أكد لـ «المستقبل» أن انتخاب رئيس «بندٌ دائم» على جدول أعمال مجلس الوزراء
سلام يرفض اقتراح باسيل التواصل مع الحكومة السورية
رغم انطلاقة الحكومة الجديدة منذ يوم الخميس الفائت وإقرارها جدول أعمال «بالتوافق» بعد التفاهم على منهجية عملها في ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية، يتمسك رئيسها تمام سلام بأن يبقى موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية «بنداً دائماً على جدول أعمال كل جلسة»، كما قال لـ«المستقبل»، في حين يصرّ على مبدأ «النأي بالنفس» الذي ورد في بيان الحكومة الوزاري أيضاً، رافضاً اقتراحاً من وزير الخارجية جبران باسيل، كما كشف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«المستقبل»، يقضي بالتواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية لمعالجة ملف مخيمات النازحين السوريين.
وقال سلام: «نحن نعمل ونصرّ على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأنا متمسك بإبقاء هذا الموضوع بنداً دائماً على جدول أعمال مجلس الوزراء، سأثيره في كل جلسة وأرفع الصوت من أجل الوصول الى انتخاب رئيس عملاً بما هو منصوص عليه في بياننا الوزاري. الذي يشدّد على أن «أهم التحديات الملحّة أمام حكومتنا، هو خلق الأجواء اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية احتراماً للدستور، وتطبيقاً لمبدأ تداول السلطة».
وأكد الرئيس سلام لـ«المستقبل»، انه «دعا الى جلسة لمجلس الوزراء يوم الخميس المقبل، وأنه وزّع جدول الأعمال يوم أول من أمس السبت». وأضاف: «إن الهمّ الأمني يتقدم في هذه الآونة ليحتل أولوية، رغم أن ما جرى الاسبوع الفائت يقع خارج إطار الأمن المستتب في لبنان، ضمن الخطة الأمنية المستمرة منذ ثلاثة اشهر، ولذلك تمكنت الأجهزة الأمنية والحمد لله من مواجهة الارهاب واستباق مجموعة من العمليات، لأن ثمة خطة تمكنت من توفير الأمن واستتبابه، ولو لم تكن هذه الخطة موجودة لكانت عملية مواجهة الارهاب أصعب».
وأوضح سلام أن «استنفار الأجهزة الأمنية نجح في إحباط مجموعة من العمليات بموازاة وعي عند المواطنين يساعد في هذه المهمة، فليس تفصيلاً أن تتمكن الأجهزة من رصد بعض المخططات مسبقاً وتنجح في إحباطها، وفي المقابل لا حاجة الى الهلع ولا بد من التأكيد أن هذه الانجازات تثبت أن الأمن ممسوك».
درباس
في غضون ذلك، كشف الوزير درباس، أن «الرئيس سلام، والتزاماً منه بسياسة النأي بالنفس، رفض اقتراحاً من الوزير باسيل، قدّمه الأخير خلال الاجتماع الذي عقد مع المفوض السامي لشؤون اللاجئين لدى الأمم المتحدة انطونيو غوتيريس يقضي بأن يتم التواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية من أجل إقامة مخيمات للنازحين السوريين الى لبنان في منطقة محايدة داخل الأراضي السورية».
وأضاف درباس لـ«المستقبل»: «إن رئيس الحكومة أجاب عن هذا الاقتراح بالقول إنه إذا كانت الأمم المتحدة قادرة على المساعدة وبحث هذا الموضوع مع الجانب السوري، فهذا عظيم، أما نحن كحكومة لبنانية فملتزمون في بياننا الوزاري بسياسة النأي بالنفس».
وتابع درباس: «اجتهادي الشخصي كوزير معني بالموضوع هو أن نقيم مخيمات على أطراف الحدود اللبنانية، كاستئجار أراضٍ في سهل عكار وفي سفح سلسلة الجبال الشرقية وإقامة مراكز استقبال للنازحين، وإقامة بيوت جاهزة، يمكن للنازحين أن ينقلوها الى بلادهم لاحقاً، واجتهادي أيضاً أن نوفر لهم المستوى الانساني اللائق، ونقدم لهم الخدمات الصحية والتربوية، وربط المساعدات لهم بسكن المخيمات بما يقود الى نزع الورم من داخل الجسم اللبناني، لأن هناك 1350 مخيماً عشوائياً منتشراً في لبنان. لكن الوزير باسيل أبلغنا بوضوح رفضه إقامة مخيمات داخل الحدود اللبنانية، ولذلك لم نقم بأي خطوة بهذا الصدد حرصاً منّا على التوافق داخل الحكومة، لأن هذا نهجنا، لكن باسيل اجتهد ونحن لسنا مع اجتهاده التواصل مع الحكومة السورية، لأن هذا أمر غير متوافق عليه ولا يمكن أن يقرّ، خصوصاً واننا نلتزم مبدأ النأي بالنفس كما قال الرئيس سلام للموفد الدولي، وهذا ليس موقفاً سياسياً من جانبنا، إنما هو رفض لاجتهاد باسيل باعتباره غير مجدٍ، لأن النازحين الذين انتخبوا بشار الأسد في السفارة السورية يمكنهم العودة الى سوريا أما الذين لم ينتخبوه فماذا ينفع الحديث مع السفير السوري (علي عبد الكريم علي) بشأنهم؟ لذلك نعتبر أن ما أثاره وزير الخارجية مع السفير السوري غير متفق عليه ولا نوافق عليه وهو غير منتج وغير مجدٍ».
وكان باسيل استدعى يوم الجمعة الفائت سفراء الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، وبحث معهم في موضوع إقامة مخيمات للنازحين السوريين، كما اجتمع مع السفير السوري علي عبد الكريم علي، وقال باسيل بعد اللقاء: «بحثنا رسمياً بموضوع النازحين السوريين من أجل إعادتهم الى سوريا.. ولا يمكن للبنان أن يحل قضية النازحين بنفسه من دون أن يناقش الأمر مع السلطات السورية لكي تتحمل المسؤولية في هذا المجال».
أما السفير السوري فقال: «ان العرض الذي تطرحه سوريا باستمرار لمعالجة أوضاع النازحين والتنسيق بين الحكومتين والدولتين لإيجاد المخارج التي تضمن كرامة السوري وحقه في العودة وكان تجاوب معالي الوزير كبيراً».
وأضاف: «نحن ضد إقامة مخيمات للنازحين، وسيتمكن السوريون من العودة، لا سيما وأن سوريا بلد واسع وكبير وفيه مجال لاستيعاب كل أبنائه».
عون والمناصفة
على صعيد آخر، يعقد رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون، مؤتمراً صحافياً قبل ظهر اليوم يتحدّث فيه عن الاستحقاق الرئاسي، وقال وزير التربية الياس بوصعب أمس «إن عون سيعلن تصوراً معيّناً لإخراج لبنان من مأزق الفراغ الرئاسي». فيما كشفت أوساط وزارية من داخل تكتل «التغيير والاصلاح» لـ«المستقبل» أن «رئيس التكتل سيجري في مؤتمره (اليوم) مراجعة للمرحلة الماضية ليظهر من خلالها أن ثمة مشكلة لم تعالج وهي غياب «المناصفة الحقيقية» أو عدم اعتراف قسم من اللبنانيين بالشريك الآخر».
أضافت الأوساط: «إن عون سيطرح أفكاراً واقتراحات حول استحقاق رئاسة الجمهورية وحول استحقاق الانتخابات النيابية لحسم هذه المسألة انطلاقاً من قانون انتخاب يؤمن التمثيل الحقيقي وكيفية اختيار رئيس للجمهورية «قوي» فعلاً من خلال قوته التمثيلية».