IMLebanon

رئيس «المستقبل»: الاستحقاق الرئاسي أولوية على ما عداه

رئيس «المستقبل»: الاستحقاق الرئاسي أولوية على ما عداه

«8 آذار» مطالب بتقديم تنازلات لملاقاته لحماية لبنان

حركت عودة رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري النشاط السياسي على الساحة الداخلية، مع استعادة «بيت الوسط» لديناميته التي افتقدها لأكثر من ثلاث سنوات، في وقت ينتظر أن تتبلور في الأيام المقبلة طبيعة التحرك الذي سيقوم به الحريري في ما يتعلق بالاستحقاقات الداهمة التي يواجهها لبنان، سواء ما يتصل بالاستحقاق الرئاسي أو بالانتخابات النيابية، بعد المشاورات التي يجريها مع حلفائه في قوى «14 آذار» ومع قيادات في «8 آذار»، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وجرى بحث في سبل تفعيل عمل المؤسسات الدستورية وما ينبغي القيام به لتحصين الجبهة الداخلية وحماية لبنان من الإرهاب والتطرف.

وتعرب أوساط نيابية بارزة في تيار «المستقبل» لـ «اللواء»، عن اعتقادها أن عودة الرئيس الحريري أعطت زخماً واندفاعة قويين للحراك السياسي الداخلي وهذا ما تجلى في المشاورات والاتصالات التي قام بها رئيس «المستقبل» منذ أن وطأت قدماه أرض لبنان، وبالتالي فإن هذا الزخم في نشاطه يتوقع أن تكون له تأثيرات إيجابية على الصعيد السياسي، بحيث يصار إلى الدفع باتجاه حلحلة بعض العقد التي تعترض عدداً من الملفات، انطلاقاً من حرص تيار «المستقبل» وقوى «14 آذار» على عدم بقاء الأمور في دائرة المراوحة التي ستزيد من عمق الانقسام بين اللبنانيين وتبقي الوضع الداخلي على حاله من التسيب والتراجع معلى كافة المستويات، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الحريري وإن كان مستعداً لتقديم تنازلات من أجل تسريع إنجاز بعض الملفات العالقة، إلا أنه في الوقت نفسه ليس قادراً على إيجاد الحل المطلوب لما يعانيه من أزمات، وبالتالي فإن الفريق الآخر مطالب بملاقاة رئيس «المستقبل» في منتصف الطريق لإخراج لبنان من النفق وحمايته من تهديدات الإرهابيين والتكفيريين، وتحديداً في موضوع الاستحقاق الرئاسي الذي يتوقع أن يبقى وضعه على حاله وألا يحصل انتخاب لرئيس جمهورية جديد للبنان في الجلسة المقررة اليوم، بسبب استمرار نواب «حزب الله» وتكتل «التغيير والإصلاح» على مواقفهم الرافضة لتأمين النصاب إذا لم يحصل توافق على اسم الرئيس العتيد، في إطار أسلوب يتبعه الفريقان لإبقاء الشغور قائماً في مقام الرئاسة الأولى، دون الأخذ بعين الاعتبار لمحاذير هذا الشغور على المؤسسات الدستورية والأمنية والاقتصادية.

وتشدد المصادر على أن الأحداث الدامية التي شهدتها بلدة عرسال والتي يمكن أن تتكرر في مناطق أخرى، يجب التعاطي معها بكثير من المسؤولية والواقعية بحيث أنه ما عاد ممكناً القبول باستمرار هذا الفراغ القاتل في رئاسة الجمهورية ولا بد أن تعي الأطراف خطورة ما جرى وضرورة تضافر الجهود لرأب الصدع وتسهيل حصول الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت، بما يمكن الجيش والقوى الأمنية من تأمين التغطية السياسية المطلوبة له والتي لا تتأمن إلا بوجود رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يستطيع وحده توفير الدعم المطلوب للوحدات العسكرية والأمنية للقيام بما هو مطلوب منها في مختلف المناطق، من خلال الحكومة التي تتمثل فيها مختلف القوى السياسية والحزبية.

وتؤكد المصادر أن الرئيس الحريري لا يرى أولوية تتقدم على انتخاب رئيس جديد للجمهورية يأخذ على عاتقه إعادة لم الشمل وتفعيل عمل المؤسسات وإطلاق الحوار مجدداً تحت سقف الدولة ووفق شروطها، في إطار سياسة النأي بالنفس وعدم زج لبنان في صراعات الآخرين، بحيث أنه آن لـ»حزب الله» أن يعي مخاطر استمرار تورطه في الحرب السورية وما جر ذلك من دويلات ومآس على لبنان كان آخرها ما حصل في بلدة عرسال، وما قد يحدث في مكان آخر، بسبب إصرار «حزب الله» على التدخل في الصراع الدائر في سورية وهذا أمر لا يمكن القبول به بالنظر إلى مخاطره وأهواله على اللبنانيين جميعاً.