ما أشبه اليوم بالبارحة… بقيت الحكومة عشرة أشهر لم تشكل تحت شعار 9+9+6 و… نقطة ع السطر، وبنصحكم تلحقوا حالكم، وهي آخر فرصة الخ…
فجأة من دون أي مقدّمات ارتأى صاحب السماحة أنّ 8+8+8 جيّدة وارتأى ميشال عون أنّه يتفق مع سعد الحريري على تشكيل الحكومة؟
ما هذه التعليمات الدقيقة والفعالة التي تلقاها صاحب السماحة والجنرال المتقاعد… لدرجة أنّ التنفيذ كان أهم من الأوامر وأبعد مدى منها؟!
واليوم سيتكرّر السيناريو ذاته الذي حصل في الجلسات الثلاث السابقة… فالجلسة الرابعة لن تُعقد، وسيكون مصيرها كسابقاتها… لماذا؟ لسبب بسيط: لأنّ الأوامر والتعليمات لم ترد بعد.
وكما كنّا نعوّل آمالاً كبيرة على الاتفاق الأميركي مع إيران، لأنّ واشنطن همّها الوحيد الحصول على المفاعل النووي الإيراني (وقف إنتاجه) كما حصلت على الكيماوي السوري بتفكيك منشآته و»مصادرة» مواده ونقلها الى حيث يتم تلفها في الخارج، ومجاناً من دون أن تتكلّف قذيفة واحدة أو جندياً واحداً… وهذا كله في مصلحة إسرائيل.
والإيراني معروف عنه أنّه لا يكشف أوراقه الحقيقية قبل ربع الساعة الأخير.
وما زلنا نقول إنّنا سنظل نأمل أن يحصل الاتفاق في ربع الساعة الأخير خصوصاً بعد دعوة الأمير سعود الفيصل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الى «مفاوضات جيران» تتناول «قضايا إقليمية». وهذا كلام واضح وصريح قد لا يكون مستبعداً أن يسفر عن نتائج هي أيضاً واضحة وصريحة.