حمّل مصدر قيادي في 8 آذار دماء شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا بالامس في جرود عرسال نتيجة الهجوم الذي شنه نحو الفي مسلح من تنظيم «داعش» المقيم في بلدة عرسال لقوى 14 آذار بشكل عام، وعلى وجه الخصوص لـ «تيار المستقبل» الذي يمارس التحريض منذ سنوات على الجيش اللبناني ويقيّد حركته واجراءاته والذي يتخذ في المرحلة الحالية من الحرب على سوريا ذريعة لهذه السياسة وراح يرسل نوابه الى عرسال خصوصا بعد ما اعدم مسلحوها ضباط وعناصر من الجيش اللبناني وجرى تمييع استشهادهم.
ودعا المصدر الادارة الاميركية التي تبدي حرصها الدائم على استمرار الاستقرار الداخلي في لبنان الى الخروج من الدائرة الرمادية فيما يخص الموضوع اللبناني وانتشار الارهاب فيه والمطلب السريع من ادواتها في لبنان وتحديدا «تيار المستقبل» الذي بات امام مفصل تاريخي يلزمه الوضوح العلني في موقفه، لان الامور في لبنان ذاهبة باتجاه الاسوأ، واذا استمر بتهجمه هذا فهناك مناطق ستفقد الدولة سيطرتها عليها كما فقدت السيطرة على عرسال ومن هذه المناطق بعض قرى البقاع الغربي، ومنطقة الشمال، واقليم الخروب والناعمة وسأل المصدر القيادي هل لتيار المستقبل مصلحة بالانهيار التدريجي للدولة وهل يتحمّل مسؤولية سقوط الدولة نتيجة تحريضه الممنهج والتدريجي.
واشار الى ان تيار المستقبل اذا استمر يختبىء خلف ربطات العنق التي لم تستطع اخفاء داعشيته، لذلك يدعو المصدر القيادي الادارة الاميركية ان تترجم حرصها على الاستقرار بتوفير المناخ السياسي الذي يسمح للجيش اللبناني باتخاذ الاجراءات التي تحول دون وصول «داعش» الى الساحل الشرقي للبحر الابيض المتوسط، اما الاتصالات الهاتفية التي اجراها السفير الاميركي مع قائد الجيش جان قهوجي والتي اعلن فيها تأييده وتضامنه مع الجيش لن تمنع «الدواعش» اللبنانيين من السيطرة على المناطق التي ذكرناها، بل بتوجيه اوامر سريعة لقوى 14 آذار وتحديدا «تيار المستقبل» ان يتوقفوا عن التحريض وزرع الفتنة بين اللبنانيين عبر وسائلهم الاعلامية ونوابهم.
واكد المصدر القيادي في 8 آذار ان المسلحين الذين هاجموا مواقع الجيش اللبناني في منطقة عرسال يقيمون في البلدة ومن مخيمات النازحين التي ما زالت الامم المتحدة تعمل على توفير كل المساعدات لبقاء هؤلاء المسلحين في عرسال وفي المنطقة المسماة المنطقة الانسانية العازلة، فالامم المتحدة باتت في موضع الشك الكبير لدى العديد من اللبنانيين بأنها تتواطأ مع المسلحين لاستهداف الجيش اللبناني الذي تحسس خطر هذا الهجوم منذ ايام الا انه واجه بالامكانات المتوفرة. ولفت الى ان الهجوم الذي شنه داعش على عرسال اظهر وجود قيادة مركزية تتمتع بقدرات وامكانات كبيرة لمجرد اعطاء الامر بمهاجمة مواقع الجيش على توقيف جمعة قائد «لواء التوحيد» الذي كان يقود المعركة في مدينة القصير، كتلك القيادة المركزية التي كانت وما زالت تتخذ من مدينة حلب مركزا لها، وهي المسؤولة عن كل السيارات المفخخة التي انفجرت في الضاحية والهرمل وغيرهما وهذه القيادة هي التي توعز للمسلحين الجرحى في المعارك في سوريا والمكوث في البقاع الغربي والذي يصلونه عن طريق شبعا.
وتمنى المصدر على جميع المعنيين التعامل مع خطر «داعش» من زاوية وطنية، ولا من باب المصالح الشخصية ولا نأبه لمن يرضى ولمن لا يرضى فدماء اللبنانيين ومصالحهم هي فوق كل اعتبار وعلى الجميع الوقوف موحدين قبل ان يهجّر مسيحيو البقاع الشمالي والغربي، وقد يسترجع الجيش المواقع التي سيطرت عليها داعش العرسالية ولكن اذا عاد للاجراءات الامنية نفسها التي كان يعمل بها قبل الهجوم الى ما بعده فلينتظر الجميع هجوم اقسى مما سبقه وسيدفع الجيش من ضباطه وجنوده المزيد من الشهداء ولكي لا تتكرر حادثة استشهاد المقدم مشعلاني ثانية لا بد من اتخاذ اجراءات السيطرة على عرسال ومخيمات النازحين فيها والتدقيق بعمل هيئات الاغاثة التابعة للامم المتحدة وغير ذلك يعني التسليم بادارة داعش للبلدة والتي قد يكون البعض القليل من سكانها غير راض على سقوط بلدتهم من يد الدولة لمصلحة داعش.