IMLebanon

سلام يكشف عن مساعٍ حثيثة قبل 25 أيار انتخاب أو تمديد… وإلا الدخول في الفراغ

الاستحقاق الرئاسي كان العنوان الأبرز في جدة خلال زيارة رئيس الحكومة تمام سلام وإن يكن قد وضع لها ثلاثة عناوين هي: الشكر على المساعدة “غير المسبوقة” للجيش اللبناني، ومعضلة التدفق الهائل للاجئين السوريين على لبنان، وقد أخذ هذا العنوان حيزاً كبيراً من لقاء الرئيس سلام وولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، إضافة إلى الاستحقاق الرئاسي الشغل الشاغل للبنانيين في هذه المرحلة. وإذا كان ولي العهد السعودي قد كرّر موقف المملكة الداعم للبنان في كل المجالات، فإن “التوافق كان السمة الأبرز في كل حديث عن الاستحقاق خلال اللقاء، وكذلك خلال لقاء الرئيس سلام والوفد الوزاري المرافق مع الرئيس سعد الحريري ليل الاثنين – الثلثاء والذي أعقبته خلوة طويلة بين سلام والحريري، استمرت حتى الساعة الأولى من فجر الثلثاء، ولقاءات بعدها لسلام مع الوزراء أكرم شهيب، ميشال فرعون، رشيد درباس، محمد المشنوق، عبد المطلب حناوي في قصر إقامة الوفد في قصر المؤتمرات. وقد كشف سلام عن مساعٍ حثيثة للقيام بخطوة ما عملية قبل 25 أيار موعد نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان، دون الدخول في التفاصيل، مكتفياً بحصرها بمحاولتين: الانتخاب أو التمديد.

ويبدو أن مشروع التمديد ينطلق من اقتراح عرضه البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال لقائه الحريري في باريس أخيراً، ويقضي بالتمديد سنة لسليمان، فتكون فرصة لتجنب الفراغ في رئاسة الجمهورية، وللمضي قدماً في الجهود المبذولة سعياً إلى التوافق، وهو ما يريده الجميع، كما يقول الرئيس سلام، وهو ما عبّر عنه تكراراً السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري الذي يختصر الموقف السعودي بالتوافق، انطلاقاً من “اعلان بعبدا”. والعسيري يستعد للانتقال إلى موقعه الجديد سفيراً للمملكة في باكستان، وقد أجاب أحد أعضاء الوفد الوزاري الذي بادره بالقول: “سنخسرك في لبنان” فقال: “بل أنا الخاسر، وبعدما أمضيت خمس سنوات في لبنان ها أنا أعود إلى باكستان التي سبق وأمضيت فيها تسع سنوات سفيراً”. يقول الوزير نفسه إن الحكومة الباكستانية طالبت بعودة عسيري سفيراً لديها، فيعلق السفير مازحاً: “ومن الحب ما قتل”!
وفي رأي الرئيس سلام انه “من غير المستحيل التوصل إلى حل قبل 25 أيار إذا تمّ التوافق على التمديد أو الانتخاب”، وثمّة من يقول إنه إذا كان التوافق على التمديد ممكناً فلمَ لا يكون على الانتخاب؟
وإذا كان رهان البعض على تقارب سعودي – إيراني فإن هناك من يلفت إلى “عناوين كبيرة على جدول أعمال الطرفين تمتد من اليمن مروراً بالبحرين وصولاً إلى العراق وسوريا”، فهل يمكن فصل هذه العناوين عن الاستحقاق الرئاسي والموقف منه؟
وعلى الصعيد المحلي، وفي اللقاء الليلي الذي ضمّ الحريري وسلام في دارة الأول في جدة، نقل أحدهم عن الحريري تركيزه على الدور المسيحي المطلوب لتجنب الفراغ إذ قال: “ولكن المطلوب أيضاً من التكتلات النيابية المسيحية أن تتحرّك في السعي إلى التوافق حول شخصية معينة، وبالتأكيد سنكون مع من يتفقون عليه”.
وأما ما يحكى عن نتائج للاتصالات المستمرة لرئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون مع الحريري فتكشف مصادر مطلعة أنها أسفرت عن تفاهم حول الحكومة في الفترة السابقة، ثم على مؤازرتها وتسهيل عملها، وقد برزت نتائج هذا التفاهم عملياً، وبالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي كان التفاهم حول التعاون على تجنب الفراغ الذي يخشاه سلام ويحذّر من انعكاسات سلبية للشغور في رئاسة الجمهورية على الوضع الحكومي في ظلّ تلميحات البعض إلى امتناع عن المشاركة في مجلس الوزراء وحتى عن المشاركة في جلسات مجلس النواب. ويلفت سلام إلى أن “مرحلة الشغور في سدّة الرئاسة قد لا تكون مريحة. والأرجح أنها لن تكون كذلك، نتيجة مزايدات بدأت تظهر تباعاً، ومن هنا تبرز أهمية الاتصالات المشار إليها والتي يجب أن يعمل الجميع في سبيل إنجاحها تجنباً للفراغ”.
وهكذا يبدو واضحاً أن لا جديد على صعيد الاستحقاق الرئاسي سوى تلك المحاولات التي أشار إليها سلام، وقد تم التطرق إليها خلال لقائه وولي العهد السعودي الذي كرر الموقف الداعم للبنان لتجنب الفراغ.
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن الملك عبدالله بن عبد العزيز غادر أمس إلى أغادير في المغرب في إجازة خاصّة وصحية، وهو لم يستقبل الملك الأسباني خوان كارلوس الذي كان في السعودية قبل يومين (شارك سلام في وداع الملك عبدالله برفقة ولي العهد وسائر المسؤولين السعوديين وعقد معه لقاء قصيراً).
يذكر أن آخر ظهور للملك عبدالله كان خلال استقباله الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل مدّة.