حرب يرعى بث «كأس العالم لكل العالم».. وبطولة السلة تُستكمل «بلا جمهور»
روما تحشد لتحصين لبنان.. و«أبراج» بريطانية لضبط الحدود
صدق وعدُ وزير الاتصالات بطرس حرب نهار الأحد الفائت عبر «المستقبل» بزف بشرى كروية سارة للبنانيين، فحلّت نيران المونديال المستعرة في قلوبهم برداً وسلاماً أمس بعدما أحرزت «المصلحة الوطنية» هدفاً جديداً في سلة الإنجازات الحكومية من خلال الاتفاق الذي أمّن مجانية مشاهدة مباريات بطولة كأس العالم في كرة القدم على كافة الأراضي اللبنانية، بينما استُكملت بطولة لبنان لكرة السلة أمس «بلا جمهور» تحت وطأة الدواعي الأمنية والحفاظ على السلم الأهلي بعد انقطاع دام أسبوعين للدواعي عينها. أما في روما فتحشد العاصمة الإيطالية اليوم المجتمعين العربي والدولي على طاولة مؤتمر دعم الجيش اللبناني الذي أكد رئيس الوفد اللبناني إلى المؤتمر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل أنه «يهدف إلى تأمين أكبر دعم دولي للمؤسسة العسكرية وللاستقرار في لبنان»، كاشفاً لـ«المستقبل» عن «تقديم بريطانيا مساعدات للجيش اللبناني لإقامة أبراج مراقبة عند الحدود بغية ضبط المعابر غير الشرعية ومراقبة حركة دخول النازحين السوريين إلى الأراضي اللبنانية» وأكد في هذا السياق أنّ «قيادة الجيش بدأت العمل على تنفيذ وتركيب هذه الأبراج بحيث سيصبح لبنان قادراً قريباً على مراقبة وضبط كامل حدوده».
إذاً، وتحت شعار «كأس العالم لكل العالم» أعلن حرب، في مؤتمر صحافي مشترك عقده في وزارة الاتصالات مع وزيري الإعلام رمزي جريج والشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، مجانيةَ بث مباريات مونديال البرازيل عبر موزعي الكابل على كامل الأراضي اللبنانية بموجب اتفاق شمل في وقت لاحق منحَ «تلفزيون لبنان» الحقّ كذلك بالبث بدءاً من الليلة الماضية، على أن يصار إلى تمويل الاتفاق بشكل مشترك من خزينة الدولة وشركتي الخليوي «MTC» و«ALFA» مع إبداء الرئيس سعد الحريري استعداده للمساهمة في عملية التمويل وفق ما كشف حرب. وعلمت «المستقبل» أنّ هذا الاتفاق المبرم مع شركة «سما» صاحبة الحق الحصري سابقاً في بث المونديال في لبنان وصل إلى خواتيمه السعيدة بعد مفاوضات مضنية قام بها الفريق التقني التابع لوزارة الاتصالات برئاسة المدير العام للاستثمار والصيانة عبد المنعم يوسف خلصت إلى بلورة كافة الحلول والتفاصيل الفنية والتقنية والمالية اللازمة لإنجاز الاتفاق.
مؤتمر روما
وفي مشهد سيعبّر عن حرص عربي ودولي استثنائي على تمتين أواصر الاستقرار في لبنان وسط تعاظم حجم المخاطر المحيطة به، ينعقد اليوم المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني في العاصمة الإيطالية حيث أوضحت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ«المستقبل» أنّ عدد الوفود المشاركة فيه بلغت 37، من بينها منظمتان دوليتان ووفد جامعة الدول العربية برئاسة الأمين العام نبيل العربي، موضحةً أنّ «المؤتمر سيُفتتح بأربع كلمات لكل من وزيرتي الدفاع والخارجية الإيطاليتين روبرتا بينوتي وفيديركا موغريني، ووزيري الدفاع والخارجية اللبنانيين سمير مقبل وجبران باسيل. على أن يكون لكل من وفدي البلدين أربع دقائق لتلاوة بياناتهم الافتتاحية ليليها إعلان موغريني خلاصات المؤتمر ثم يعقد وزراء دفاع وخارجية البلدين مؤتمراً صحافياً مشتركاً».
بدورها، شددت مصادر ديبلوماسية أوروبية مشاركة في مؤتمر روما لـ«المستقبل» على «حرص الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي عموماً على تحصين استقرار لبنان في هذه المرحلة»، مؤكدةً في هذا السياق «وجوب أن يكون الجيش اللبناني حامل السلاح الأوحد على الأراضي اللبنانية».
مقبل
وبُعيد وصوله إلى روما لترؤس الوفد اللبناني، أكد نائب رئيس الحكومة سمير مقبل للزميل جورج بكاسيني أنّ المؤتمر سيكون عبارة عن «حشد دولي كبير يؤكد دعم الجيش والاستقرار في لبنان، وقال لـ«المستقبل»: «الدعوة إلى المؤتمر وجهت منذ شهرين قبل تطورات العراق الأخيرة، إلا أنّ انعقاده اليوم جاء في الوقت المناسب تماماً لحماية لبنان من الإرهاب المتصاعد في المنطقة»، مضيفاً: «سأشدد في الكلمة التي سألقيها (اليوم) أمام المؤتمرين على أنّ محاربة الإرهاب ليست مصلحة لبنانية فحسب إنما هي مصلحة دولية، لذلك ينبغي على المجتمع الدولي مساعدة لبنان وجيشه لحماية الاستقرار على الساحة اللبنانية وإبعادها عن انعكاسات ما يجري في العراق وسوريا والمنطقة عموماً».
ورداً على سؤال، أجاب: «الدعم المتوقع اليوم ذو طابع سياسي، لكنّ ضباط الجيش اللبناني الذين كانوا قد شاركوا في المؤتمر التقني الذي عُقد في الآونة الأخيرة في روما أبلغوا ممثلي الدول المشاركة باحتياجات المؤسسة العسكرية، وبالتالي يُفترض أن يُبلغنا ممثلو هذه الدول اليوم ماذا يمكنها تقديمه من هذه الاحتياجات». كذلك لفت مقبل في ما خصّ الهبة السعودية بقيمة 3 مليارات دولار للجيش اللبناني إلى أنّ «قيادة الجيش أنجزت منذ قرابة الشهر ونصف الشهر لائحة كاملة باحتياجاتها من العتاد والمعدات العسكرية وسلّمتها إلى الجانب الفرنسي»، كاشفاً أنّ «باريس ستبدأ بتزويد الجيش دفعة أولى من هذه الاحتياجات الجاهزة للتسليم خلال شهرين، بينما هناك معدات تحتاح إلى مزيد من الوقت كي تصل إلى لبنان ربطاً بالحاجة إلى تجهيزها في فرنسا». وأردف مقبل: «نحن بدورنا في وزارة الدفاع، وحرصاً منا على الشفافية، سنقوم تباعاً بإرسال لوائح بالمعدات التي سنستلمها من الجانب الفرنسي إلى المملكة العربية السعودية لكي تتولى الحكومة السعودية عملية سداد ثمنها مباشرة إلى الحكومة الفرنسية بموجب اتفاقية الهبة الموقعة بين البلدين».