ترحيب «بارد» من «حزب الله» بعودة الحريري . . ورهن الرئاسة للتفاهم مع عون
زعيم المستقبل يؤكد تبرعه لعرسال وجنبلاط لإنتخاب حلو اليوم!
وضع الملف الرئاسي على طاولة المداولات الجارية في البلاد، من زاوية الجلسة رقم 10 التي لن يكون مصيرها افضل من سابقاتها، لانه لم يحصل اي تقدم ولو بسيط في موضوع انتخاب رئيس جمهورية جديد، وفقاً لما نقل عن الرئيس نبيه بري.
وشكلت زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط مع وفد من اللقاء الى بيت الوسط حيث اختلى لمدة 20 دقيقة، بعد الاجتماع الموسع، حيث جرى التداول في المستجدات السياسية عشية الجلسة، واكد اثناءها جنبلاط انه سيزور الرئيس امين الجميل (متذكراً دراق بكفيا) والدكتور سمير جعجع (من دون ان يسقط رغبته برؤية سجن الحرية في معراب) والنائب سليمان فرنجية (وقضاء ليلة عند صديقه من آل سركيس في بنشعي).
واعطى الرئيس سعد الحريري الاولوية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا هو الشغل الشاغل، وما يجب اطلاق حوار عملي حوله بين مختلف القيادات اما اذا تعذّر انتخاب رئيس لسبب من الاسباب، عندئذ يكون التمديد للمجلس النيابي اصبح بحكم الامر الواقع، ولا بد من الاقدام عليه.
وفي هذا الاطار، كشف مصدر مطلع لـ«اللواء» ان جملة من الافكار طرحت، خلال زيارة الرئيس الحريري الىعين التينة، وفهم ان الرئيس بري، سيجري مشاورات مع حلفائه حولها، في حين علم ايضاً ان رئيس المجلس لم يلمس توجهات محددة في ما خص انتخاب الرئيس الجديد.
وفي السياق الرئاسي، وخلافاً لما شاع في الايام الماضية، تراجع جنبلاط عن فكرة سحب مرشحه للرئاسة النائب هنري حلو، داعياً المترددين في التصويت له في اول جلسة لاعادة التصويت لانه «الحل الافضل»، داعياً الى حسم انتخاب الرئيس بالاصوات اذا تعذر التفاهم.
وكان رئيس اللقاء الديمقراطي شدّد بعيد اللقاء على انه لا يجوز ان يبقى البلد دون انتخاب رئيس، مشدداً ان الاستقرار مستمر في محيط عربي «تسوده الفوضى العامة» منوها «بمظلة تحمي لبنان» هي المملكة العربية السعودية.
«حزب الله» والحريري
وعلى صعيد موقف «حزب الله» من عودة الرئيس الحريري، والهبة المالية المقدرة بمليار دولار والمقدمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كانت مواقف لقيادي بارز في الحزب، فضلاً عن مواقف اعلنها نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ليل امس من على شاشة قناة «المنار».
فقد نقل عن القيادي البارز تأكيده بان الحزب ينظر بارتياح لعودة الحريري الى لبنان، فالرجل قطب اساسي يمكنه ادارة جزء كبير من الساحة السنية بشكل مباشر.
التفاؤل بعودة الحريري يعود ربما لما سمعته قيادة الحزب حتى الان عن اتخاذ الشيخ سعد قرارا سياسيا لمواجهة التكفيريين ودعم الجيش اللبناني ..وهو ما تؤيده هذه القيادة وتشجع عليه..
اما في ميزان علاقة «حزب الله» بالحريري فتبقى الامور قيد الانتظار .. وعلى ما يقول القيادي، فان تحديد علاقتنا بالمستقبل رهن تقارب وجهات النظر حول الاستحقاقات والرؤى السياسية في البلد .. واعتبر الشيخ قاسم أن البرودة في العلاقة مع المستقبل قائمة، و«حزب الله» سيكون ايجابياً عند أي خطوة إيجابية من المستقبل، ولكن لن نسعى وراء أحد، وسنكون حيث المصلحة الوطنية ستكون.. والمطلوب ليس شعارات، بل خطوات سياسية، هناك أمور يجب أن تعالج في البلد، ولا بدّ من ايقاف التحريض.. ونحن متجاوبون مع الإجراءات وليس الشعارات.
وتوقع قاسم استمرار الشغور الرئاسي لأشهر ما لم يجر التفاهم مع مرشحنا المعروف (في إشارة إلى النائب ميشال عون) للوصول إلى نتيجة.
اما بالنسبة للتمديد إلى المجلس النيابي، فان «حزب الله» لم يحسم امره بعد.. معتبراً أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران و«حزب الله» لها مصلحة باستمرار الاستقرار وتجميد الوضع، من دون قواسم مشتركة أو التوصّل إلى تسويات، مستبعداً أن ينعكس الوضع في العراق على الوضع في لبنان.
وفي إشارة إلى ترحيب مضمر بالهبة السعودية للجيش، قال قاسم: نحن مع دعم الجيش اللبناني من أي جهة اتى باستثناء إسرائيل، معتبراً انه من غير المناسب توتير الوضع، متوقعاً استمرار معركة القلمون، وداعياً لاستعادة اسرى الجيش وقوى الأمن من دون قيد أو شرط.
مجلس الوزراء
وسط هذه الأجواء، يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية الخميس المقبل وعلى جدول أعماله 130 بنداً ليس مدرجاً بينها بند هبة المليار دولار من المملكة العربية السعودية، غير أن من غير المستبعد ان تطرح من خارج الجدول نسبة لأهميتها القصوى وضرورة اقرارها في مجلس الوزراء لمباشرة العمل بها.
حكومياً، ترأس الرئيس تمام سلام في السراي الكبير اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة أزمة النزوح السوري، بحضور الوزراء نهاد المشنوق وجبران باسيل ورشيد درباس، للبحث في تداعيات حرب عرسال على النازحين، وضرورة عدم ترك هذا الملف مفتوحاً على عواهنه، والتشديد على التزام ضوابط النزوح، وقدرة لبنان على استقبال المزيد أم لا.
ووفقاً للوزير درباس، فان البحث تطرق إلى عقد مؤتمر لدول الجوار في الشهر المقبل، والاتجاه إلى تأجيله إلى تشرين الأوّل.
وفي إطار معالجة الإشكالات التي حالت دون مغادرة النازحين السوريين الراغبين بعد معارك عرسال إلى سوريا، كشف مصدر دبلوماسي معين لـ «اللواء» أن الدولة ممثلة بالأمن العام عالجت العقبات، وأبلغ الوزير باسيل السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي بالأمر، على أن يستمر التنسيق لتحقيق هذا الامر.
وفد عرسال في بيت الوسط
وخصص الرئيس الحريري في الأسبوع الأوّل لعودته وقتاً لأهالي عرسال، الذي زاره في بيت الوسط، وهو مكون من مخاتير وفاعليات البلدة، بحضور نواب البقاع في كتلة المستقبل، وبرئاسة رئيس البلدية علي الحجيري.
وبعد ترحيب بالوفد، أبلغ رئيس تيّار المستقبل المجتمعين انه قرّر التبرّع لعرسال بمبلغ 15 مليون دولار (وهو الخبر الذي انفردت بنشره «اللواء» السبت الماضي، أي في اليوم التالي لعودة الرئيس الحريري)، وهو مخصص لبناء المدارس والمستشفى وما تحتاجه البلدة من إمكانيات لبقاء الناس في أرضهم، وستؤلف لجنة خاصة للإشراف على المشاريع المرصودة بالمبلغ.
وأكد الحريري أن المخطط الذي كان مرسوماً لضرب عرسال واستقرارها والتعايش مع محيطها انكشف.. متعهداً بعدم تكرار الأخطاء التي حصلت في الماضي.
وعلى وقع الأمن المستتب في عرسال زارها الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، حيث تفقد الأضرار، مؤكداً أن ملف الأسرى في عهدة الرئيس سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي،
ميدانياً، دهمت دورية مؤللة من فوج المغاوير مخيمات النازحين السوريين في مشاريع القاع على إثر ورود معلومات عن وجود مسلحين من جبهة النصرة في المنطقة ومشط الجيش المشاريع كما وسع انتشاره وسيّر دوريات.
ونسبت وكالة الأناضول الى مصدر رفيع في جبهة النصرة الحرص على إنهاء ملف الأسرى من عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.
تربوياً، وبعد الاشتباك الحاصل مع هيئة التنسيق النقابية، التي جددت التمسك بمقاطعة التصحيح وأسس التصحيح، أكد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب لـ «اللواء» السير بقرار مجلس الوزراء الصادر الخميس الفائت بشأن إعطاء إفادات للطلاب في حال عدم تصحيح الامتحانات الرسمية، ولفت الى أن الإفادات ستمنح لكل الطلاب اعتباراً من ظهر اليوم، إلا إذا بدّل الأساتذة رأيهم بالمقاطعة وباشروا التصحيح، عندها لن تصدر الإفادات.
وذكّر الوزير بو صعب بأن توجيهات الحكومة كانت واضحة لجهة الإفادات، لكنه طلب إرجاء السير بهذا القرار بغية الوصول الى حل، إنما كان هناك إصرار على اعتبار المسألة شخصية.
وقال: هذا الأمر سيجعل الطالب يدفع الثمن وقررت التصدي له، ولا خيار لي إلا بإعطاء الإفادات، معلناً أيضاً أن أي قرار بالعودة عن المقاطعة والمباشرة بالتصحيح سينعكس تأخيراً على إصدار النتائج وإجراء الدورة الثانية.
ولفت الى أنه في خلال الأعوام 1987و 1988 و1989، تم إصدار إفادات، ولذلك يجب عدم اعتبار القرار الصادر في هذا الشأن اليوم كارثياً، واصفاً قرار الأساتذة بالخاطئ.
وأسف لأنه لم يميّزوا بين وقف الكلام ومصلحة الطلاب وبالتالي تم ربط مصير الطلاب بإقرار سلسلة الرتب والرواتب.