IMLebanon

«داعش» في خطاب نصر الله!

 

يغيب عن بال السيد حسن نصر الله أنه يُدين «حزب الله» في لبنان، حين يُسهب في إدانة ممارسات «داعش» و«النصرة» بحق «الديموقراطية» في سوريا، حيث لا خيار إلا انتخاب المجرم بشار الأسد أو الموت، تماماً كما هي الديموقراطية بنظر «حزب الله» في لبنان، حيث لا خيار إلا انتخاب من يريده «حزب الله» أو الفوضى!

رُبّ سائل: كيف يمكن لنصر الله أن يكون «ديموقراطياً» يدعو الى انتخاب رئيس في سوريا على قاعدة «الأسد أو لا أحد»، وأن يكون في الوقت عينه «داعشياً» في منع انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية؟!

ما سبق ذكره ليس إلا مثالاً بسيطاً على «التناقض» الذي تتسم به كل خطابات نصر الله «الداعشية»، والقائمة على «تقديس الذات» في مقابل «شيطنة الخصم».

أما «التواضع» الذي تحدّث عنه، فلا شك أنه «شنق حاله». سبحان «التواضع» الذي نزل فجأة على «السيد» كـ«الوحي»، وأملى عليه، بعد أن حل الفراغ في سدة الرئاسة، أن يتبرأ من كل «مواصفات الرئيس العتيد»، بعد أن واظب نواب «حزب الله» وقياداته على تردادها كـ«اللازمة»، لزوم الوصول إلى الفراغ المنشود، من «الرئيس المقاوم» إلى «الحامي للمقاومة»، حتى أوحوا لجمهورهم أن أي رئيس لا يتمتع بهذه الصفات، إنما هو «رئيس إسرائيلي»!

غنيّ عن القول إنه إذا كان نصر الله يريد من الرئيس العتيد «شبراً»، فالأخير يريد منه «متراً»، وفق منطق «حزب الله» وليس وفق أي منطق آخر.

فمن يريد «رئيساً لا يطعن المقاومة في ظهرها»، كما يطالب نصر الله، عليه أن ينتظر رئيساً لا يريد أن تطعن المقاومة اللبنانيين في ظهورهم، ولا أن توجه سلاحها إلى صدورهم، كما فعلت في «7 أيار».

ومن يريد «رئيساً لا يتآمر على المقاومة»، كما يقول نصر الله، عليه أن ينتظر رئيساً لا يريد أن تتآمر المقاومة على «الوحدة الوطنية»، كما فعلت في إسقاط حكومة «الوحدة الوطنية» برئاسة الرئيس سعد الحريري.

ومن يريد «رئيساً يثبت على موقفه من المقاومة»، كما يناشد نصر الله، عليه أن يتوقع رئيساً يريد أن تثبت المقاومة على موقفها من «إعلان بعبدا» الذي وافقت عليه لـ«حماية لبنان»، ثم اعتبرته «حبراً على ورق» لـ«إشعال لبنان»، وارتكاب كل الموبقات في سوريا، دفاعاً عن إجرام بشار الأسد.

بهذا المعنى، يبدو واضحاً أن الرئيس ميشال سليمان لم يطعن المقاومة في ظهرها، ولم يتآمر عليها، ولم يُغير موقفه منها، كما حاول نصر الله أن يوحي، إنما هي من فعلت كل هذه الأمور، «بكل فخر واعتزاز»، لأنها باختصار لم تعد مقاومة «تحمي الدولة والشعب والوطن والكيان والسيادة والأمة والشرف»، كما قال نصر الله، إنما باتت «مقاولة» تتاجر بالدولة والشعب والوطن… والشرف!

في المحصلة، بدا نصر الله في 25 أيار 2014، على عكس سليمان الذي بدا كبيراً، رافضاً «التمديد»، قبل أن يرفضه «حزب الله»، كي لا يبقى بـ«خجل» يمننه به «حزب الله» كما دخل بعد أحداث 7 أيار، وكي يرحل بـ«فخر» لا منة لـ«حزب الله» فيه أبداً.