رياح التدخلات العسكرية تعصف بالعراق والمسلحون سيطروا على «بيجي» النفطية
المالكي : الارهاب سيضرب المنطقة والفيصل حذر من حرب أهلية وتداعياتها
طبول «الحرب الكبرى» تقرع في العراق مع تصاعد لهجة المواقف الدولية المحذرة من خطورة ما يجري على امن الدول الاوروبية ودول العالم مع استمرار المعارك الضارية بين المسلحين والجيش العراقي الذي استطاع استيعاب «الصدمة الاولى» والسقوط السريع للموصل عبر تنظيم اوضاعه مجددا وشن هجوم مضاد في تلعفر، فيما تمكن المسلحون من السيطرة على منطقة بيجي الغنية بالنفط.
وفي ظل هذه التطورات، حذر رئيس الحكومة البريطانية دفيد كاميرون من ان المسلحين في العراق يخططون لمهاجمة بريطانيا ولن نقف مكتوفي الايدي، فيما كشف وزير الخارجية العراقي زيباري عن ان بلاده طلبت من الاميركيين توجيه ضربات جوية للمسلحين.
من جهته، اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في كلمته الاسبوعية للعراقيين أن ما حدث في العراق هو مخطط اقليمي ومؤامرة صممت سياسياً بدعم اعلامي وتواطؤ من قوى سياسية عراقية، «لكن نقول لهؤلاء ولكل الاشقاء والاصدقاء أننا سنواجه الارهاب ونسقطه وسيفر الارهابيون اليكم وسيشعلون حروباً طائفية لديكم وستهتز انظمتكم في مواجهة عصابات متخلفة لا تعرف غير القتل والتدمير مدعومة بفتاوى السوء».
وشدد على أن ما حصل في العراق هو نكبة.. وقال مستدركًا: «لكن ليست كل نكبة هزيمة، فالعراق قد استعاد الآن قواه بفضل لحمته الوطنية».
من جهته أكد زعيم القائمة الوطنية العراقية اياد علاوي في تصريح مكتوب الى عقد اجتماع قمة يحضره كل من الرؤساء الثلاثة للجمهورية والبرلمان والحكومة ورؤساء كل من أقليم كردستان وحكومته وبرلمانه وزعماء الائتلافات الرئيسية يضاف اليهم بعض رجال الدين من المسلمين والمسيحيين وغيرهم بحيث يكون العدد الكلي من 17الى 20 شخصاً، على ان يُعقد الاجتماع في مكان آمن، يحضره الامين العام للامم المتحدة في العراق وممثل عن المحكمة الاتحادية العراقية لضمان تطبيق نتائج الاجتماع.
واشار الى ان المبادرة تقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تضم القادة السياسيين الاساسيين بالاضافة الى شخصيات محدودة من التكنوقراط تأخذ على عاتقها مع البرلمان المنتخب تشريع القوانيين اللازمة لتحقيق السلم المجتمعي والاستقرار في البلاد على ان تقدم حكومة الوحدة الوطنية الاستقالة في سقف لا يزيد عن الثلاث سنوات لفسح الطريق أمام حكومة انتقالية قادرة على اقامة انتخابات حرة ونزيهة، ولا يحق لاعضاء الحكومة الانتقالية ترشيح اسمائهم في تلك الانتخابات.
واضاف علاوي ان للوجود الإيراني تأثير فى القرار الاستراتيجى العراقي، ولهذا اصبحت إيران هي اللاعب السياسي في العراق، مطالباً الدول العربية والاسلامية بايقاف إيران عند حدها.
وفي وقت سابق دان ائتلاف الوطنية العراقية بزعامة علاوي «الاعتداء الغاشم على منزلي نائبي ائتلاف الوطنية الدكتور عبدالله الجبوري في محافظة ديالى والشيخ شعلان الكريم في صلاح الدين، اللذين تم تفجيرهما في وقت متزامن من صباح اليوم من قبل تنظيم داعش الارهابي».
وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، رأى ان «الحل العسكري ليس الحل الوحيد للأزمة العراقية ولا بد من حل سياسي»، لافتا الى ان «بلاده طلبت رسميا مساعدة من الولايات المتحدة بتوجيه ضربات جوية للجماعات المسلحة». واضاف زيباري ان «كل شيء وارد حتى طلب التدخل الإيراني لحل الأزمة ونأمل أن لا ينقسم العراق»، مشيرا الى «اننا طلبنا من السعودية إصار فتاوى شرعية تحرم المشاركة في الأعمال الإرهابية في العراق».
رئيس مجلس الشيوخ الأميركي، رأى خلال جلسة للكونغرس، أن «نشر القوات الأميركية في العراق ليس في مصلحة أمن الولايات المتحدة»، مشيرا إلى أنه «لا يدعم أي قرار يدخل الأميركيين في الحرب الأهلية العراقية .فيما أعلن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ميتش مكونيل، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما دعا زعماء مجلسي الشيوخ والنواب للاجتماع في البيت الأبيض اليوم الأربعاء لبحث الاوضاع في العراق.وأضاف للصحفيين في مقر الكونغرس ان الدعوة وُجهت له ولزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد، ورئيس مجلس النواب جون بينر، وزعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي.
وامس دعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى المحافظة على وحدة العراق واستقراره من خلال عملية سياسية يشارك فيها جميع العراقيين من دون استثناء، حسبما أفاد بيان صادر من الديوان الملكي الاردني.
من جانب آخر، قال الملك عبد الله خلال ترؤسه جانبا من اجتماع مجلس الوزراء «أطمئن الجميع أن الأردن قوي ومتخذ كل الاحتياطات، ومستعد للتعامل مع أي تطورات في المنطقة لحماية شعبه وحدوده وأراضيه».
من جهته حذر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل من أنّ الوضع الحالي في العراق «يحمل في ثناياه نذر حرب اهلية لا يمكن التكهن باتجاهها وانعكاساتها على المنطقة»، مجدداً اتهام الحكومة العراقية ضمنا باعتماد «اسلوب طائفي» وممارسة «الاقصاء»، مشيراً إلى أن الأزمة السورية ساعدت على ما يبدو في تعميق الاضطرابات الداخلية في العراق.
وفي كلمة له خلال افتتاح اجتماع وزاري لمنظمة التعاون الاسلامي في جدة، أكد الفيصل أن المملكة ترفض التدخل الخارجي في صراعات المنطقة، مشيراً إلى أنّ «موقف السعودية ثابت حول ما يجري في البلدان المضطربة»، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ «مجلس الامن فشل بحل الازمة السورية التي تتجه نحو الأسوأ».
افادت وكالة «رويترز» ان الإمارات ترفض التدخل الخارجي في العراق وتدعو لإقامة حكومة وحدة وطنية.
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده لن تدخر جهدا لحماية الأماكن المقدسة لدى الشيعة في العراق إزاء التهديدات التي تتعرض لها من قبل من سماهم الإرهابيين.
الرئيس روحاني قال في خطاب ألقاه في خرام آباد القريبة من الحدود مع العراق «بالنسبة إلى الأماكن المقدسة للائمة الشيعة (في العراق) كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء، نحن نحذر القوى العظمى والقتلة والإرهابيين من أن الشعب الإيراني العظيم سيبذل كل ما بوسعه لحمايتها».
وأضاف روحاني أن العديد من المتطوعين الإيرانيين تقدموا بطلب لإرسالهم إلى العراق لحماية الأماكن المقدسة و«القضاء على الإرهابيين»، وقال «بفضل الله هناك ما يكفي من المتطوعين الشيعة والسنة والأكراد في العراق لمحاربة الإرهابيين في العراق».
ميدانيا سيطر المسلحون على معظم مساحة مصفاة ضخمة للنفط في بيجي (شمال بغداد) ، في أحدث تقدم لهم على الأرض في المواجهة الدائرة حاليا في العراق، والتي سيطروا فيها على الموصل (شمال البلاد) وأجزاء كبيرة من محافظات أخرى.
ونقل عن مسؤول بالمصفاة- التي تعد الأكبر في العراق- قوله إن المسلحين يسيطرون الآن على وحدات الإنتاج ومبنى الإدارة وأربعة أبراج للمراقبة، بما يعادل ثلاثة أرباع المصفاة الواقعة بمحافظة صلاح الدين (شمال بغداد) بعد شنّهم هجوما على القوة المتحصنة فيها.
وذكرت المصار أن المسلحين احتجزوا نحو 18 جنديا من الجيش العراقي داخل المصفاة، في حين قصفت طائرات الجيش المبنى، مما أدى إلى تضرر أحد خزانات الوقود واشتعال النيران فيه. وكانت الحكومة العراقية أغلقت المصفاة، وأجلت العمال الأجانب مع اقتراب المسلحين من محيطها، وذلك تحسبا للأوضاع المتفاقمة بالبلاد.
من جهة أخرى، سيطر مسلحون على ثلاث قرى تقع بين قضاء طوزخرماتو وناحية أمرلي على بعد 85 كيلومترا جنوب كركوك (شمال العراق) بعد اشتباكات قتل فيها عشرون شخصا، وفقا لمسؤول محلي.
في هذه الأثناء، استمرت الاشتباكات في عدة مناطق عراقية بين مسلحي العشائر ومعهم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في مواجهة القوات الحكومية المدعومة من مليشيات ومتطوعين مع امتداد الاشتباكات باتجاه بغداد.
وقالت معلومات صحافية إن الهجوم -الذي يشنه مسلحون في العراق منذ أسبوع – وصل إلى مدينة بعقوبة على بعد ستين كيلومترا فقط من العاصمة بغداد. وأكد ضابط برتبة مقدم في الجيش أن المسلحين «تمكنوا من السيطرة على أحياء الكاطون والمفرق والمعلمين في غرب ووسط بعقوبة لعدة ساعات قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادة السيطرة عليها».
وبثّ ناشطون عراقيون صورا على شبكة الإنترنت تظهر استعراضا لما تسمى مليشيا «عصائب أهل الحق»، المقربة من رئيس الوزراء العراقينوري المالكي.وتظهر الصور رتلاً من سيارات تحمل عشرات الأفراد من «عصائب أهل الحق» في حي الجامعة غربي بغداد الذي تقطن فيه أغلبية من السنة.
في هذه الأثناء، تواصل الحكومة العراقية استقبال متطوعين لحمل السلاح وقتال المسلحين.ووفقا للسلطات العراقية، وصل عدد المتطوعين إلى أكثر من مليون خلال الأسبوع الماضي استجابة لدعوة المرجعية الدينية في النجف. ونقل المتطوعون من محافظات جنوب العراق إلى معسكرات تدريبية في بغداد من أجل إعدادهم للقتال.