IMLebanon

رأس حربة سنّية لاقتلاع “داعش”

في ١٩ آب ذبحت “داعش” الصحافي جيمس فولي، وشكّل شريط الذبح زلزالاً حفر عميقاً في وجدان العالم، لكن باراك اوباما وقف وتحدث عن الجريمة ثم انتقل بعد دقائق ليلعب جولة غولف.

شيء لا يصدّق كيف استطاع؟

الصحافة اعتبرته منفصلاً عن الواقع، لكن اوباما سيحتاج الى شريط دموي جديد هو ذبح ستيفن سوتلوف في اول ايلول، ليكتشف ان “داعش” سرطان يجب القضاء عليه.

الخلاصة ان اوباما الذي سيعلن غداً في ذكرى” غزوة نيويورك” استراتيجيته لمحاربة “داعش” في اطار تحالف بات يضم اربعين دولة، يهرب من الحرب وليس على استعداد لتقديم اكثر من الغارات الجوية، ولن يهبط اي جندي غربي في الميدان، وهذا يعني ان هناك حاجة الى من يقاتل “داعش” والارهابيين واجتثاث “الدولة الاسلامية”.

موقف اوباما يصدم الكثيرين ممن افترضوا ان ذبح الاميركيين سيدفعه الى خوض الحرب بالوكالة عن دول المنطقة، لكنه كان واضحاً عندما قال لشبكة “إن بي سي”، “للمرة الأولى هناك وضوح تام ان مشكلة الدول السنّية في المنطقة، وكثيرون منهم حلفاؤنا، ليست ايران فحسب، وانها ليست مشكلة سنّية – شيعية”.

هذا الكلام قد يربك بعض الدول لكنه في جوهره وعمقه يوفّر فرصة للدول السنّية في المنطقة لاستعادة الاسلام المخطوف على أيدي الارهابيين، الذين يرفعون راية الخلافة ويذبحون اهل السنّة قبل غيرهم من المذاهب الأخرى. وعندما تتحدث واشنطن عن ضرورة قيام البشمركة وقوات الجيش ومقاتلي القبائل السنّية في العراق، وعن دور مستعاد لـ”الجيش السوري الحر” لضرب “داعش” واستئصالها من الموصل الى الرقة، فذلك لا يعني بالضرورة ان على السنّة الآخرين ان يتفرجوا.

ليس كافياً ان تصدر الجامعة العربية بياناً إنشائياً يدعو الى مواجهة المنظمات الارهابية التي تتغوّل في الدول العربية السنّية، كان من المفترض مثلاً تشكيل طلائع ميدانية من دول الجامعة تواكب التحالف الدولي، وتتقدم على الارض لاستئصال “داعش” وإعادة تصحيح صورة الاسلام المخطوف على ايدي السفّاكين.

ايران تستميت للحصول على مقعد متقدّم في التحالف، ويستميت النظام السوري للدخول في التحالف بما يعيد تعويمه، وليس مفاجئاً مسارعة طهران الى تسليح الأكراد والى القيام بغارات جوية على مواقع “داعش” في تخوم الموصل. إنها تريد دوراً يبقيها في موقع الفعالية في العراق وفي سوريا، وانها تخشى انهيار قواعد جسر نفوذها الممتد من مشهد الى صور.

عندما تتحدث اميركا عن دور ميداني مفترض للسعودية والأردن والإمارات فذلك لا يمثل احراجاً بمقدار ما يمثّل فرصة لتشكيل رأس حربة سنّية تتقدم التحالف وتقتلع “داعش” وأخواتها وتستعيد الاسلام المخطوف، وتعيد إرساء موازين القوى الإقليمية المختلّة على قواعد تنهي التدخلات الإقليمية، وهذه فرصة ثمينة.