القى ديفيد كاميرون مياهاً باردة على الحمى التي تثيرها بعض الصحف البريطانية في سعي مشبوه لحرمان قطر استضافة المونديال سنة ٢٠٢٢، فقد دعا امس الى ترك التحقيقات تأخذ مجراها في ما سمّته “الصنداي تايمس” قبل اشهر “مؤامرة لشراء كأس العالم”، والتي يتم تضخيمها الآن عشية المونديال في البرازيل!
منذ فاجأت قطر العالم بفوزها باستضافة المونديال، تحركت قوى وراء الكواليس بهدف اعادة عملية الاقتراع لحرمان قطر هذه المناسبة التاريخية التي رصدت لها مبلغ ٢٠٠ مليار دولار، ويبدو ان بيل كلينتون ليس وحده الذي حطم المرآة غضباً في غرفته بالفندق في زوريخ بعد خسارة اميركا امام قطر، فهناك من يريد حرمان الدوحة والمنطقة العربية هذه المناسبة!
اول من اثار المزاعم عن ان القطريين دفعوا رشى كانت صحيفة “الدايلي ميرور” التي انشأها اليهودي روبرت ماكسويل، وعرفت دائماً حتى بعد وفاته ودفنه في اسرائيل، بأنها صحيفة الفضائح والابتزاز، فقبل ثلاثة اعوام أقيل رئيس تحريرها بيرس مورغان على خلفية تزوير صور من العراق، ومع لود آمبلي انتقلت من مزاعم الرشى الى مزاعم “استعباد القطريين للعمال الآسيويين” الذين استقدموا للعمل في المنشآت استعداداً للمونديال، ووصلت الأكاذيب الى القول ان العمال يشربون الماء المالح وان ألفين منهم لاقوا حتفهم واربعة آلاف سيموتون قبل الانتهاء من المنشآت، وهذه مبالغة في الاكاذيب على الأقل لأن الدول التي قدم منها العمال لم تثر هذا الموضوع!
ثم اثيرت قضية طقس قطر الصحراوي، وعندما قيل انه يمكن ارجاء المباريات الى الخريف، استؤنفت الحملة وقيل ان محمد بن همام دفع عشرات الملايين هنا وهناك، وخصوصاً للاتحادات الافريقية لتصوّت لمصلحة قطر، ووصلت الأمور الى توجيه إهانة موصوفة لكرامة بريطانيا، عندما كتبت “التلغراف” ان قطر تضغط على بريطانيا عبر صادرات الغاز والاستثمارات بهدف عدم السعي لسحب المونديال!
طبعاً ينفي القطريون كل هذه الإتهامات، ويعرفون ان هناك من يخلط السياسة بالرياضة وهناك من يريد الاثارة والإبتزاز، وقد سبق لهم ان تعرضوا لحملات عنصرية شرسة في فرنسا مثلاً عندما تبرع الشيخ حمد امير قطر السابق بمبلغ ٥٠ مليون دولار لإنماء الضواحي الفقيرة في باريس، التي سيزورها الشيخ تميم قريباً!
مايكل غارسيا كبير المحققين في الاتحاد الدولي لكرة القدم غارق في عشرات الملايين من رسائل البريد الالكتروني بحثاً عن دليل يثبت هذه المزاعم، في وقت يؤكد خبراء الانترنت انها عملية بحث عن ابرة في كومة من التبن… لكن الأهم والذي يدحض الإتهامات ان القطريين ليسوا هواة ليدفعوا عشرات الملايين عبر تحويلات وايصالات اذا أرادوا، وهو أمر مستحيل في موضوع دولي بهذه الأهمية!