سلام يلاقي بري في مقاربته «السوداوية» والحكومة متخوفة من الفلتان الامني
الحكومة حمت وحدتها برفض المقايضة و«داعش» امهلها 24 ساعة للمبادلة والا
الاهالي طالبوا قهوجي باعتقال الوزراء ويرفضون الاجتماع بسلام واللجنة الوزارية
نجح مجلس الوزراء في التوصل الى قرار موحد حول ملف المخطوفين العسكريين حمى فيه وحدة الحكومة وتضامنها عبر التأكيد على التفاوض وليس المقايضة، بعد ست ساعات من النقاشات شهدت احيانا سجالات حادة وطرحت فيها مخارج كثيرة سقطت جميعها حفاظا على هيبة الدولة، ورغم نداءات اهل العسكريين ودعوتهم قائد الجيش الى اعتقال الوزراء ومبادلتهم مع ابنائهم المخطوفين، لكن ذلك لم يثنِ مجلس الوزراء عن قراره برفض المقايضة.
وقد بدأت جلسة مجلس الوزراء بكلمة للرئيس تمام سلام دعا فيها الى ان دقة الظروف وخطورتها تستدعيان موقفاً موحداً من مجلس الوزراء وتضامناً وزارياً، وانتقد التعاطي الاعلامي في بعض وسائل الاعلام لموضوع المخطوفين والذي يثير مشاعر التحريض.
واكد سلام انه اجرى اتصالات سرية مع دول عديدة وفي طليعتها قطر وتركيا وانه كلف اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام باجراء الاتصالات وان المفاوضين القطري والتركي اتصلا بالمسلحين وان المفاوضات تتم مع التهديد بتصفية العسكريين ولا بد من اخذ معاناة الاهالي.
وتحدث وزير الداخلية نهاد المشنوق عن المراحل التي قطعتها المفاوضات وشروط المسلحين وظروف مدينة عرسال وصعوبة الاوضاع في البلاد.
كما تطرق عدد من الوزراء الى خطورة ما يجري وابدوا تخوفهم من «الفلتان الامني في البلاد وتوسعه» واجواء الفتنة المخيمة على منطقة البقاع بعد قيام اهالي عدد من المخطوفين بتوجيه تهديدات الى اهالي عرسال بانهم سيأخذون بثأر اولادهم من اهالي عرسال اذا مسّهم اي مكروه.
وتطرقت النقاشات ايضا الى ان الاتصالات القطرية التركية مع المسلحين، تكثفت خلال اليومين الماضيين وان ضابطين قطري وتركي زارا عرسال، وان المطالب المالية يمكن تلبيتها، كما طالب الخاطفون بتأمين مقر آمن يقيهم الشتاء.
اما المطالب الاخرى بعضها تعجيزي وتحديداً فيما يتعلق بالافراج عن رموز ارهابية وبعضها قابل للاخذ والرد، خصوصاً ان مطالب المسلحين في اعزاز كانت مرتفعة ثم تدنت نتيجة الاتصالات والمفاوضات.
كما تم استعراض اوضاع السجناء وتقسيمهم، كذلك طرح الاستعجال بالمحاكمات وتقديم طلبات اخلاء سبيل ودرسها من القضاء او اطلاق السجناء الذين اعتقلوا في المعارك الاخيرة لكنه تبين وجود عوائق قانونية تقف حائلا امام التنفيذ، كما تم التأكيد بان الافراج عن عماد جمعة وجمال دفتردار ونعيم عباس مستحيل خصوصاً ان اهالي ضحايا التفجيرات الارهابية سيتحركون وسيؤدي ذلك الى فتنة.
واشارت معلومات ان الرئيس سلام اكد للوزراء انه يلاقي الرئيس بري في نظرته السوداوية للامور جراء التعقيدات في معظم الملفات، وهذا الامر يجب مواجهته وعدم الاستسلام، والمواجهة تكون بالوحدة وانتخاب رئيس الجمهورية وعودة العمل الى مجلس النواب.
كما اكد مجلس الوزراء على ضرورة دعم الجيش اللبناني وتأمين احتياجاته، كما تم انتقاد التعامل الاعلامي مع ملف عرسال وقضية الجيش اللبناني وعلم ان النقاشات في مجلس الوزراء كشفت ايضا على ان الملف معقد ويحتاج الى وقت وجهد كبيرين لانجازه لكنه لا يجب «مقايضة» الارهابيين.
وعلم انه خلال اجتماع مجلس الوزراء تسلم الرئيس سلام عبر وسطاء شروط المسلحين وتتضمن عدم الافراج عن اي عسكري الا في اطار عملية تبادل، وان الوسطاء ابلغوا مجلس الوزراء ان ابو مالك التلي يطالب بـ 15 موقوفا اسلامياً مقابل كل جندي بالجيش اللبناني.
واشارت الى ان ابو مالك مدد 24 ساعة تهديده بذبح جندي آخر، بانتظار قرارات الحكومة واكد الوسطاء للحكومة ان جهودهم لاطلاق الجندي عباس مشيك بسبب اوضاعه الصحية لم تنجح وان «النصرة» رفضت وانها امنت له كل شيء، كما ابلغ الوسطاء ان اوضاع الجنود الصحية جيدة.
واكد الوسطاء ان ابو مالك التلي، ينتظر قرار مجلس الوزراء اللبناني ليبني على الشيء مقتضاه.
كما اكد مجلس الوزراء على استمرار عمل اللجنة التي شكلها الرئيس سلام سابقا وضم اليها وزير المال علي حسن خليل وهذه اللجنة التي تضم وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والعدل ستجتمع اليوم مع اهالي المخطوفين حيث سيضعهم الرئيس تمام سلام في اجواء المفاوضات الحكومية والاتصالات التي يجريها مع دول خارجية، لكن لجنة المتابعة لاهالي المخطوفين العسكريين اصدرت بياناً ليل امس رفضت فيه الاجتماع مع الرئيس تمام سلام ومع اللجنة الوزارية لان «لا فائدة منه ولا يقدم ولا يؤخر» واكتفت بما اصدرته من بيان والتي تضمن اعطاء مهلة 24 ساعة للحكومة للتحرك والا فانها ستصعد خطواتها في كل لبنان وبالتحديد في بيروت.
كما دعم جميع الوزراء المهام التي يتولاها الجيش والقوى الامنية في عرسال والطلب من القيادتين اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لضبط الوضع وتحرير العسكريين.
وكذلك تطرق النقاش في مجلس الوزراء الى الاوضاع الامنية في البلاد والخلايا النائمة وموضوع اللاجئين السوريين واعباء هذا الملف واقترح بعض الوزراء نقل مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال الى مناطق اخرى من اجل تخفيف الاحتقان في عرسال كما اقترح بعض الوزراء اغلاق الحدود لضبط ملف النازحين واثناء انعقاد مجلس الوزراء ابلغ الرئيس سلام عن قيام تنظيم «داعش» باعدام المواطن كايد غدارة، من بلدة عرسال بحجة تعاونه مع حزب الله كما خطف التنظيم 10 سوريين على علاقة بغدارة وكان غدارة خطف منذ اسبوع بتهمة دعمه لحزب الله والجيش اللبناني.
«المنار» وضبط مخطط تخريبي
على صعيد اخر عرضت قناة «المنار» تقريرا تحدثت فيه عن احباط «الحزب» مخططا ارهابيا. وافاد التقرير انه تمت السيطرة على منشأة جديدة لتفخيخ السيارات في القلمون، وجرى ضبط سيارات بلوحات لبنانية يتم تحضيرها لتفخيخها وتفجيرها داخل لبنان، كاشفا ان المعلومات الاولية تشير الى ان المخطط كان يستهدف تفجير مراكز مدنية وعسكرية في وقت واحد. واشار الفيديو الى ان منشأة التفخيخ تابعة لـ«جبهة النصرة» وعثر فيها على خمس سيارات كانت تعد للتفخيخ، لاستهداف حواجز للجيش اللبناني ومراكز حساسة لـ«حزب الله».
وكشفت «المنار» عن شق طرق تربط جرود القلمون بلبنان عند بلدة بريتال البقاعية، وعلى احدى هذه الطرق، ركنت ناقلة جند مفخخة كانت ستتوجه الى هدف محدد.
تحركات الاهالي
وبالتوازي مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء اعتصم اهالي المخطوفين امام السراي الحكومي وواصلوا قطع طرقات الشمال وبعلبك وامهلوا الحكومة 24 ساعة والا الفتنة في البقاع، كما طالبوا قائد الجيش باعتقال الوزراء ومبادلتهم بالجنود المحتجزين وحمّلوا الدولة مسؤولية ما يجري طالبين منها اتخاذ القرار الجريء وقبول مبدأ المقايضة وتفويض العلماء المسلمين والشيخ مصطفى الحجيري. كما هددوا بتصعيد عشائري في البقاع اذا لم تكن قرارات الحكومة على قدر امالهم. واكدوا اننا نريد اولادنا بمقايضة وغير مقايضة وجميعنا وراء قائد الجيش.
واللافت ان اياً من الوزراء لم يتواصل مع الاهالي.
الجيش اعتقل عصابة سورية في جرود صنين وداهم في كسروان
داهمت قوة من الجيش اللبناني مساء امس فندقاً في جرود صنين والقت القبض على عصابة سورية وفي حوزتها اسلحة. وكان الجيش توجه الى المنطقة بعد ورود معلومات عن تحركات مشبوهة تحصل في المناطق امتداداً من جرود صنين وصولاً الى بسكنتا، ونفذ عمليات انتشار مكثفة في المنطقة.
هذا، وعلم ايضاً ان الجيش نفذ عمليات مداهمة في كسروان لمراكز تجمعات السوريين.
بري قدم ترشيحه للانتخابات
قدم الرئيس نبيه بري ترشيحه للانتخابات النيابية مع اعضاء كتلته قبل مغادرته للخارج في زيارة خاصة، وعلم ان معظم نواب 8 اذار سيقدمون ترشيحاتهم قبل 16 ايلول حيث جدد الرئيس بري امام زواره رفضه للتمديد للمجلس النيابي. وجدد الرئيس بري التأكيد امام زواره على استيائه الشديد مما وصلت اليه الامور في البلاد، وان زواره لاحظوا مدى حجم الاستياء من الفراغ الرئاسي وتعطيل مجلس النواب والكثير من القضايا التي يمكن معالجتها ولا تعالج بالاضافة الى الاوضاع الامنية وملف المخطوفين العسكريين واجواء الاحتقان السائدة في البلاد.
مقتل سليمان ابو حمرا طعناً واصابة والدته في العبادية
وجد الفتى سليمان محمود ابو حمرا من العبادية قضاء المتن الاعلى مقتولا داخل منزله بطعنات سكين فيما والدته هلا حسان مصابة بعدة طعنات ومضرجة بدمائها وعلى الفور حضرت القوى الامنية وقامت بالتحقيقات وتبين ان سوريين وراء الحادث بقصد السرقة وذكرت معلومات انه تم توقيفهما واحيلا الى المراجع المختصة علماً ان منزل الضحية يقع في ساحة البلدة. وقد انتشرت وحدات من الجيش اللبناني وسيرت دوريات منعاً لردود فعل ضد اللاجئين السوريين.