IMLebanon

سفراء غربيّون : أولويّة المجتمع الدولي العراق لا لبنان

ما زال مصير الاستحقاق الرئاسي في علم الغيب ويكتنفه الغموض الى أبعد الحدود، في ظلّ الأجواء الداخلية الضبابية حيث وجهات النظر لم تزل متباعدة والكل متمترس وراء مواقفه دون بروز أي تنازلات وهذا ما يُنقل عن المرشحين الاساسيين لموقع رئاسة الجمهورية، بمعنى ليس في الأفق من اي اختراقات على الجبهة الداخلية، في حين يكشف مرجع سياسيّ في مجالسه بأن ما يقال من تسوية اقليمية مدعومة دولياً انطلقت من العراق بازاحة نور المالكي ووصولاً الى لبنان لإزالة المعوقات أمام انتخاب رئيس في لبنان، فذلك لا أساس له من الصحة ومجرد تحليلات وإن كان إبعاد المالكي له ايجابيات بعد الاداء السيئ الذي مارسه وادى ما أدى اليه في حين ان المواقف الخليجية المرحبة بتعيين حيدر العبادي وتكليفه بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فهذا ايضا أمر ايجابي وتحديداً عبر تأييد المملكة العربية السعودية وتهنئتها لهذه الخطوة بعد السنوات العجاف التي قضاها المالكي في الحكم.

انما هذه التطورات يضيف المرجع لا تنتج تسوية في لبنان في المدى المنظور أمام الخلاف المستحكم بين المكونات السياسية الداخلية، اضافة ان الحروب في المنطقة سارية المفعول إن في سوريا أو العراق والملف النووي الايراني مكانك راوح ولم تتبلور معالم توافق دولي مع طهران بهذا الشأن، وعليه وفي غضون هذه المعطيات الاقليمية فإن معلومات جدّ دقيقة تنقل عن سفراء غربيين في لبنان مفادها أن قادة المجتمع الدولي يركزون اهتماماتهم على ما يجري في العراق بعد «الطحشة الداعشية» والتي ادت الى خلل ديمغرافي ومجازر ونزوح ترك ريبة لدى هذه الدول ومن هنا جاء التدخل العسكري الغربي خوفا من امتداد هذه الظاهرة الى ساحل البحر المتوسط، ومن هذا المنطلق فان الاولوية تصبّ في هذا الاطار اي الانكباب على معالجة الاوضاع في العراق خوفاً من خروج الامور عن مسارها ووصول هذه الظواهر الى دول أخرى، لذا اجواء التسوية ربطاً بازاحة المالكي غير دقيقة وان تركت ايجابيات كثيرة.

وفي سياق متصل أبدت مصادر في «تيار المستقبل» ارتياحها لبقاء السفير السعودي علي عواض عسيري في لبنان ولا سيما في هذه المرحلة البالغة في الدقة والخطورة وتأجيل مغادرته الى موقعه الجديد في باكستان بناء على توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وذلك نابع من حرص العاهل السعودي على أمن واستقرار لبنان وهذا المعطى الاساسي الذي أبقى عسيري اضافة الى عناوين أخرى تضيف المصادر تقتضي تواجد السفير السعودي في لبنان وتحديداً المكرمة السعودية المخصصة للجيش اللبناني ومتابعتها في سياق تنسيق المملكة مع المحور الاساسي المولج بهذه الهبة اي الرئيس سعد الحريري حيث كلفه الملك عبدالله بمواكبة ومتابعة الهبة المذكورة وبناء عليه كانت زيارة زعيم «تيار المستقبل» لجدة لهذا الغرض.

وفي الاطار عينه تقول مصادر «المستقبل» ان بقاء عسيري يتمحور في مواكبة الايجابيات التي برزت وفي طليعتها عودة الحريري وما حظيت به من ترحيب وما ولّدته من ايجابيات بالجملة على مختلف المستويات، الى ترتيب البيت السّني عبر انتخاب مفتٍ جديد والمأدبة التكريمية في «بيت الوسط»، والتي جمعت كل القيادات الروحية والسياسية وهنا تبرز بصمات المملكة وحيث كان الرئيس الحريري «ام الصبيّ» فيما جرى ما يعني هنالك متابعة لاستكمال خطوات اخرى تصبّ بالمحصلة في خانة الاستقرار.

واكدت مصادر المستقبل ان الحاجة للدور السعودي ضروري والذي عاد الى لبنان ضارباً بقوة وحاملاً بوادر الحلول والايجابيات، ولذا من المرتقب ان يواكب السفير السعودي مساء الاستحقاق الرئاسي من زاوية تقريب المسافات بين المكونات السياسية كافة، دون ايّ تسويق لهذا المرشح او ذاك، خصوصاً وان الرياض لا تقبل ان تعيّن سفيراً جديداً لا يقدّم اوراق اعتماده للرئيس العتيد للجمهورية حرصاً منها على التعاطي مع مؤسسات الدولة الدستورية وفق الاعراف والآليات المتبعة، الامر الذي تشير اليه المصادر نفسها والتي ترى ذلك لصالح البلد في هذه الظروف المصيرية التي يجتازها لبنان والمنطقة.