IMLebanon

رسالة الى وليد بك

أعتز بأنّ صداقتي في الأساس كانت مع المرحوم كمال بك جنبلاط، وكنت أتردّد دائماً الى دارته في المصيطبة، بزيارات متعدّدة.

كنت ولا أزال من المعجبين بعقل وذكاء وسرعة البديهة عند الزعيم وليد جنبلاط، ومن منطلق اقتناعي الكبير بأنّه لا يوجد بديل في الطائفة الدرزية الكريمة لزعامة وليد بك.

وأزيد أنّه الزعيم الوحيد الذي يستطيع أن يأخذ طائفته الى حيث يريد حتى ولو كان كثيرون متردّدين أحياناً.

وأؤكد أنّ وليد جنبلاط هو الزعيم الوحيد، الذي لا يجاريه زعيم آخر في أخذ الطائفة الى حيث يريد.

مع التحفظ بأنّ سعد الحريري تخطّى الزعامة التقليدية وأصبحت زعامته مطلقة الى حدٍ ما.

قد تفاجئ هذه المقدمة البعض، صحيح أنّ علاقتي بالزعيم وليد جنبلاط تعود الى نتيجة المساعي التي قمت بها سنة 2000 للتقريب بينه وبين السوريين، ولا أذيع سراً إذ أقول إنني قمت بالسعي إقتناعاً بزعامة وليد بك ودوره على الساحة اللبنانية.

والحمد لله إنني وفقت في مهمتي يومذاك، ومن خلال وليد بك تعرّفت الى الصديق بهيج أبو حمزة الذي ربطتني به صداقة قوية، وكنا نتبادل الحديث في شؤون وأمور وطنية، وقد أعجبت بوطنيته، وما زاد إعجابي به تفانيه في وفائه وإخلاصه لوليد بك، ومحبته هو وعائلته الصغرى وعائلته الكبرى لسليل البيت الجنبلاطي.

فمن موقع الصداقة، ومن قول الإمام علي كرم الله وجهه إنّ «آلة الرئاسة سعة الصدر»… أقول إنّ استمرار توقيف بهيج أبو حمزة في دعوى وليد بك عليه بعدما نال البراءة من الدعوى الأولى، بات حالة تقتضي حلاً… علماً أنّ ما يربطني بالشيخ بهيج أبو حمزة هو الصداقة المجرّدة من أي مصلحة شخصية…

مِن هذا الموقع أتوجّه الى الزعيم الكبير وليد جنبلاط مناشداً إياه أن يوسّع صدره، ولا يعطي أذنيه للحسّاد والحاقدين وما أكثرهم.

وإني أستشهد بالآية الكريمة:

}إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين{.

إنّ القرار عند وليد بك، وأناشده إعادة النظر في موقفه من بهيج أبو حمزة، خصوصاً وأنّه قادر على أن يحاسبه، إذا لا سمح الله ثبت شيء، فلدى جنبلاط ألف طريقة وطريقة، وليس القضاء أفضلها بل ليته يسحب دعواه بحقه.

وقد يتساءل وليد بك: وما شأني أنا لأتدخل في هذا الموضوع؟

وأجيب: إنّني أفعل ذلك أولاً من موقع محبّتي لوليد بك، ثانياً لأنني أشعر مع أصدقاء وليد بك وأصدقاء أبو حمزة أنّ الرجل مظلوم.

ونترك القضية بين يدي وليد بك مقدّرين أنّ قلبه الكبير وسعة صدره سيدفعانه لمعالجة هذا الموضوع بما يحفظ كرامة البك والشيخ.

وهنا لا بد من الإشارة الى أنّه عند استجواب الشيخ بهيج أفاد بأنّه يلتزم بكل ما يريده وليد بك، ونحن نعرف وكثيرون يعرفون أنّ كمّاً هائلاً من الأسرار في جعبة الشيخ بهيج.