IMLebanon

ذكرى 13 حزيران

هذه هي السنة الأولى التي أشعر فيها بارتياح على رغم فداحة الخسارة التي تبقى ماثلة أمامي.. فلقد عرفت فعلاً من قتل طوني فرنجية، كنت أملك شكوكاً… ولكنني تأكدت.

كان الموضوع أساسياً عندي وبنيت عليه سياستي طويلاً… وعندما عرفت الحقيقة شعرت بارتياح نفسي… فقد بحثت طويلاً عمّن ارتكب هذه الجريمة الشنعاء في حق آل فرنجية والرئيس المرحوم سليمان فرنجية شخصياً… وبالذات في حق الشهيد طوني فرنجية وزوجته وطفلتهما.

إنّ هذه الذكرى تعني لي شخصياً… إنّها تؤلمني كثيراً، كان رحمة الله عليه، المرحوم الزعيم طوني بك فرنجية، من أوائل شهداء الحرب اللبنانية وقد دفع ثمن تمسّكه بلبنانيته أولاً وبعروبته ثانياً وأيضاً بصدقه ونزاهته ورجولته…

سبحان الله كأنّنا في الأمس القريب.

ويحضرني الحديث الذي أجريته وصديقي الزميل خليل الخوري مع المرحوم طوني في منزل والده في الرابية الذي كان قد وضعه في تصرّفه المرحوم الشيخ بطرس الخوري.

وأذكر أنّنا في طريقنا إليه واجهتنا يافطات مرفوعة ضد الرئيس فرنجية ونجله الشهيد طوني الذي سألناه عن رأيه بذلك فأجاب: لا تخافوا فلن تصل الأمور الى الكبار.

كان طوني بك يومذاك يقطن في إهدن بعدما دفعته الأحداث والحرب الأهلية الى ترك منزله في طرابلس، وكان ينزل يومياً من إهدن الى بيروت.

وأذكر أنّه كرّر ارتياحه، مضيفاً: الطريق من إهدن الى هنا طويلة، ولو أرادوا بي شراً لفعلوا.

ومع خشيتي عليه، قال إنّه مطمئن، وتحدّث عن القرار 425 مطوّلاً (وهو حديث لا مجال له في هذه العجالة).

وفي هذه المناسبة لا يسعني إلاّ أن أترحّم على شهيد لبنان، شهيد الوطنية وشهيد العروبة…

الإنسان يُذكر دائماً بأعماله… وبهذا نذكره مع السيّدة الفاضلة الشهيدة زوجته والشهيدة الملاك طفلتهما.