IMLebanon

«داعش» قد تستبدل الفنادق بشقق في مناطق مسيحيّة ودرزيّة!! هل تغيّر التنظيمات الإرهابيّة تكتيكها بالانتقال الى حروب الانفاق؟

اذا كانت الدول المتقدمة قد عملت على حل مشكلة ازدحام السير باستخدام مترو الانفاق في معظم العواصم الغربية، وربطت بين بعضها بواسطتها ايضا كما نفق عبر المانش الذي وصل فرنسا ببريطانيا، فان للانفاق في الشرق الاوسط استخدامات اخرى معظمها يصب في لعبة صناعة (الحروب)، حيث نجحت هذه الانفاق وبحسب مصادر مواكبة بحماية الكثيرين من المقاتلين من الغارات الجوية والقصف المدفعي، ويأتي في طليعتها المجريات اللبنانية منذ انتقال «الثورة الفلسطينية» من الاردن اثر حادث ايلول 1970 الذي عرف «بايلول الاسود» فإن لبنان بعد المعارك العسكرية بين الجيش الاردني والثورة الفلسطينية آنذاك والتي كانت نتائجها هزيمة «الثورة» وترحيلها الى لبنان واقتطاع ارض لها في العرقوب عرفت بـ«فتح لاند» وتكريسها «باتفاق القاهرة» الذي ادى كما هو معروف الى الطوفان الفلسطيني خارج المخيمات واستباحته 80% من الارض اللبنانية في الحروب الاهلية العبثية.

ومع تحول لبنان نقطة انطلاق للثورة الفلسطينية في الصراع العربي الاسرائيلي تضيف المصادر قام الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بتحويل بعض المخيمات الى معاقل وبناء شبكة من الانفاق لحماية مقاتليه من الغارات الاسرائيلية، يأتي في طليعتها «مخيم نهر البارد» الذي احتوى على شبكة من الانفاق العنكبوتية لا احد يعرف اين تبدأ واين تنتهي، وقد لعبت هذه الانفاق دورا بارزا في المعارك التي خاضها الجيش اللبناني في محاربة عناصر تنظيم «فتح الاسلام» عام 2007 بعد نجاح شاكر العبسي بخطف المخيم واعلانه امارة اسلامية. ولعل اللافت انه منذ فترة وجيزة سرت شائعات عن وجود انفاق تمر تحت الضاحية وهي شبكة انفاق حفرها «ابو عمار» ابان الاجتياح الاسرائيلي في الثمانينات تم استخدامها لاغراض عسكرية وربطت مخيمات بيروت بعضها ببعض حسب مصادر تؤكد وجودها ومصادر اخرى تنفي ذلك.

وتشير المصادر الى ان الاشهر في هذا المجال انفاق تلال الناعمة حيث تتواجد مجموعات للجبهة الشعبية – القيادة العامة التابعة لاحمد جبريل. ولقد لعبت الانفاق التي ربطت الحدود المصرية برفح دوراً بارزاً في اسقاط الحصار الذي فرضته اسرائيل على قطاع غزة، كما ان فعالية حفر الانفاق لاستخدامات عسكرية فقد برزت جلياً في المواجهات بين الجيش السوري والتكفيريين في معارك القلمون السورية، بعد اكتشاف انفاق في مدينة القصير وبعض البلدات التي تم تطهيرها من المسلحين. ولعل اشهر العمليات الارهابية تمثلت بالانفاق التي حفرتها جماعات «النصرة» وغيرها من التنظيمات الاسلامية المتطرفة تحت فندق الكارلتون التاريخي والاقدام على نسفه، وكذلك الامر في «وادي الضيف» حيث فجر نفق حفر تحت قاعدة عسكرية للجيش السوري وشكل ما يشبه الزلزال.

وتقول المصادر ان مخيم «عين الحلوة» الذي يشكل معقلاً لبعض التنظيمات التكفيرية وفي طليعتها «كتائب عبدالله عزام»، يحتوي على شبكة من الانفاق تربط الاحياء التي يسيطر عليها المتطرفون بعضها ببعض لاستخدامها في المعارك بينها وبين اخصامها في داخل المخيم، وربما من اخطر التكتيكات العسكرية نقل المعركة من فوق الارض الى ما تحتها، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول امكانية استخدام هذا الاسلوب على الساحة المحلية من قبل المتطرفين وشذاذ الآفاق كما يحصل في المجريات السورية، لا سيما ان الاجهزة الامنية اللبنانية لا تغفل العين عن لجوء الارهابيين الى تغيير اساليب العمليات الانتحارية من تفجير السيارات المفخخة عن بعد، ومن ثم اللجوء الى استخدام انتحاريين، ولا تسقط الاجهزة من حساباتها ان يتم تغيير اسلوب اقامة الارهابيين الوافدين اثر المداهمات التي طاولت الفنادق في العاصمة، وذلك باللجوء الى استئجار شقق لاستضافتهم بعيدة عن الشبهات، او استعارة منازل لبعض من البيئة الحاضنة. ويرجح المراقبون ان يلجأ مضيفوهم المؤقتون الى استئجار «شاليهات» وشقق في مناطق بعيدة عن الصبغة المذهبية اي في المناطق المسيحية والدرزية لابعاد الظنون وتسهيلاً لعملياتهم الاجرامية، لا سيما ان المفاجأة في مثل هذا الامر تمثلت بلجوء الشيخ عمر بكري فتسق لدى فراره من الاجهزة الامنية الى مدينة عاليه والسكن فيها قبل القاء القبض عليه.