عن سؤال: هل سيُنتَخب رئيس جديد للبنان ومَن يكون؟ أجاب المسؤول الرفيع نفسه الذي يتابع قضايا الشرق الأوسط في “الإدارة” الأميركية الثالثة إياها، قال: “أنا لا أعرف إذا كان سيُنتخب رئيس أم لا ولكن أقول: يجب انتخاب رئيس وربما يحصل ذلك. طبعاً التمديد للرئيس ميشال سليمان أمر مخالف للدستور. أما إذا كان الحل الوحيد لمنع الفراغ فهل يعارضه أحد؟ ربما “حزب الله” لا يريد التمديد. من يكون الرئيس؟ هل يكون ميشال عون وخصوصاً بعد الذي تردَّد عن تقرُّبه من “تيار المستقبل” وزعيمه سعد الحريري؟ وهل هو على استعداد لقبول القرار الدولي 1701 والقرارات الدولية الأخرى التي يرى “حزب الله” حليفه أنها تستهدفه مع إيران وسوريا؟ إذا كان مستعداً لكل ذلك فليُعلن استعداده. جبران باسيل يريد وزارة الخارجية (حصل عليها) عال، لكن عليه أن ينفِّذ طلبات رئيس الجمهورية ومنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن على سوريا لخرقها الحدود اللبنانية أكثر من مرة. لم يفعل ذلك. من سيكون الرئيس في رأيك”؟ سأل. أجبتُ: حقيقة لا أعرف هناك أسماء عدة مطروحة. أولاً، في تقديري، وقد أكون مخطئاً، أن الرئيس المقبل للبنان لن يكون من فريقي 8 و14 آذار. ثانياً، من الأسماء المطروحة قائد الجيش العماد جان قهوجي، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامه. لكن كلاً منهما يحتاج إلى تعديل دستوري كي يستطيع ترشيح نفسه. فهل يحصل ذلك؟ ومن الأسماء المطروحة أيضاً النائب والوزير السابق جان عبيد. ولا ننسَ أن للبطريرك الماروني مرشحين لم يُعلن عنهم رسمياً، لكنه يؤكد في لقاءاته ومجالسه ميله إلى وصول واحد من بينهم إلى قصر بعبدا.
ثم دار حديث حول خطة أمنية للجيش وقوى الأمن الداخلي في طرابلس فقال معلِّقاً عليها: “إنها جدِّية ومُهمِّة. لكن هل ستُلقي القبض على المطلوبين كلهم، وهل ستكون شاملة أطراف الاشتباكات والمصادمات كلهم؟ المجتمع المدني الذي يرفض أسلوب المتطرفين ويرفض العيش تحت سلطتهم في طرابلس وخارجها أيضاً يجب أن يعبِّر عن رفضه وأن يتحرَّك. فهل يفعل ذلك”؟ علّقتُ: الخطة الأمنية المحدودة الأهداف أو المتواضعة الأهداف والحاصلة على توافق الأطراف المعنيين كلهم أو معظمهم يمكن أن تنجح. لكن الخطة الشاملة والحاسمة والنهائية قد تفشل، ذلك أن الجيش هو صورة عن الشعب اللبناني المنقسم شعوباً. ردَّ: “لنعُد إلى الرئاسة و”المرشح” قهوجي”. قلتُ: في مصر الجنرال السيسي “المرشح” للرئاسة ممسك بالجيش ويستطيع استعماله في أي اتجاه يريد لفرض الأمن وإعادة الاستقرار، وربما لهذا السبب يطالب به الناس رئيساً. فهل هذه حال جيش لبنان وحال قائده قهوجي أو أي قائد آخر له. علَّق: “ما تقوله يُحتسب له لا ضده. على كلّ، ما صحة القول إن إيران سهَّلت تأليف الحكومة بعد تعثّر دام نحو عشرة أشهر، وأنها اتفقت مع السعودية على هذا الأمر، لأنها لا تريد أن يذهب لبنان إلى الانفجار الكبير”؟ أجبتُ: إيران، ومعها حليفها أو ابنها “حزب الله”، لا تريد انفجاراً أمنياً وعسكرياً في لبنان، من دون أن تتخلى عن استراتيجيتها الإقليمية المعروفة. لكن لا أعتقد أن اتفاقاً رسمياً سعودياً – إيرانياً أثمر الحكومة وذلك جواباً عن سؤالك. إيران شاطرة. تدعو دائماً السعودية إلى الحوار والتعاون حفاظاً على أمن المنطقة وخصوصاً الخليج ومن أجل إيجاد حل للأزمة السورية. لكنها، في الوقت نفسه، تقدّم لنظام الأسد كل الدعم الذي يحتاج إليه وستستمر في ذلك. وهذا الأمر تعتبره السعودية تهديداً مباشراً لها وخصوصاً أنه مرفقٌ بموقف إيراني يؤكد أن لا حلّ من دون الأسد.
ماذا في جعبة أحد أبرز “المسؤولين” و”أرفعهم” في “الإدارة” الأميركية المهمة الثالثة نفسها؟
تحدّث في بداية اللقاء عن الوضع في سوريا فقال: “إنه صعب. إيران وروسيا لا تلعبان أدواراً أساسية من أجل إيجاد حل للأزمة فيها ووقف الحرب. مرَّت مرحلة بسيطة ظننّا فيها أن روسيا قد تكون عاملاً مساعداً في هذا الموضوع. لم تكن كذلك. الآن ربما لا تكون هناك جدوى للمحادثات السياسية بين الأطراف السوريين المتقاتلين. أصبحنا الآن في الوضع الآتي: الأسد موجود وقوي. وهناك ثوار، بينهم تنظيم “القاعدة” وإسلاميون وإرهابيون. العرب لم يقوموا بدورهم. هناك التنافس القطري – السعودي. وهناك العامل التركي. وعمِل كل هؤلاء بطريقة لم تساعِد على توحيد المعارضة العسكرية في البداية ثم المعارضة السياسية وبعد ذلك الاثنتين”. ماذا كان يجب أن يفعل كل الذين ذكرتَهم؟