سحر «المونديال» خطف أنظار 3 مليارات مواطن والبرازيل هزمت كرواتيا
الجيش العراقي يستعيد المبادرة ويوقف تقدم «داعش» والأكراد سيطروا على كركوك
واشنطن : لن نرسل قوات برّية.. روحاني : سنكافحهم.. موسكو : لإجراءات فورية
حدثان خطفا انظار العالم امس، بدء العرس الكروي العالمي في البرازيل، والاحداث العراقية مع تقدم حركة «داعش» في مناطق واسعة في العراق.
اكثر من 3 مليارات مواطن تابعوا سحر كأس العالم امس، بيما نصف اللبنانيين حرموا هذه «المتعة» التي تمر كل 4 سنوات نتيجة تضارب المسؤوليات والجشع المالي، اذ احترقت اعصاب اللبنانيين وهم حائرون كيف سيتابعون هذا الحدث بعد ان رفضت قطر اعطاء تلفزيون لبنان حق البث، فيما شركة «سما» المالكة الحصرية للنقل التلفزيوني لا تملك كل التجهيزات لتغطية كل لبنان. لكن اللبنانيين اكتشفوا متأخرين 3 محطات وتمكنوا من خلالها متابعة المونديال وهي محطة هندية واخرى المانية ومحطة TF1. وقد فازت البرازيل في المباراة الافتتاحية ضد كرواتيا (3-1) (التفاصيل صفحة 19 -20 ).
وفي موازاة الاهتمام بسحر المستديرة الكروية، فان الاحداث العراقية كانت محور اتصالات عالمية مع تقدم حركة «داعش» في مناطق عراقية، رغم انها لم تحقق امس اي تقدم على الارض مع قيام قوات النخبة العراقية بهجوم مضاد ادى الى معارك عنيفة على مشارف تكريت والموصل، اما التطور الابرز فتمثل بانسحاب الجيش العراقي من كركوك الغنية بالنفط وسيطرة قوات البشمركة.
اما التطور البارز فتمثل بقيام قوات «داعش» بفتح ممرات بين قرية الحسكة السورية ونينوى في العراق حيث فتحت خطوط الامداد بين المنطقتين، علما ان «داعش» دعت انصارها للتقدم نحو بغداد، فيما انسحب الجيش العراقي من الشريط الحدودي مع سوريا عبر غرب الانبار، حيث المقر الرئيسي للعشائر العربية.
واتهمت مصادر عراقية قوات تابعة للرئيس العراقي السابق صدام حسين عبر ضباط في الحرس الجمهوري العراقي بقيادة الهجمات وكان لهؤلاء الضباط الدور البارز في التخلي عن الموصل وانهم يتبعون لنائب الرئيس العراقي السابق عزت الدوري ويقومون بالتنسيق والقتال مع مسلحي «داعش» بقيادة ابو بكر البغدادي الذي شوهد امس في الموصل يقود «جيب هامر» اميركي غنمه المسلحون من الجيش العراقي.
وليلا، استمر صدور البيانات المتعلقة بالازمة العراقية، فأعلن متحدث باسم البيت الابيض ان واشنطن ليس لديها خطط لارسال قوات برية الى العراق، فيما اكد السفير الايراني ردا على سؤال عن تدخل بلاده عسكريا في العراق فقال «العراقيون اولى بالمعروف وهم اهل البلد والبيت ويدرون ما فيه ولديهم قراراتهم».
اما المندوب الروسي في الامم المتحدة، فدعا الى اتخاذ اجراءات فورية لمواجهة ما يجري في العراق.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد كشفت عن انهيار في بنية الاجهزة الامنية العراقية وهناك خلل واضح في رد القوات العراقية على المتشددين.
وفي المقابل، أكد الرئيس الاميركي باراك اوباما «إدانة بلاده للهجمات التي يشنها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، والتزام واشنطن بمساعدة الشعب العراقي في تصديه للتهديدات التي يمثلها تنظيم «داعش» للعراق والمنطقة بأسرها».وأشار اوباما في بيان الى أن «أميركا ستدعم مختلف القادة السياسيين العراقيين في الوقت الذي يعززون فيه من الوحدة الوطنية اللازمة لمواجهة «داعش»، موضحا أن «الإدارة الأميركية تعمل حاليا مع الكونغرس لدعم صندوق الشراكة لمكافحة الإرهاب الذي سيوفر الموارد التي يحتاجها العراق لمواجهة الإرهابيين».
واكد أوباما انه «ستكون هناك تحركات عسكرية قصيرة المدى وفورية ينبغي عملها في العراق»، مشددا على «اننا مستعدين للقيام بأي عمل عسكري عندما يتعلق الأمر بتعرض أمننا القومي للخطر».
في غضون ذلك فشل مجلس النواب العراقي في الاستجابة لمطلب المالكي بإعلان حال الطوارئ في البلاد بسبب عدم حضور الاعضاء جلسته الاستثنائية. ولوح ائتلاف المالكي باللجوء إلى المحكمة الاتحادية، فيما دعت الأمم المتحدة قادة البلاد إلى تناسي خلافاتهم، بينما أعلنت الجامعة العربية أنها ستعقد اجتماعًا لمناقشة التطورات الأمنية والسياسية في العراق.
فقد رفع رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي جلسة البرلمان العراقي إلى أجل غير مسمى لعدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة الطارئة التي كان مفترضًا عقدها الخميس لمناقشة طلب اعلان حالة الطوارئ قدمه رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، بعد سيطرة عناصر تنظيم داعش على مدينة الموصل.
وجاء التأجيل رغم اعلان رئيس كتلة الاحرار الصدرية النيابية مشرق ناجي أن التحالف الوطني «الشيعي» وخلال اجتماع عقده صباحاً قرر التصويت مجتمعاً على فرض حالة الطوارئ في العراق. وأشار إلى أنّ رؤساء الكتل البرلمانية في التحالف الوطني قرروا خلال إجتماعهم على التصويت لصالح فرض حالة الطوارئ في العراق لدعم القوات الأمنية في دحر الإرهاب من مدن العراق.
لكن غياب نواب ائتلاف «متحدون للاصلاح» بزعامة النجيفي وآخرين عن الجلسة أفشل تحقق نصابها القانوني، حيث يرفض المتغيبون اعلان الطوارئ خوفًا من استغلال المالكي لقوانينه في اصدار تعليمات واتخاذ اجراءات تعزز من صلاحياته ومواجهته لخصومه، ويرون أن اعادة هيكلة القوات المسلحة إجراء أكثر نفعًا من الطوارئ.
الأمم المتحدة تدعو القادة العراقيين للتوحد
الى ذلك أعلن أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي أن اجتماعًا للجامعة سيعقد مطلع الاسبوع المقبل لبحث الوضع في العراق. وقال العربي في تصريح صحافي «لدينا اتصال مع الحكومة العراقية لبحث الوضع الامني في العراق». وأشار إلى أنّ اجتماعًا سيعقد لوزراء العدل والداخلية العرب لاتخاذ اجراءات تنفيذية محددة وتجنيد كل الدول العربية للقضاء على آفة الارهاب.
في ردود الفعل اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان ايران «ستكافح عنف وارهاب» «داعش» التي شنت هجوما في شمال غرب العراق. ولم يذكر روحاني تفاصيل عن التحركات التي قد تقوم بها ايران لدعم الحكومة العراقية.
من جهته استبعد أمين عام حلف الأطلسي دورا للحلف في العراق، وقال إنه يتابع الموقف عن كثب، في وقت يتصاعد جدل روسي أميركي حول ما يجري في العراق.
وفي التفاصيل، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن تقدم مقاتلي تنظيم داعش في العراق يهدد وحدة وسلامة أراضي العراق ويشكل فشلا «تاما» للتدخل الأميركي والبريطاني في هذا البلد.
وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية، إيتار تاس، إن «ما يحدث في العراق يعكس الفشل التام للمغامرة التي قامت بها أولا الولايات المتحدة وبريطانيا، ثم فقدتا السيطرة عليها نهائيا»، وأضاف أن «وحدة العراق مهددة».
المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، أعرب عن «دعم بلادها الكامل للحكومة العراقية في حربها ضد مسلحي تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» المعروف بـ «داعش» الذين سيطروا على مناطق كبيرة من شمالي العراق».
وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اشار الى ان «الحكومة العراقية يجب أن تتعامل مع الاضطرابات المسلحة والعنف في البلاد»، مشددا على أن «بريطانيا لن تتدخل عسكريا».واوضح في حديث لشبكة «بي بي سي» البريطانية ان «بريطانيا تنظر في ارسال مساعدات انسانية، ولكننا قلقون بأن مئات الآلاف من المواطنين تم تشريدهم»، لافتا الى انه «على القيادة العراقية الرد على الاضطرابات، لانها دولة ديمقراطية بحكومة منتخبة تمتلك موارد كبيرة والمسؤولية الأساسية تقع على عاتقهم في بلادهم للتعامل مع هذه القضية». كذلك أكدت الحكومة التركية انها «لا تسعى الى تفويض لأي تدخل عسكري داخل الأراضي العراقية».
وفي مواجهة زحف جهاديي «داعش» في اتجاه بغداد، تعهدت واشنطن بزيادة المساعدة للعراق، وهي تدرس شن ضربات جوية بواسطة طائرات بدون طيار في حال طلبت الحـكومة العراقية ذلك.
وقال المسؤول في وزارة الخارجية الاميركية جورج كارني: «سوف نعمل مع الكونغرس لدعم صندوق الشراكة لمكافحة الإرهاب الذي أنشئ حديثاً، والذي سيؤمن المرونة والموارد الضرورية لمساعدة العراقيين على تلبية الحاجات المستجدة مع استمرار تطور التهديد الإرهابي الناجم عن الدولة الإسلامية في العراق والشام». وأضاف أنه «عملاً باتفاق الإطار الاستراتيجي، سوف نواصل أيضاً ونعزز بحسب الحاجة المساعدة للحكومة العراقية للمساعدة على بناء قدرة العراق على وقف مساعي الدولة الإسلامية في العراق والشام لنشر الفوضى في العراق والمنطقة، وذلك بشكل فاعل ومستديم».
الوضع الميداني
وكان مقاتلو «داعش»، قد سيطروا، الأربعاء، على مدينة تكريت وهم يتقدمون في اتجاه بغداد. واضطرت أكثر من 2500 عائلة إلى مغادرة منازلها في الموصل، وهي مدينة يقدر عدد سكانها بمليوني نسمة، ولجأت إلى مساجد ومدارس. ودخلت نحو 100 ألف عائلة إلى اربيل في إقليم كردستان العراق.
في المقابل دعا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» أنصاره للتقدم إلى بغداد.وأشار موقع «سايت» الأميركي، الذي يراقب مواقع المتشددين، إلى تسجيل صوتي نسب إلى المتحدث باسم التنظيم، أبو محمد العدناني، دعا خلاله مقاتلي التنظيم للتوجه إلى بغداد، وانتقد في الوقت ذاته رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لعدم «كفاءته».وقال حسب ترجمة موقع «سايت»: «واصلوا الانتشار. المعركة لم تحتدم بعد، ولكنها ستحتدم في بغداد وفي كربلاء. كونوا على أهبة الاستعداد». وأضاف: «ازحفوا على بغداد».
وفي كلامه إلى المالكي الذي وصفه بـ«بائع الشعارات» قال: «لا يوجد شخص مجنون أكثر منك إلا الذين يقبلون بك رئيس حكومة وقائدا».وأضاف «لقد خسرت فرصة تاريخية لشعبك في السيطرة على العراق».
في الاثناء بدأت محافظات العراق بتشكيل قوات رديفة للجيش تضم الالاف من المتطوعين المدنيين لمواجهة تمدد مسلحي تنظيم داعش وسيطرتهم على عشرات المدن والبلدات العراقية فيما امر المالكي بتولي مكاتب الأمن الوطني ترتيب عمليات التطوع هذه كما تم تخصيص معسكر في بغداد لتجميع القوات المنسحبة من مواقعها فيما تم الاعلان عن وصول القادة الثلاثة المتهمين بسقوط الموصل إلى بغداد وسط تكهنات باحالتهم إلى محاكم عسكرية.
فقد بدأت محافظات العراق الوسطى والجنوبية عمليات تشكيل جيش رديف للقوات الأمنية دعا اليها رئيس الوزراء نوري المالكي لتساعدها في التصدي لمسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية «داعش» الذين نجحوا في اختراق محافظات نينوى وصلاح الدين وديإلى والرمادي وبسطوا سيطرتهم على العشرات من المدن والبلدات فيها اثر الانهيار المفاجئ والغريب للقوات المسلحة.
وطالب رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي مديرية الحشد الشعبي بتثبيت التطوع من خلال مراجعة مكاتب الأمن الوطني في جميع المحافظات. وأشار في بيان إلى أنّه «استجابة لمطالب اعداد غفيرة من ابناء العراق الغيارى في اعقاب التطورات الأمنية الاخيرة بالوقوف إلى جانب القوات المسلحة ومساندتها في التصدي للارهاب ودحر قوى الظلام والدفاع عن حدة العراق وحماية المراقد المقدسة ولتنظيم شؤون المتطوعين نوجه مديرية الحشد الشعبي بتثبيت التطوع من خلال مراجعة مكاتب الأمن الوطني في جميع المحافظات».
من جهة اخرى أعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة عن تنفيذ طلعات جوية على تجمعات مسلحي دولة العراق والشام الاسلامية «داعش» في نينوى وأطرافها مؤكدًا على أنه حقق إصابات مباشرة على أوكار داعش في معسكر الغزلاني جنوبي الموصل. وأضاف أن «القوات الجوية وطيران الجيش نفذتا ظهر اليوم (امس) طلعات جوية على تجمعات إرهابيي داعش لوقف التحركات العدوانية في نينوى وأطرافها موضحا انها «قصفت تجمعا لداعش في معسكر الغزلاني في الموصل وحققت إصابات مباشرة بأوكار الإرهاب».
وعلى الصعيد العسكري نفسه فقد أعلنت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان بأن قواتها سيطرت بصورة كاملة على مدينة كركوك (225 كم شمال شرق بغداد) والجيش العراقي غادر المدينة خوفاً من هجمات داعش.
وقال أمين عام الوزارة الفريق جبار ياور أن «قوات الجيش العراقي غادرت كافة المناطق الكردية في محافظة كركوك، وقوات البيشمركة تمركزت في أماكنهم».
وأشار إلى أنّ «الجنود التابعين لقوات الجيش العراقي قاموا بترك جزء كبير من معداتهم ومستلزماتهم العسكرية بعد إنسحابهم». وتعد كركوك من المناطق المتنازع عليها بين المركز واقليم كردستان والتي تعـتبر من المحافظــات الغنية بالنفــط.