IMLebanon

دقت ساعة الحقيقة

لا تكفي عبارات الإدانة للتفجيرين الأخيرين اللذين تلاحقا بين ضهر البيدر والطيونة على أبواب الضاحية الجنوبية.

 

صحيح أنّ هذا التفجير وقع في الضاحية حيث الهوية عموماً معروفة والسكان معروفون انتماءً وأكثرية… إلاّ أنّه تفجير يحدث في لبنان كله يطاول اللبنانيين جميعاً.

فليس هناك من منطقة في لبنان إلاّ وتمثّل الواقع الديموغرافي اللبناني من اختلاف سكاني كامل… حيث يوجد المسلم والمسيحي، والسني والشيعي والدرزي والماروني والارثوذكسي والكاثوليكي والخ… مما يزخر به هذا الوطن من تنوّع وتعدّد في إطار وحدة الشعب.

لذلك فالجرح مشترك كما الفرح يجب أن يكون مشتركاً.

وعندما كنا نطالب بعدم تدخّل «حزب الله» في سوريا كانوا يروّجون لهذا التدخّل، ويخترعون «الأسباب الموجبة» لتبريره… بل انهم اعتمدوا كثيراً على الذريعة المذهبية بادّعاء التوجّه المسلح الى سوريا والإنخراط في أحداثها بدعوى الدفاع عن المقامات الشيعية في الست زينب وسواها.

واليوم نقول ما قلناه أمس وما سنقوله غداً من أنّ هذا التدخّل خطأ، ولا يقلل من هذا الخطأ كل كلام يقوله سماحة الأمين العام السيّد حسن نصرالله، وما يردّده نائبه الشيخ نعيم قاسم وكذلك رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وسائر وزراء ونواب وقياديّي وكوادر الحزب، ولقد قال هؤلاء جميعاً إنّهم أوقفوا الإرهاب في لبنان بتدخّلهم في سوريا… والواقع أنّ ما يقولون إنّه إرهاب (وهو كذلك بلا شك فلا تبرير للانتحاريين وللسيارات المفخخة) لم يتفاقم إلاّ بعد تدخّلهم في سوريا، وهو أيضاً لن يتوقّف إلاّ بإزالة الأسباب… أي بالانسحاب من سوريا.

وفي تقديرنا أنّ مصلحة الحزب بالذات ومصلحة الشيعة عموماً، ومصلحة لبنان كله أن نحيد جميعنا عن المذهبية والطائفية… وأن ننأى بالنفس فعلاً عن الأزمة السورية… وعندئذٍ سنلمس جميعنا إيجابية ذلك.