سجال بين حرب وباسيل في مجلس الوزراء و«الدفاع الأعلى» يجتمع غداً
حركة لافتة للسفراء وأوساط سلام: لا انتخاب قبل 25 أيار إلا إذا حصلت معجزة
الراعي مصرّ على زيارة الأراضي المقدّسة وحزب الله سأل: ماذا سيجني المسيحيون منها؟
الاتصالات الداخلية والخارجية ارتفعت وتيرتها امس وتركزت على الاستحقاق الرئاسي، وهناك مروحة واسعة من الاتصالات والاجواء افضل من الايام الماضية، لكن الامور لم تتبلور بعد. كما تحدثت مرجعيات لبنانية عن ان الاتصالات الخارجية المكثفة لم تترجم بعد، لكنها توحي بأن الشغور اذا حصل سيكون قصيرا ولن تحدث اي مضاعفات.
وسألت مراجع نواباً في التيار الوطني الحر عن سبب اجواء التفاؤل التي يعيشونها في الايام الاخيرة وحديثهم عن ايجابيات في الاتصالات بين تيار المستقبل والوطني الحر فاكتفوا بالجواب: «الاجواء تحسنت لكن لم يصلنا الجواب النهائي بعد من الرئيس الحريري». وعندما سألت هذه المراجع احد نواب تيار المستقبل عن زيارة السفير السعودي الى بكركي وعن امكانية طرح اسم العماد ميشال عون للرئاسة اجاب: «ربما البحث تطرق الى اسم آخر، مع العلم ان هذا الاسم متداول بشكل جدي للرئاسة».
هذه الاجواء توحي بوجود تسريبات متناقضة ومطابخ، ربما وراء هذه التسريبات، لحرق هذا الاسم او ذاك.
وفي موازاة ذلك سجلت حركة لافتة في الايام الماضية للسفيرين الاميركي والسعودي وبعضها بعيد عن الاضواء، فيما يقود البطريرك الراعي سلسلة اتصالات مكثفة بشأن الاستحقاق عبر حض النواب المسيحيين على ضرورة المشاركة في جلسات الانتخاب.
وتشير المعلومات الى ان البطريرك الراعي يقود اتجاها الى مقاطعة اي عمل تشريعي حتى انتخاب رئيس جديد، وانه لا يجوز استمرار عمل المؤسسات وهناك فراغ في قصر بعبدا، علما ان الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ابلغا الراعي ضرورة ان يختار المسيحيون الرئيس ويتوافقوا على الاسم للسير به منعا لحصول الفراغ. وفي هذا الاطار تشير المعلومات الى ان الراعي ربما دعا القادة الموارنة الاربعة الى اجتماع في بكركي لبحث الملف ووضع لائحة بعدة اسماء من خارج الاقطاب الاربعة لكي يتم تسويقها مع الاطراف السياسية الاسلامية.
وفي مجال الاتصالات واللقاءات ايضا، غادر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الى السعودية لمقابلة الحريري، كما سافر الدكتور سمير جعجع الى باريس للقاء الحريري ايضا، كما سيزور جعجع عدداً من العواصم الاوروبية لبحث الاستحقاق.
اما في ما يتردد عن مساعي البطريركية والسفراء وتحديدا السفير الاميركي ديفيد هيل للتمديد سنة لسليمان، فان حزب الله عبر الشيخ نعيم قاسم ابلغ الجميع ان التمديد اصبح من الماضي، فيما نفى النائب في تيار المستقبل عاطف مجدلاني سير تيار المستقبل بتعديل المادة 62 من الدستور لابقاء الرئيس ميشال سليمان في منصبه. كما اشار النائب في جبهة النضال الوطني علاء الدين ترو الى ان تعديل المادة 62 من الدستور لابقاء الرئيس في منصبه لم يطرح بعد، معتبرا انه لا يوجد شيء جاهز وثابت ومكتوب لدرسه، مشيرا الى ان الفكرة ما زالت في الهواء.
كما ان الرئيس بري والعماد عون ابلغا المعنيين والوسطاء انهما لن يمشيا بالتمديد مطلقا.
اوساط سلام: لا رئيس قبل
25 ايار الا اذا حصلت معجزة
على صعيد اخر، نقلت صحيفة الرياض السعودية عن اوساط سياسية مقربة من رئيس الحكومة تمام سلام انه ليس متوقعا ان يتم انتاخب رئيس للجمهورية قبل 25 ايار الجاري الا اذا حصلت معجزة محلية واقليمية.
واضافت الاوساط «ان الكلام عن فراغ دستوري بعد 25 ايار ليس دقيقا لان ما سيحصل هو شغور في موقع الرئاسة الاولى وبالتالي لا يوجد فراغ، لان المؤسسات الدستورية ستبقى عاملة كما هي العادة، وسنستمر في رعاية شؤون المواطنين حتى لو لم يكن هناك رئيس للجمهورية»، لافتة «الى ان الدستور اللبناني ينص على حالة من هذا النوع في حال لم يتم انتخاب رئيس، بمعنى ان السلطة تناط بمجلس الوزراء مجتمعا».
وليلاً، اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث الى تلفزيون «الميادين» ان لا رئيس في المهلة الدستورية.
رسالة سليمان الى المجلس
ورد نواب من التنمية والتحرير
وكان لافتا امس الرسالة التي وجهها الرئيس ميشال سليمان الى المجلس النيابي بواسطة الرئيس بري، يطلب بموجبها، واستنادا الى الفقرة /10/ من المادة /53/ من الدستور، العمل بما يفرضه الدستور وما توحيه القوانين لاستكمال الاستحقاق الدستوري تفاديا للمحاذير والمخاطر التي قد تنشأ جراء عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل الـ25 من شهر ايار الحالي.
فيما اكدت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير، ان الرسالة ليس لها أي معنى مطلقا، وهي استعراضية، والمجلس يقوم بدوره وكتلة التنمية والتحرير تحضر الجلسات، واذا كانت الرسالة موجهة للبعض فان من حق هذا البعض عدم الحضور وممارسة حقه الدستوري، واكدت ان الرسالة ليس لها اي مفعول وقارنت المصادر بين قيمة واهمية رسالة الرئيس المرحوم الياس الهراوي الى المجلس النيابي التي طالب فيها بالغاء الطائفية السياسية وبين رسالة سليمان التي لم تحمل اي جديد.
زيارة حزب الله الى بكركي والتباينات
وامس سجلت زيارة وفد من حزب الله الى بكركي. وتؤكد المعلومات ان مجمل المواضيع التي بحثها البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي مع وفد حزب الله، لم تكن على قدر الآمال في الحد الادنى منها، من حيث تقارب وجهات النظر حول موضوعين اساسيين هما:
1 – زيارة الراعي الى فلسطين المحتلة والتي حاول وفد الحزب استشراف ما يمكن ان يحصل عليه المسيحيون من نتائج ايجابية، خصوصا ان اسرائيل سوف تجعل منها «بروباغندا» اعلامية لمصلحتها بغض النظر عن ارادة الراعي وزيارته الراعوية. وتقول اوساط كنسية ان الحزب الذي يعي جيدا مكائد اسرائيل التي لا يمكن ان تمرر وصول اول بطريرك عربي الى فلسطين، دون الاستفادة منه الى الحد البعيد سياسيا ودوليا، خصوصا انها سوف تظهر نفسها متسامحة دينيا، مع العلم انها تعمد الى التنكيل بالمسيحيين واجبارهم على الخدمة العسكرية. من جهته أسهب الراعي في شرح الاهداف الراعوية من ناحيتين قانونيتين : أولاً، ان يزور رأس الكنيسة رعيته كل خمس سنوات. وثانيا، انه قد اتخذت الاحتياطات كافة كيلا تستغل اسرائيل هذه الزيارة في اي مكان يزوره البطريرك، وعلم ان البطريرك تمسك بالقيام بالزيارة.
2 – الموضوع الرئاسي، اذ دعا الراعي وفد الحزب الى ضرورة تأمين نصاب انتخاب رئيس للجمهورية، وقال ذلك بإلحاح على ان يعمد الحزب الى تسمية مرشحه، وهذا ما دعاه الراعي الى فعله مبديا تخوفه من حصول فراغ طويل لا يعرف إذّاك احد كيف ستتطور الامور في المنطقة ولبنان.
واشارت المعلومات الى ان وفد الحزب اكد للراعي دعمه للعماد ميشال عون، في حال اعلن ترشيح نفسه، كما حدد له موقفه الرافض للتمديد للرئيس سليمان، وان حضوره جلسات المجلس النيابي مرهون بالتوافق على اسم رئيس توافقي.
وقال الشيخ نعيم قاسم في حديث تلفزيوني ان الزيارة «مشكلة».
وبعد مغادرة وفد حزب الله، وصل السفير السعودي علي عواض العسيري الى بكركي، واكد بعد الزيارة ان استحقاق الرئاسة على عاتق المسيحيين اولا و«ندعم اي توافق لبناني». مشيرا الى ان السعودية تدعم اي توافق لبناني بامتياز وليس من المقبول ان تتدخل اي دولة اخرى في الشؤون الرئاسية اللبنانية.
مجلس الوزراء
وقد شهدت جلسة مجلس الوزراء سجالا حادا بين الوزيرين بطرس حرب وجبران باسيل على خلفية اقتراح حرب اجراء تخفيضات على المكالمات الخلوية والهاتفية وغمزه من قناة عمل وزارة الاتصالات وسياستها الخاطئة، فرد الوزير باسيل متسائلاً عن تأثير هذه التخفيضات في مداخيل الدولة، وقد احيل المشروع الى التصويت، فصوت 12 وزيرا لمصلحة التخفيض وقرار الوزير حرب فيما اعترض عليه 10 وزراء.
كما طرح وزراء الكتائب ضرورة الحد من موضوع النازحين السوريين، وجرى نقاش ساخن حول هذا الملف وطرح بعض الوزراء اقامة مخيمات للاجئين. وهناك من اقترح ان تكون على الحدود اللبنانية – السورية ومن اقترح ان تكون داخل الاراضي السورية. وتم الاتفاق على وضع الخطوط العريضة لهذا الملف وتحديد عدد النازحين، على ان يوضع اطار للحل ودرسه من قبل الجميع في الجلسة المقبلة.
علما ان مجلس الدفاع الاعلى سيعقد اجتماعا صباح الغد في بعبدا لمناقشة الوضع الامني وملف اللاجئين السوريين.
وفي حين اقر مجلس الوزراء عدداً من التعيينات، فانه تم تأجيل تعيين اعضاء المجلس العسكري بسبب التباينات حوله.
يذكر ان جلسة مجلس الوزراء كانت ستعقد في قصر بعبدا، لكن الخلاف على تعيين اعضاء المجلس العسكري ادى الى عقدها في السراي، وجرى اقرار دفعة من التعيينات كانت موضع توافق مسبق، لان «العرف» يقضي بأن اي جلسة تشهد تعيينات يجب ان تعقد في قصر بعبدا.
جولة لسليمان والراعي في الشوف
ويبقى الحدث البارز في الشوف اليوم، حيث يقضي رئيس الجمهورية والبطريرك الراعي يوما شوفيا حافلا يبدأ برعاية مصالحة بريح، في حضور جنبلاط والقادة الروحيين، وينتقل الجميع الى المختارة حيث اعد جنبلاط استقبالا حاشدا في حضور حشد من مشايخ الطائفة الدرزية. ثم يقوم الرئيس سليمان بعد الظهر بافتتاح مستشفى ميشال سليمان في دير القمر. وعلم ان جنبلاط سيشيد في كلمته بمواقف سليمان ووسطيته واعلان بعبدا، علما ان اوساط جنبلاط اكدت على انه ومن خلال هذه الزيارة سيؤكد جنبلاط على موقعه الوسطي، وعلى ان هذه الزيارة ليست موجهة الى أي طرف سياسي على خلاف مع سليمان.