فاجأت زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري بعض المسؤولين، وعدداً من السياسيين، باستثناء وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي ابلغه السفير الاميركي ديفيد هيل أول من أمس عن الزيارة الخاطفة بعد ظهر اليوم الاربعاء. بدوره، ابلغ باسيل انه يتوجه الى بيجينغ مساء أمس الثلثاء لحضور “منتدى التعاون الصيني – العربي”، ولديه مواعيد اخرى في الصين، مع التذكير بأن كيري لم يحدد موعدا لباسيل لزيارته في واشنطن بذريعة عدم اعطائها طابعا معينا بسبب الاستحقاق الرئاسي. كشف الاعلام الزيارة السرية الخاطفة التي تكتم عنها وزير الخارجية والمغتربين، وكالعادة فإن السفارة تكتمت بشدة عما اذا كانت ستحصل أم لا.
وأفاد مصدر ديبلوماسي لبناني “النهار” ان زيارة كيري لبيروت قصيرة جداً وسط اجراءات امنية مشددة، ولن يتمكن من الاجتماع بزعماء كتل نيابية مؤثرة في الانتخابات الرئاسية، وبعضها تربطه بهم صداقة. وفي المعلومات المتوافرة حتى ليل أمس أنه سيلتقي رئيس الحكومة تمام سلام فقط.
وأشار الى أن زيارة كيري الخاطفة هي زيارة دعم للبنان في ظل اوضاع صعبة يجتازها، منها تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ووضع لبنان غداة اعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد وتعاظم انعكاسات الازمة السورية على لبنان. ومعلوم ان لبنان بلد حيوي للولايات المتحدة الاميركية، وهذه الزيارة هي الاولى له منذ تثبيته وزيرا للخارجية في 29 كانون الثاني 2013، بعد تعيينه في كانون الاول 2012.
وذكّر ان كيري تجنب زيارة بيروت بسبب الاوضاع الامنية، والانفجارات في أحياء من الضاحية الجنوبية، مع التذكير بأنه زار لبنان مراراً قبل تعيينه وزيراً، وتربطه ببعض السياسيين علاقات صداقة. فقد زار بيروت للمرة الاولى عندما كان عضواً في لجنة علاقات الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، ثم في شباط بعدما اصبح رئيسا للجنة، وفي 2010 قصد بيروت مرتين، الاولى في آذار والثانية في تشرين الثاني.
وسأل أحد الوزراء الحزبيين في 14 آذار عن سبب زيارته في هذا الوقت بالذات، هل هو للتشجيع على بقاء البلاد من دون رئيس جمهورية؟ قيل له ان المعلومات المتوافرة ديبلوماسيا مفادها انه يزور بيروت ليحض الاطراف على ضرورة الانتهاء من الخلافات التي منعت الى الان انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فعقب: لماذا لم يأت قبل 25 ايار وقبل انتهاء المهلة الدستورية لانجاز الاستحقاق؟
ولم يشأ المصدر التأكيد ما اذا كان كيري يحمل افكارا ومخارج سيطرحها من أجل تنفيذ اختراق في موضوع الانتخاب المسدود الآفاق، وهل سيكون المنقذ؟ واكد أنه سيوجه رسالة من السرايا بعد محادثاته مع الرئيس سلام يشدد فيها على ضرورة انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد مرور تسعة ايام على الخلو الرئاسي في بعبدا. وشدد على انه يجب عدم تفسير زيارته بأنها للتدخل في موضوع الانتخاب لمرشح من دون آخر، بل تندرج في اطار ان الولايات المتحدة الاميركية هي عضو اساسي في “المجموعة الدولية لدعم لبنان” الحريصة على الحفاظ على الاستقرار السياسي والامني للبلد الذي يتلقى تداعيات سلبية من الازمة السورية.
وقال ان البند الثاني في جدول محادثاته هو وضع لبنان بعد اعادة انتخاب الاسد لولاية ثالثة في غمرة القتال المدمر الذي لم يتوقف حتى في يوم انتخابه، ومناقشة كيفية تحصين لبنان ضد اللجوء الكثيف من سوريا والذي بلغ نسبة مرتفعة من مجموع السكان، مما تسبب الى الآن بخسارة بقيمة 7 مليارات ونصف مليار دولار اميركي، وأعباء مالية تتكبدها الحكومة اللبنانية في مجال تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والسكن للاجئين، اضافة الى تجاوزات امنية ومنافسة العمال.
ولفت الى انه سيشيد بالجيش اللبناني وسيذكر بأن بلاده تقدم له مساعدات عسكرية وتدريبات في اكثر من مجال، وخصوصا مكافحة الارهاب.