IMLebanon

سلام لـ”النهار”: قرار بتكثيف الجهود لدعم لبنان مرسوم هيئة الإشراف لم يُنشر في الجريدة الرسمية

تعود الحركة السياسية الى زخمها مع التحرك الدولي لمكافحة الارهاب، ومع عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى بيروت، وسفر رئيس الوزراء تمام سلام الى الدوحة غداً، حيث سيبحث مع المسؤولين القطريين في ملف العسكريين المخطوفين والوساطة القطرية، والمساعدات العربية لدعم لبنان في تحمل وزر اللجوء السوري، اضافة الى دور الدول في خطة مكافحة الارهاب المتمثل بـ”الدولة الإسلامية” وتنظيمات أخرى.

وعشية سفره تحدث الرئيس سلام الى “النهار” فقال: “إن هناك قراراً دولياً وإقليمياً وعربياً بتكثيف الجهود لدعم لبنان ومساعدته على مواجهة المرحلة الراهنة وخصوصاً ما يتعلّق منها بالتضامن الداخلي في التصدي للارهاب، وهذا الدعم ليس معنوياً فحسب، وإنما أيضا من خلال المساعدات الميدانية والتي كانت أبرزها هبة المليار دولار من المملكة العربية السعودية، فضلا عن التحرك الاميركي والفرنسي والبريطاني والاوروبي عموما في مجال الدعم العسكري”. ونوّه بتوقيع المساعدة الفرنسية أمس بقيمة 10 ملايين دولار في إطار الصندوق الائتماني الدولي وهو أمر سيشهد قريباً مزيداً من الدعم للبنان في إطار مجموعة الدعم التي ستلتئم لاحقا في نيويورك. وأوضح انه سيلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري على هامش أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة هذا الشهر في نيويورك.

ووصف الرئيس سلام زيارته الرسمية غدا لقطر على رأس وفد وزاري بأنها تدخل في إطار “التواصل والمتابعة والشكر على ما قدمته قطر من مساعدات للبنان”، كاشفاً ان جولته العربية ستشمل أيضا بعد زيارته نيويورك، الامارات ومصر وعمان والبحرين ودولاً عربية أخرى.

وعن ملف المخطوفين العسكريين والامنيين في عرسال قال إن هذا الملف سيكون في إطار المحادثات التي سيجريها في قطر نافيا أن يكون المدير العام للأمن العام اللواء عباس أبرهيم موجود في الدوحة، موضحا أن الاخير سيكون في عداد الوفد المرافق لوزير الداخلية نهاد المشنوق.

وخلص الى القول :”يمكنني أن أطمئن اللبنانيين الى أنه بالحرص ولو بالحد الادنى على التضامن الداخلي يمكننا مواجهة هذه المرحلة باعتبار أن تضامننا هو السلاح الامضى”.

الانتخابات

أما ملف الاستحقاق الانتخابي، رئاسياً ونيابياً، فاستعاد زخمه أيضاً مع عودة الرئيس بري الذي لا يزال وحده يغرد خارج سرب التمديد قائلاً: “وصلنا الى طريق مسدود ولا بد من احداث صدمة تعيد الروح الى المؤسسات. ولم يبق أمامنا سوى حلين: حصول انقلاب عسكري، وهذا الامر لم ولن يحصل، أو التوجه الى الانتخابات”.

ورأى الرئيس نجيب ميقاتي “أن هناك صعوبة بالغة في اجراء الانتخابات النيابية في موعدها بسبب الظروف التي يشهدها لبنان، وبالتالي فإن تمديد ولاية مجلس النواب، يعتبر كما قلت سابقا، أبغض الحلال”. وأمل أن تتم الاستحقاقات اللبنانية “على البارد”، لافتاً الى “أن النظام اللبناني بأكمله مكبل، ولم يعد قادراً على الانتاج، وبالتالي لا بد ان تكون صدمة ايجابية لإعادة الحركة الى هذا النظام، قد تكون أقل من الطائف واكثر من الدوحة، من اجل ايجاد السبل الكفيلة بعودة عمل مؤسسات الدولة بانتظام عام “.

وبعدما اقر مجلس الوزراء في جلسته الاربعاء تعيين هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية، صرّح وزير الداخلية سابقاً زياد بارود بأن القرار جاء متأخراً وخارج المهلة القانونية الالزامية التي فرضها قانون الانتخاب النافذ رقم 25/ 2008، مشيرا الى ان التأخر في تشكيل الهيئة ينطوي على تداعيات قانونية تهدد سلامة العملية الانتخابية برمتها.

هل طارت الانتخابات؟

وعلمت “النهار” من مصادر وزارية ان مرسوم تعيين الهيئة المشرفة على الانتخابات النيابية لم يصدر صباح أمس في الجريدة الرسمية على رغم أنها المهلة الاخيرة لصدوره، والسبب أن وزير “التيار الوطني الحر” الياس بوصعب الذي اعترض في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة على عدد من أسماء أعضاء اللجنة لم يقدم بديلا منها وبالتالي لم يوقّع المرسوم. وأعتبرت المصادر أن هذا التطور يجعل التمديد لمجلس النواب أكثر ترجيحاً بعدما تعددت وجوه الطعن في إجراء الانتخابات النيابية وآخرها عدم صدور مرسوم الهيئة المشرفة على الانتخابات والتي كان من المفترض أصلا أن تعيّن قبل شهر من دعوة الهيئات الانتخابية.

وأوضحت المصادر أن الوزير بوصعب الذي مثّل التيار في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة نتيجة غياب وزير الخارجية جبران باسيل رفض الاسماء التي تمثل الموارنة والارثوذكس والكاثوليك المرشحة لعضوية الهيئة فكان جواب الرئيس سلام أن في امكانه أن يختار بين رفيق شلالا وفاديا كيوان عن الموارنة وبين وائل خير ووهيب معماري عن الارثوذكس وأن يقترح بديلا من الكاثوليكي ميشال أليان. إلا أن الوزير بوصعب أجاب أنه لا يستطيع في الجلسة أن يطرح بدائل فطلب منه الرئيس سلام أن يوافيه بالبدائل صباح امس حرصاً على اتمام الحكومة واجباتها حيال استحقاق الانتخابات النيابية، لكن الوزير بو صعب لم يقم بذلك. وأشارت المصادر الى أن بند تعيين الهيئة مدرج على جدول الاعمال منذ أسبوع، كما ان وزير الاعلام رمزي جريج حرص في تلاوته المقررات الرسمية على اعلان تشكيل الهيئة برئاسة القاضي السابق نديم عبد الملك. وذكرت ان المعلومات المتداولة تشير الى ان اللقاء الأخير للعماد ميشال عون والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله تضمن اتفاقاً على تمديد ولاية المجلس مما يشير الى ان ما جرى في جلسة مجلس الوزراء كان ترجمة لهذا الاتفاق.

الهيئات الاقتصادية

من جهة أخرى، لم تشأ الهيئات الاقتصادية رفع نبرة التحدي عالياً كما اعتادت أن تفعل في ظل الحكومات السابقة، فجاء مؤتمرها الصحافي الذي عقدته أمس في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان نسخة منقحة عن بياناتها السابقة التي تعرض لخطورة الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية، مع جديد واحد هو الدعوة السريعة الى انتخاب رئيس للجمهورية.

الامن والتسليح

امنياُ، استمر الجيش اللبناني في ملاحقة اللاجئين السوريين المشكوك في انتمائهم الى تنظيمات ارهابية أو تعاونهم معها، فقبض على 13 منهم وضبط معهم أجهزة خليوية وكومبيوترات في عمليات دهم في رأس الدكوانة والسلاف.

وفي عرسال، أقدمت مجموعة مسلحة من “جبهة النصرة” و”داعش” على تحطيم محتويات ثلاث كسارات عائدة الى كل من محمد علولي و المختار ملحم الحجيري وهاني الحجيري ولوازمها ومعداتها، واستولت على عدد من الجرافات ونقلها الى الجرود.

وفي شأن يتعلق بمكافحة الارهاب، استرعى الانتباه كلام للسفير الاميركي ديفيد هيل، اثر لقائه رئيس الوزراء، اعلن فيه تزويد بلاده الجيش اللبناني مزيداً من السلاح. وقال: “على مدى الأسبوعين الماضيين، وصلت إلى هنا سلسلة شحنات سريعة من الأسلحة الاميركية، كان طلبها الجيش اللبناني بعد الهجوم الذي حصل في عرسال. وهذه الشحنات التي دفع ثمنها الشعب الأميركي، ستساعد الجيش على تأمين حدود لبنان وعلى الحاق الهزيمة بالجماعات المتطرفة التي عبرت الحدود. وقد وصل الى لبنان هذا الاسبوع تحديداً، المزيد من صواريخ هيلفاير”.

وأضاف: “يمكنني أن أعلن اليوم أننا قد وصلنا إلى نقطة جديدة، بحسب النقاش الذي أجريناه للتو مع رئيس الوزراء سلام. لقد طلبت الحكومة اللبنانية والجيش طائرات إضافية من الولايات المتحدة، طائرة “سيسنا” مزودة السلاح وطائرات خفيفة للاسناد الجوي. وستعمد الولايات المتحدة أيضاً إلى تسليح طائرة “سيسنا” كانت قد وفرتها للجيش اللبناني سابقا. ونحن نعتزم دعم تلك الطلبات، وذلك باستخدام الأموال التي قدمتها المملكة العربية السعودية بسخاء الى لبنان”.

أوباما والبطاركة

واوضحت مصادر في السفارة الاميركية في بيروت ما تناقله بعض وسائل الاعلام عن لقاء الرئيس باراك اوباما بطاركة الشرق وكلامه عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد، فأبلغت “النهار” أن الرئيس اوباما قال: “إن وحشية نظام الاسد تسببت بمعاناة فادحة في صفوف الشعب السوري بمن في ذلك المسيحيون”. واكد ان “بشار الاسد فقد كل شرعية لقيادة سوريا، ولهذا السبب تدعم الولايات المتحدة المعارضة السورية المعتدلة كثقل مواز لكل من الاسد وتنظيم الدولة الاسلامية”.