المشهد في كردستان العراق حيث يتقاطع الاميركي والاسرائيلي مع الايراني وقسم من الخليجيين والمصري، لقد اضحت اربيل مختبرا لمشهد لافت جدا على هذا الصعيد.

وحتى الآن لم تفلح المساعي الديبلوماسية في تحقيق اختراق في جدار الحرب في سوريا، لكن كان لافتا جدا ان تتقاطع الحرب ضد “الدولة الاسلامية في العراق والشام” مع انطلاق حراك مصري في اتجاه المسألة السورية، بالتشاور مع السعوديين، وباطلاع روسي من بعيد، من دون ان يكون الاميركيون غرباء عنه من خلال البوابة السعودية. وقد اطلق المصريون جولة مشاورات واسعة هدفها احياء “جنيف -١” ان لم يكن بنصه الحرفي فبروحيته التي تقوم اساسا على تنحية بشار الاسد عملياً.

وتعزز الحراك المصري عناصر عدة يمكن التوقف عندها:

١ – مواقف حاسمة من واشنطن وباريس ترفض فكرة التعاون مع نظام بشار الاسد في المعركة ضد “داعش”.

٢ – عودة الحرارة الى العلاقات المصرية – التركية، والسعودية – التركية وحديث عن أفكار لحل مشكلة “الاخوان المسلمين” في مصر.

٣ – يدرك اطراف المنطقة ان الواقع السوري يمكن اختصاره بالآتي: على المدى القصير والمتوسط لا المعارضة ولا النظام قادران على الحسم. في المدى الابعد يبقى النظام عاجزاً عن الانتصار اما المعارضة فهي قادرة على الانتصار اذا تم تجميعها ودعمها.

لا بد إذاً من مراقبة التحرك المصري!