انقضت الجلسة السابعة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية كمصير سابقاتها بالفشل الحتمي على خلفيات الانقسام الداخلي الحاد وعدم التوافق الاقليمي وهذا العنصر الاخير يبدو ان مساحة اتساعه قد تباعدت الى الحد الاقصى مع تبادل الاتهامات العراقية المقربة من ايران للمملكة العربية السعودية بدعم داعش في السيطرة على جزء هام من شمالي العراقي. وهكذا تنتقل اوساط نيابية من الحديث والتركيز على انتخاب الرئيس الجديد الى المعطيات الامنية التي تكونت مؤخرا حول نية اعادة مسلسل الاغتيالات السياسية والتفجيرات الامنية. وتكشفت هذه الاوساطعن اجتماع عقد في مخيم عين الحلوة في صيدا لكتائب عبد الله عزام وبعض المجموعات الاصولية تم خلاله وضع خطط لاعادة العمليات الانتحارية والتفجيرات في كافة المناطق اللبنانية بالتنسيق مع «داعش» التي اعطت نفسا قويا لهذه المجموعات، ويمكن تفسير الاجراءات الصارمة التي اتخذها الجيش اللبناني في محيط عين الحلوة واستحداث مواقع جديدة له على اطراف المخيم تحسبا لاية خطوات تصعيدية من هذه العناصر.
وتقول هذه الاوساط، ان ما حصل في محيط المستشفيات في الضاحية الجنوبية كان اجراء تحذيرياً بعد ورود معلومات امنية متقاطعة واستجواب احد الاشخاص الذي يملك معطيات على قدر واسع من الاهمية من حيث تحديد اهداف عسكرية ومدنية وطبية للقيام بتفجيرات متتالية في مختلف المناطق اللبنانية وخصوصا الحشود التي تتجمع من اجل حضور مباريات المونديال الكروي في البرازيل. وحددت هذه الاوساط سلسلة من الوقائع التي تؤكد حضور فصائل من الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في بعض المناطق اللبنانية وفق التالي:
1- دخول عناصر من «داعش» الى بلدة رأس بعلبك واختطاف احد الشبان من البلدة وسوقه الى الداخل السوري ولم يعثر عليه حتى الساعة وهذا ما يكن اعتباره حسب هذه الاوساط صورة اولية عن امكانية هذا التنظيم و«بروفه» لما يستطيع القيام به خصوصا بعد اعتباره اكبر تنظيم ارهابي متمول في العالم والذي سرق من اموال مصارف الموصل اكثر من 482 مليون دولار، بالاضافة الى بيعه يوميا بما يقارب العشرة ملايين دولار من النفط في دير الزور في سوريا.
2- عودة اعمال العنف الى مناطق القلمون بعد تصدي الجيش السوري لجماعات من «داعش» وتنظيمات اخرى خصوصا في بلدة رنكوس والتي سيطر عليها حزب الله والجيش السوري منذ فترة بعيدة وهذا ما يفسر ان لهذا التنظيم ايادي طويلة باستطاعتها ان تطال اماكن بعيدة عن تواجده.
3- مقتل قائد لواء الغرباء يوم اول من امس على يد الجيش السوري في المنطقة الحدودية ما بين لبنان وسوريا مما يعطي لعناصر هذا اللواء اسباباً للانتقام ان كان في سوريا او لبنان.
4- كلام واضح من قبل وزير الداخلية نهاد المشنوق والذي حذر فيه اصحاب اللحى وبعض اهالي عرسال من التلاعب بالامن او ايواء المسلحين.
5- ارتفاع وتيرة الاستنفار لدى الجيش اللبناني على جميع الاراضي اللبنانية وخصوصا بالقرب من المخيمات كافة.
6- اعلن حزب الله الاستنفار العام ليس رد اعلى معلومات استهداف لمستشفيات فحسب انما على خلفية ما قامت به «داعش» في العراق وتداعياته على الحزب.
7- بخلاف ما تم اعلانه عن توقيف اشخاص سوريين وفلسطينيين وعددهم سبعة فان مصادر امنية ذات صلة بالتحقيقات اكدت ان لا احد موقوف لا سوري ولا فلسطيني.
ازاء ما تقدم حذرت هذه الاوساط من ان تقدم «داعش» في العراق سوف تتقدم معه الخلايا النائمة في المناطق اللبنانية وهي لا تستبعد اي سيناريو يمكن ان تقوم به من خلال سلسلة من التفجيرات الانتحارية في منطقة ما يتبعها احتلال لها لبعض الوقت كي تبرهن انها قادرة على العمل في «دولتها» ومنها لبنان متى شاءت واينما حلت، فالمال والرجال والدعم الاقليمي لهذه المنظمة قائم على خليفة التناحر السعودي – الايراني.